
عايدة يوسف: فرصتي لم تأت بعد
الفنانة عايدة يوسف تتمتع بِطَلة مختلفة عن باقي قريناتها في الوسط الفني السوري، فهي صاحبة الوجه الذي فيه الكثير من الجمال الشرقي الممزوج بملامح غربية، هذا بالإضافة إلى قامتها التي تؤهلها لأن تكون عارضة أزياء ناجحة. وشاركت عايدة في أعمال مختلفة بالدراما السورية، حيث شاهدناها في دراما كوميدية وتاريخية واجتماعية، ورغم ذلك تقول إنها مازالت في بداية مشوارها الفني. معها كان لنا هذا اللقاء:
– هل أنت راضية عن مشاركاتك التمثيلية؟
– دوماً أنا راضية عما أشارك به من أعمال، فأحاول تقديم جهدي وطاقتي حسب الحدود للشخصيات التي تسند لي.
– وهل أنت مرتاحة للفرص التي تتاح لك؟
– أنا حزينة قليلاً للفرص التي تقدم لي، فأتمنى أن تتاح لي مساحات أكبر لأعبر فيها عن طاقتي وإمكاناتي الفنية التي أشعر أنها لا تزال مكنونة في داخلي، وأتمنى أن يحاول مخرجونا أن يروني بطريقة أخرى.
– كأنك ترغبين بتحديد ما تريدين تمثيله؟
– أبداً ليس عندي هذه الرغبة، إنما شاهدني الناس في شخصيات محددة منها الشريرة أو الأرستقراطية، هذه الأدوار تتكرر معي، في وقت أشعر أنه بإمكاني تجسيد أدوار أخرى غير التي مثلتها، فعمل الممثل يتلخص في لعب كل الأدوار، وأن يخرج ما بطاقته من قدرات..
لذلك ارغب في أن تكون خيارات المخرجين متعددة ولا تكون نمطية، فالمخرجون يعملون على أن أكون ضمن نوعية محددة من الشخصيات وبالتالي أتقولب في أدوار معينة.
– مجموعة المشاركات التي شاهدناك فيها تقع ضمن الخيارات التي قبلت بها، أم هناك خيارات رفضتها؟
– دائماً كان عندي خيارات موجودة، أرفض منها ما هو غير مناسب لي، وأقبل بالذي أشعر أنه يعطيني تغيراً في طبيعة أدواري، حتى وإن كانت هذه المشاركة صغيرة، إنما يمكن التقدم خطوة واحدة إلى الأمام.
– فقط هذه أسباب رفضك للأعمال؟
– رفضي يكون إما لأن المشاركة تبقيني أراوح في مكاني أو أنها تعيدني إلى الوراء، فقط هذه أسباب رفضي، حيث أدرك أنني لا أزال في بداية مشواري الفني وأني بحاجة للانتشار والظهور على الشاشة، لكن لا يكون ذلك على حساب نوعية الدور.
– أحياناً تقدم الممثلة دوراً مهماً في عمل ما، لكن الفرص التي تأتيها بعد ذلك لا تكون بمستوى هذه المشاركة؟
– هذه مشكلة واجهتني في عملي، بعد أن قدمت لي فرصة مميزة، بعدها لم تقدم لي أخرى بنفس مستوى الفرصة السابقة كي أكمل مسيرتي الفنية التي أخطط لها، وأتمنى أن أمنح فرص مشاركات تعطيني المساحة الكافية التي أطمح لها، فأنا أعمل في هذه المهنة ومن حقي التعبير عن نفسي لأثبت وجودي.
– لماذا إلى الآن لم يأت هذا الدور الذي تحلمين به؟
– لا أعرف ما الأساس والمعايير التي يختار بها المخرجون ممثليهم، ولا أعرف لماذا يتزاحم مخرجونا على فنانين محددين بينما هناك آخرون لا يقربون منهم ويعطوهم فرصاً، وأظن أن فرصتي لم تأت بعد، والوقت لم يحن بعد، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح.
– ألا ترين أن هناك “شللية” تحكم العمل في الوسط الفني؟
– هذه الشللية موجودة في كل الأوساط وليس وسطنا فقط، فتجد أن هناك أشخاصا يرتاحون للعمل مع بعضهم، وهذه لا شك مسألة خاطئة، فمن حق أي ممثل موجود في هذا الوسط أن يأخذ فرصته.
– مع أن المدافعين عن “الشللية”، يقولون إنها تعطي نتائج جيدة وناجحة؟
– يكون هذا الأمر لفترة زمنية، وإذا استغرق أكثر من وقته، فإن النتائج ستكون خاطئة وتقع في التكرار، فكما هو معروف أن أي فنان له “فيزيك” وإذا بقي يعاد بنفس الطريقة والتفاصيل الإنسانية المعروفة يخلق حالة من الملل عند المشاهدين.
– رغم موقفك من مسألة “الشللية”، ألم تحاولي أن تكوني ضمن مجموعة معينة، من أجل الحصول على فرص عمل؟
– لا يمكنني الحكم بهذا الجانب، فالعملية الإنتاجية يشارك فيها فريق عمل كبير ولا أستطيع أن أفرض نفسي على أي عمل أو شركة إنتاج أو مخرج ما، وكممثلة يطلب مني المشاركة في عمل ما، إما أن أوافق أو أعتذر، وعموماً أنا ضد أن أؤطر مع جهة ما، لأن ذلك يمنعني من خوض تجارب كثيرة مختلفة.
– يبدو أنك حادة في آرائك؟
– أبداً لست كما تقول، إنما أنا أتحدث بمنطق ما يحصل في واقعنا الفني، ولست حادة ولي مبادئي التي أؤمن بها.
– وأنت تتحدثين عن إمكاناتك، من المعروف أنك تمتلكين صوتاً جميلاً، هل سخرت هذه الخامة في إحدى مشاركاتك؟
– أشكرك على هذا الإطراء، فحبي للغناء كبير، ولا مانع عندي من توظيف ذلك في عملي، فأحب أن أسخر كل طاقاتي في خدمة مهنتي، فحتى لو طلب مني أن أرقص سأرقص، فهذا جانب أحاول العمل عليه، فأنا ممثلة بروحي وتفكيري وكل شيء أملكه، وأكون سعيدة لو أتيحت لي هذه الفرصة..
– في الأعمال التلفزيونية السورية الأخيرة، ألم تلاحظي أن الكثير من الشخصيات النسائية قدمت بصورة جريئة؟
– أنا من أشد المتحمسين لهذا الطرح، فإلى متى سنبقى خائفين ومتى سنوصل صوتنا، فهذا هو مجتمعنا، ويهمنا أن يتطور ويتقدم، خاصة أن هناك جرائم تحدث فيه يجب أن نكشف عنها، وهذه رسالتنا كممثلين، وكنت أتمنى أن أكون مشاركة في طرح هذه المواضيع..
– هل تشعرين بالظلم؟
– لا اشعر بالظلم، إنما حالة الظلم تعنيني عندما يتعلق الموضوع بي كامرأة تعيش في هذا المجتمع وما تعانيه المرأة عموماً من حالات الظلم بصورة عامة.
– وهل أنت فضولية؟
– طالما أنني أعيش في هذه الحياة، فإن الفضول يرافقني، وأعتقد أنه ينتهي مع حالة الموت، وهذا الفضول مرتبط بالعمل وهو محاولة الوصول للغد، وأعتقد أن الفضول حالة جميلة تجعل من حياتنا تستمر، ومن دون فضول لا توجد متعة للاكتشاف والبحث.
– أريد أن أسألك عما يجول في داخلك من مشاعر وهل أنت في حالة انتظار لعشق ما؟
– لا أستطيع العيش في حياتي بعيدة عن مشاعر الحب.
– وهل تفكرين بالزواج ؟
– طبعاً أنا مثل أي فتاة شرقية تتمنى أن يكون عندها زوج تحبه ويحبها وتكون معه أسرة سعيدة، وهذا يعود لطبيعة الغريزة البشرية في هذه الحياة فالإنسان لا يستطيع العيش وحده، فآدم وحواء خلقا لبعضهما، ولا يوجد أجمل من أن يكون في حياة المرء طرف آخر يحبه.