صرخة غاضبة في يوم المرأة العالمي

في يوم المرأة العالمي لا أستطيع إلا صرخة غاضبة عاجزة على هذا النظام الذكوري الذي حكم العالم منذ آلاف السنين فما جلب له إلا الحروب والمجاعات والاوبئة. آلاف السنين وضحايا هذا النظام هي المرأة التي ترمل، والام التي تثكل، والفتاة التي تغتصب، والطفل الضعيف.

قولوا عني ما شئتم: انهزامية، متخاذلة، حالمة، مجنونة، فأنا لا يهمني رأيكم يا رجال السلطتين في هذا العالم. عندي انتم كلكلم في سلة واحدة. كلكم صنعتم مأساتي من اقصى يمينكم الى أقصى يساركم. من اميركا الرأسمالية الى كوريا الشيوعية، من أغنى حاكم فيكم في الخليج العربي الى أفقره في افريقيا، من الامين العام لمنظمة الامم المتحدة الى أصغر حمال في أصغر مستودعاتها. من بابا روما الى شيخ الازهر، من جورج بوش الى احمدي نجاد، من حسني مبارك الى بشار الاسد، ومن ابو مازن الى اسماعيل هنية. كلكم صنعتم مأساتي. الصديق قبل العدو، ابن البيت قبل الجار الطامع، العربي المؤمن بعروبته والغربي المستشرق بغروره، المؤمن بالعلمانية والمتظاهر ضدها. كلكلم تفرجتم البارحة في جنين وتتفرجون اليوم في غزة، وستتفرجون غداً في مكان آخر، على مأساتي وأنا أُرَمل وأُثكل وأغُتصب. كلكم تقفون مصدقين مؤيدين التبريرات العاهرة، أو متفرجين لامبالين، أو متعاطفين كاذبين، او مؤيدين عجزة.

اطفال وأمهات دير ياسين، أطفال السموع، أطفال مدرسة بحر البقر هل ما زلتم تذكرون؟

على الطرف الاخر من اغتصب ابنة الاربعة عشر ربيعاً على أطراف مخيم صغير شمالي بيروت أوائل 1976؟ من سحل الطفل احمد على طريق الدكوانة منتصف عام 1976 من خنق ربيع تحت الانقاض في الصنائع عام 1982 ، من خطف محمد الدرة من حضن والده عام 2001؟

يغضبني منطقكم الذكوري المتعجرف هذا الذي قسم العالم منذ عهد الخليقة الى معادلتين محدودتين كعقولكم: غالب ومغلوب، معتد ومنتقم، غني يذل وفقير يستذل، غاصب يبرر اغتصابه ومغصوب لا ينتصر له ضمير.

لن أكون مثلكم واقسم العالم بين ذكور واناث، فمارغرت تاتشر أنثى، وغولدا مائير أنثى، وكونداليزا رايس انثى، وهيلاري كلينتون انثى وملكة بلجيكا أنثى. ولكنهن جميعا يدرن في نظامكم يؤمن به ويخدمنه. . .أنتم وهنّ صنعتم مأساتي.

فشلتم فتنحوا. افسحوا لمن يستطيع ان يحكم العالم بقلب عاشق، وعقل فيلسوف وحنان أم.