الأحد ١٣ آب (أغسطس) ٢٠٠٦
بقلم مقبولة عبد الحليم

صرخت الطفولة من قلب قانا

إنها ليست قصه .....ولا قصيده ....بل هي نداء من قلب الألم
بقلم مقبولة عبد الحليم

إن تلك المشاهد جعلت زمني يتوقف عند الساعة السادسة صباحا عندما استيقظت وتوجهت مسرعة إلى جهاز التلفاز لأعرف ماذا حصل بعد أن كانت أصوات الطائرات تملا الفضاء بضجيجها طوال الليل....لا اعرف ماذا حصل لي بالضبط عندما شاهدت وللوهلة الأولى
تلك الفاجعة الرهيبة..........

كيف سأصف ماذا سأقول وهل توجد الكلمات المناسبة لتصف هذه الوحشية.... فلم يعد قلبي قادرا على تحمل حتى نبضاته فاخذ يدق بسرعة شديدة عله بعد هذه السرعة يتوقف والى الأبد فذلك خيرا له من أن يستمر في مشاهدة كل ما يحصل لهذه ألامه ولا يستطيع أن يفعل شيئا... إن كل ما اعرفه أن عيناي قد توقفتا على مشهد واحد، لم اعد أرى شيئا غير ذلك الخراب والدمار وتلك الأشلاء وأجساد الأطفال تسحب من تحت الأنقاض، وصوت صراخ الأمهات الثكلى وهن غير مصدقات ما يجري لأبنائهن يركضن يمنة ويسره لا يعرفن إلى أين يتوجهن ونظرات الآباء المستنجدة عونا عل من يساعد في انتشال جثث أطفالهم وعل أن يكون هنالك تحت الأنقاض ما زال ولو أمل ضعيف بان يكون هناك بعض الناجين... ودموعهم ألمستجديه عطف زعماء العرب... وقلوبهم تنعى فلذات أكبادهم وهم يحملون البعض منهم بين أيديهم جثث هامدة، وأثار القصف الغاشم على البيوت والممتلكات على الأرض الصماء على الطير والحجر على الحياة بكل أشكالها.........

لم تصدق عيناي ولم تعد رجلاي تقويان على حمل جسدي فجلست على أرضية ألغرفه وأخذت أصيح و أنادي بأعلى صوتي من بين دموعي ومن داخل قلبي الموجوع والذي أخذت اشعر أن هناك نارا قد شبت بداخله أين دعاة حقوق الإنسان أين الأمم المتحدة أين العالم ذلك المنافق والذي يدعي الشرعية الدولية و حماية حقوق الطفل أين انتم يا عرب لماذا هذا الوهن هذا الهوان.......؟؟ اقتربت من جهاز التلفاز مرة أخرى وتسمرت هناك عند جثة طفله خمنت أنها لم تبلغ ربيعها الثالث لم أرى على وجهها أثار الدماء كان وجهها ملائكيا ابيضا وشعرها أشقر وقد غيرت لون أطرافه أثار الاسمنت المتهدم لتجعله رمادي اللون بلون الموت ...وأطرافها صغيرة غضه وكأن روحها ما زالت تسكن جسدها.... لا أخفيكم سرحت بفكري وسمحت لنفسي بان أتصور ماذا كان يجول في خاطر تلك الصغيرة وهي تسمع قصف الطائرات والصواريخ من ملجأها تحت الأرض ...... صوت مخيف دوى قريبا منها ذعرت والتصقت بوالدتها فضمتها إلى صدرها والدموع تفيض من عينيها فهدأت من روعها... دوي أخر وسقطت ألوالده ونالت الشهادة ومعها الكثير من الأطفال لتبقى ألصغيره لوحدها وكل رعب العالم تجمع في قلبها الصغير البريء أخذت تنظر حولها وبكل الاتجاهات فلم تعد تري للحياة أثرا بل جثث هامدة قد فاحت منها رائحة الموت أجهشت ببكاء مر لم يبكيه إلا من ذاق مرارة الألم وظلم البشر وعنجهيتهم لكنها توقفت عن البكاء فجاه وكأنها أرادت أن تبعث للعالم برسالة.........
فصاحت بملأ صوتها الطفولي.... أليكم يا أطفال إسرائيل ها هي هداياكم تصلني فتقتل أهلي تلك الهدية التي بعثتموها لعيد الميلاد أو لعيد الأضحى....لا يهم ها هي قد وصلت وبعد قليل ستقتلني فشكرا لكم........

أما انتم يا دعاة السلام يا دعاة الأمن والأمان أين انتم والصواريخ تدكنا وتقتلنا وانتم هناك في أبراجكم تنظرون إلينا وتعقدون المؤتمرات من اجل السلام.... فسلامكم لم يعد إلا موتا إلا حربا ودمارا ولم تكمل ألصغيره..... فقد أتاها الموت مع الضربة الاخيره لتدمر عليها المبنى وتسلبها حقها بالحياة والتي لا حق لأحد أن يأخذها منها سوى الله... أما صرختها والتي لم تستطع أن تكملها فكأني بها تقول :

أنا الطفولة
يا أطفال العالم
هل تسمعون
هل ترون..... هل تشعرون
من قال أننا إرهابيون ؟؟!!
هل ترون في يدي بندقية ؟؟!
هل ترون في بيتي مدفع؟؟!
كلامي إليكم وللعالم يسمع
لا أريد منكم شفقة
لا أريد لعيونكم تدمع
لأنني لست قتيله
بل أنا في جنة ربي
وطيرا من طيورها
شهيدة الحرية والكرامة
ولي فيها مهجع
ولتعلموا...
أن وطني وارضي بقلبي
ودمي لشعبي هديه
ليبقى صامدا أبيا..
لا يستسلم ولا يخضع
وبكل العنفوان أقولها
للدنيا بشرقها وغربها
نحن شعب لن يركع
واليكم يا ملوكي
يا عرب.....
يا من أعطيتم الشرعية
للدمار والحرب...
يا من صممتم آذانكم
منذ زمن...
عن صراخي....ورجاء أمي
هي كلمه صغيرة....
هناك رب لن يسامح
ورسول أبدا لن يشفع

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى