الجمعة ١ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم سليمان دغش

ظل الشمس

لَيسَ للشمسِ ظِلُّ

تسأَلُ امرأةٌ شَمسها في مرايا الندى وَتُطِلُّ

على سورةِ الماءِ في ذاتِها

كانَ يكفي

قليلٌ منَ الجَزْرِ في ثَوبها النرجِسيِّ

لكيْ يَخلَعَ البَحرُ سروالَهُ الداخِليَّ

ويرمي خلاخيلَهُ في دَمي زَبَدا

يُشعِلُ الرملَ في شاطىءِ الروحِ حيناً

وحيناً يَبُلُّ

ليسَ للشمسِ ظِلُّ

ليسَ للشمسِ ظِلُّ

تلكَ سورَتُها في مرايا المدى

لَستُ أَدري

وبي حيرةُ الروحِ أَسأَلُها

قَلِقاً كَجَناحَينِ في الريحِ :

هلْ تأنس الروحُ في جَسَدٍ

يَشتهي جَسَداً ؟

آهِ يا روحُ إلاّ إذا في الهوى

اتّحَدا !

ما الذي يُشعلُ الماءَ في الجَسَدَينِ سوى

شهوةِ الماءِ للماءِ

والماءُ أصلُ

ليسَ للشمسِ ظِلُّ !

ليسَ للشمسِ ظِلُّ

تلكَ صورَتُها تتهادى كواحَةِ نَخلٍ

على مَهلِها

هلْ رأَى أَحَدٌ نخلَةً ذاتَ يومٍ

تَمُدُّ إليهِ اليَدا ؟!

آهِ يا امرأَةً تَتَنَهَّدُ في شَفَتيها القواريرُ

أَو يتثاءَبُ في فَمِها المِسكُ

رِفقاً بِها.. بالقواريرِ وَيْحَكَ

لا تَخدِش العِطرَ

لا تخدِش امرأةً في أُنوثَتِها

إنْ تَخدِش امرأَةً

ينزِف الوردُ من أَجلِها الدَمَ عِطراً

ويسترخص الدّمعَ في الوَردِ فُلُّ

ليسَ للشمسِ ظِلُّ

لَيسَ للشمسِ ظِلُّ

هيَ أُنثى على هيئَةِ الماءِ

راوَدَها البَحرُ عن نَفسِها حَسَداً

ويُصَلِّي لَها الموجُ مُستسلِماً لِضُحاها

هيَ امرأَةٌ تُشعِلُ الماءَ في البحرِ

عل عرفَ البحرُ من قبلها امرأَةً

توقِظُ الريحَ من نومِها في سريرِ الأراجيح

كيْ تغضب البحرَ

يا امرأَةً تقهَرُ البَحرَ من نَظرَةٍ

وَتُذِلُّ !

ليسَ للشمسِ ظِلُّ

ليسَ للشمسِ ظِلُّ

قالت امرأَةٌ تَستَفِزُّ الأَيائلَ

منْ يَنطح الشمسَ في سُرّتي ؟

منْ يَشُمُّ التوابِلَ من تَحتِ إبطَيَّ

منْ يسرج الخيلَ في شهوةِ الرمحِ

منْ سيعيدُ للبحرِ سِرْبَ النوارسِ

مَنْ يكسر الموجَ في خاصِري

حينَ يَعلو ؟!!

ليسَ للشمسِ ظِلُّ

ليسَ للشمسِ ظِلُّ

أَيّ ذنبٍ يُسَجّلهُ اللهُ في لوحِهِ الأزَليِّ

إذا غزَّني رُمحُها

فنَطَقتُ الشهادَةَ لامرأَةٍ

هيَ عفوكَ يا ذا العَليّ أُجِلُّ

ليسَ للشمسِ ظِلُّ

ليسَ للشمسِ ظِلُّ !


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى