السبت ٤ آذار (مارس) ٢٠٠٦
بقلم عبد ربه محمد أسليم

عاشق الليل

تقترب لحظة الفوز والشهادة ... يفتح جسده ويصعد كنافذة بيضاء ... فيبكي الشجر أحلامه الزمردية كأنها نهر في أكمامه بلا فواصل ... يزدهي بروحه الملائكية فتؤول أوراد غفران , و تسابيح تعانق ثرى الليل ... فيغدو الليل إلى الفجر والفجر إلى الليل لغة نحل , ويمتد بعطره إلى تغريد الورد , وألحان مطر الشهداء ... يقترب أكثر من المطر ليكسو الفل سماوات زرقاء , وأجنحة كأنها أنسام العبير لشمس لا تنتهي , وليل همسه نداوة القلب ... ليغدو الكون ترانيم ملائكية وإبداعات فراشاته تتراءى فيها الروح هالات وجد , وصفحات سندسية حيث يغرد الكون بطهره وبستان الكلمات بأطيافه القزحية ...

دوما كنت أسائل نفسي ما الذي يدفع هذا الشاب البهي إلى كل هذا العشق ؟؟ ... فكنت أشعر بأنه أفق ... عرفناه شابا طموحا يتفجر عرفانا واندفاعا نحو الموت والشهادة ... كان في دمه عرسا احتفاليا بجماليات الحب الإلهي والشهادة ... تذوقت مرمى يديه , وحلاوة تلاله وسهوله , وتذوقت لمساته الصاروخية المبدعة ...

دائما كان يطل على الجبل متسلحا بدمعاته والسماء الزرقاء ... ممتزجا بربيع ألوانه التي كانت ترعب العدو ... تخترق مفاصله ودروعه ... متسلحا برؤيته الإنسانية ... ممعنا في حلمه ... كان يتمتع برؤية شمولية فذة أوسع من الأبجديات ... يسعى جاهدا إلى أن يكون نورا إلهيا يساعد في إعادة كتابة معادلات هذا الواقع الشلامي , وربما قلب طاولة أوسلو وخارطة الطريق ...

" إلى روح الشهيد المجاهد عدنان بستان ( أبو جندل )

الخبز الطازج ينفجر كعقارب الساعة ,
وصمت عتيق يقبل الذاااكرة ...
النسيان أعمدة تهبط في حقول القطن ...
على مشارف الشمس لغتي تهرول إلى دمك ,
والبياض أحمر ...
شجرة تترك صحرائها على يديك ورقة بردي ,
وتتراص كأنها دبوس في خاصرتي ...
ودمعك يقرع الريح
ويصفر على حجر ...
تلبس الخفاش كي يتنفس حزنك ,
وتجر الريح كحمامة صفراء
البحر يستجديك , ويتذرع بالتيه
لك سقسقت النوووور في طعم الدم ,
والليل يرتدي النخيل ,
ويزوغ كجمجمة تجر غيمة ...
تدتثر كسهم أخضر ,
ودمع يبدو كتنور أمي ...
أحبك كما السفر , وورق البردي ...
أسهر عند صوتك كشتاء ...
أرسمك شراعاااا ,
ووجهك نسائم مطرررر ...
أنقشك كفينيق يتزوج الرصاص ,,
ويحلم بذاكرة البحر ..
ليس للأيائل مرايا ,
والقمر يبلل الزبد ,
ويزنبق الرمل في خارطتك كالمسك
والريح في الهوى قلقة ...
ما الذي يجعل الورد يسبح بدمك ؟؟!!
على مهل تخدش الزجاج ,
وتفتح صلاة العصر شهوة نورس ...
من يحصد الموج من شهوة دمك ,,
ويطعن البحر ؟؟!! ...
تتهادى كالعطر في دمك ...
هذه صورتك كأأأأأنها حلم ,
وكنبي يمد جناحيه خلاخل عطش ...
نطقت كالحسين بسرج رمحك ,
والسيف سرب غزال ...
دمك يلهمني السؤال ,
والنهر يمشي معك كعذراء ...
أشلاؤك وطن تضئ مآذن الدم ...
أشتهي حكااااايات دمك ...
تضئ الطيور ,
ونورسا خبأك في قهوتي
كي تفتح بقايا الذاكرة ...
إني رأيت الصباااااح فيك
يكتب غابة البيلسان
وقمرا أخضر يخبئ ضحكتي
ويذوب في دمك صدأ الكلام !!!
أأأأأقطف رحيق يديك
والمساء أعد قهوتك ,
وأطل من الفراغ ...
تراودني الخيول فيك
والبحر يفررررر منك ,
والشواطئ تلم رؤى حنينك
لأظل أرض كالصباح ,,,
ويداي تشتهي بسمتك ,
وارتجاف الصمت ... !!! ...
إني أغادر جثتي ,
وأغوى الزهور لميلاد العصافير ,
والأفق !!! ...
لملم هجير المرايا ,
ونام في وجهي ...
أشتهيك الآن ,
وأعشق انتظاري
بلابلي تخبئك كعطش ...
أقطف البخور منك
إني أحبك ...
إني أحبك ...
أرقبك من خلف القصيدة
وأنت تخرج من خاصرتي كنافذة خضراء ...
أمام غبارك صحوت ,
والقوس يجمع جسدي !!! ,
ويرقب شرارة صوتك كلما أدمنت الصلاة !!!!
الليل يتبعك كقوس ...
ألف نخلة تبكيك ...
صمتك شائك يمد الأفق كطمي القمر ,
وكنهار قنديلي ينخفض لحيظة خضرااااء ...
ينتصب أعلى من إرتعاشات الليل ,
والشمس تهيج الصمت ...
النهر يرمي مراااااياه في الندى ,
وينهض
لغة كجسد الصاروخ
والصمت
ينسج التحية لعصافير تثقب العتمة ,
وتعيد الشمس لكساح حجر يعانق زهرة ...
ذبحت الحجر في دمعي , وهو يتثاقل كنافورة
تتشقق عشبا , وصباحا قرمزيا ...
الندى يسبح نحوك ,
وتصغي لنبع يحفر في الريح ,
ويسيل كزمن أخضر ,
يتعرى على لهاااااث الصمت ...
أيقظته هذا المسااااء ...
المكان هو الريح ...
الزمان حجر ونهر ...
ويتجرع الظل كعااااااشق
تبلله الخواطر ...
يملأ الملح بشهب ضلوعه ...
والظمأ يتلو بررررق عشقه ,
ويساءل فراشااااته المحدبة ,
ونشوة غيابه ...
يتراقص كاحتلام الضوء...
الذاااااكرة توقظ الريح ,
وتصعد مئذنة الجمر ...
إيقااااااع العصافير حلم ,
ونحن نصفع الريح بقايا سمكة ! ...
أسترك بعصارة الشمس ,
وقلبك يستدعي البنفسج من خيالات الخريف ,
يتخثر سحاااااابة تستطيع اصطياد الجوع !!! ,
وقميصه الشجر على أقنية خضراء ,
ولهفة سااااااخنة ,,,,
فيروض الصمت كمنقار قهوة ...
يراوغ البحر ,
ويقترب من الأخضر المدهش ,,,
فالنوم محارة صوتك ...
واصطياد منفى ! ...
 
حين كسوتني كسنبلة صرت تبلل الندى الأبيض
وضوء الفجر يهاتف اسمك ...
تمهل كالمجاز ...
اتكئ على خاصرتي فروحي تداعب الأعشاب ...
كفاك يمطران رائحة ليمون ...
فتصير العشق ,
ويدك تمر فوق جبيني فأغفو مثل طفل مدلل يعشق عواصفك ...
أحضنك كقمر يرفع سبابته في وجه الزبد ...
أرسمك الريح شجر عند سفوح الدم ليتسع البوح للحلم ,
والسؤال الأخضر ...
أرافقك شجرة ...
نكسر ثلج الرمل ...
أنتشر في دمك ...
فراشاتك أشرعة كالنبع
لينهمر الزيزفون فيك أفقا ...
فألملم أعضائي الضوء ...
تبتل بالعسل ...
صديقي يحشر الهال في بقايا المزامير ...
روحك على مفترق الشفق
تشبه الوطن , وسماء القلب راح ضباب ..
أحسدك فأنت غاردينيا في شرفاتي ...
تأتي مع صلاة الفجر غزالا أبيض ...
تقرأ الملح ... " وليدخلوا ... " ...
تضئ قناديل الناااااي كشجر يصعد حبال حضوره ...
وتغفو ...

إشارة : اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي الشهيد عدنان بستان الملقب أبو جندل ليلة 5 / 2 / 2006م عندما أطلقت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية صاروخين على السيارة التي كان يستقلها قرب عمارة دولة وسط حي الزيتون جنوب شرق قطاع غزة الأمر الذي أدى إلى استشهاده مع مرافقه جهاد السوافيري القائد الميداني في سرايا القدس .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى