الثلاثاء ٣١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٦
نور الشريف: خلافي مع بوسي قد يكون إجازة مؤقتة .. نحن لسنا أعداء

عبد الحميد أعادني للتلفزيون

حاوره محمد الشايب - كل يوم.نت:

إنه الحاج متولي, وعبد الغفور البرعي, والرجل الآخر, والأستاذ عبدالحميد... إنه تاجر الخردة, العطار, السواق, الحبيب, المجرم, العالم, الملحد, الصحابي, المرتشي... إنه نور الشريف ذلك الفنان الأسطورة الذي إذا مثل يستحيل أن تفصله عن شخصيته الحقيقة.. أطل علينا هذا العام بمسلسل "حضرة المتهم أبي"، الذي يعد أحد أهم أعمال الدراما المصرية في رمضان .. معه كان لنا اللقاء التالي:

 بداية ماذا عن "حضرة المتهم أبي"؟

أعتبر هذا المسلسل من أهم أعمالي على الإطلاق.. قضية مهمة وسيناريو رائع وتناول جيد.. عمل جميع عناصره مكتملة، ولعل "الورق" هو ما صالحني على التلفزيون، بعد أن كنت قررت بيني وبين نفسي ألا أعود للشاشة الصغيرة من فرط حالة التدهور التي يعاني منها .. "حضرة المتهم أبي" رهاني على العمل الجيد القيم.

 وما القضية التي ناقشها المسلسل؟

ناقش الفجوة بين الآباء والأبناء وصراع الأجيال والأفكار بينهما، وعالج مشكلات الشباب من مخدرات وبطالة وعنف واستهتار، وذلك من خلال شخصية مدرس اللغة العربية عبد الحميد، الذي لديه أسرة مكافحة متوسطة الحال يعلمهم القيم والمبادئ.. يعيش في سلام وهدوء إلى أن تقع مشكلة بين ابنه الشاب لاعب كرة السلة المتميز، وبعض أعضاء النادي الأثرياء الذين يقمون بالضغط على الأب بكل السبل للتنازل عن حق ابنه .. ويرضخ الأب الذي يتهم في شرفه وسمعته ويحرم زوج ابنته من بعثة الدكتوراه للتنازل، إلا أن الأسير يتحول عن مساره تماماً، ويتفرغ لاختلاق المشاكل مع من ضربوه ليستعيد حقه ويفقده القدرة على التحاور مع أبويه.

 رفض الاستبدال

قالوا أنك استبدلت عبلة كامل وماجدة زكي هذا العام بمعالي زايد فما ردك?

أرفض أولاً مبدأ الاستبدال وهذه الشائعات .. ليس هناك ممثل كل أعماله مع ممثلة واحدة، فلا يجب في كل مسلسلاتي الاستعانة بعبلة كامل أو ماجدة زكي، مع كل الاحترام لهما كممثلتين رائعتين، لكنني بحاجة للتنويع والتغيير فليس معقولاً أن أظهر للناس في كل شغلي مع ممثلة واحدة أو حتى فريق واحد.. سيشعر الناس بالتكرار، وأن هذا العمل شاهدوه من قبل.

 ولكن هذا الكلام عكس ما قمت به في بدايتك عندما كونت دويتو سينمائي مع النجمة المعتزلة نورا شقيقة زوجتك السابقة بوسي؟

أولا للتلفزيون حسابات مختلفة تماماً عن السينما، فالسينما شوط واحد لساعتين، وقصة مضغوطة الأحداث، أما التلفزيون فالناس تشاهدنا ساعة لمدة 30 يوما، وأحياناً أكثر، فصعب ان أظهر 90 يوماً أي عبر ثلاثة أعمال بفريق واحد.. أنا والفنانة نورا اشتغلنا أعمالاً عدة سوياً, ولكنه لم يكن دويتو، وبصراحة شديدة كانت من أنجح أعمالي فهي كانت "ممثلة بجد".

 من هذا المنطلق كيف ترى تجارب محمد صبحي الذي يعمل بفريق واحد منذ سنوات طويلة؟

صبحي فنان مثقف واع، ولسنا في مجال للتقييم، فهو يعمل بطريقة المسرح، وفي النهاية هذا فن لا تحكمه قواعد، بل يحكمه فكر ورؤية وإحساس، ويأتي بعدهم القواعد والأسس.

 ولماذا معالي زايد معك هذا العام؟

معالي فنانة بسيطة وتلقائية، ولا تشعر مطلقاً وأنت أمامها أو تشاهدها في التلفزيون إنها تمثل، وسبق أن عملنا سويا في عدة أفلام سينمائية، قبل ذلك مرات عدة، وارتحت جداً في العمل معها .. طبعاً اختيار النجوم مسؤولية المخرج, لكننا عندما كنا نقرأ الورق أنا وجلال عبدالقوي ومحمد فاضل قفز إلى ذهن الأستاذ فاضل ترشيح معالي فكأن الدور متفصل عليها، وتحمسنا طبعاً لترشيحه.

 نجاحك معها هذا العام هل يعني أنكما ستكررا التجربة ثانية في العام القادم, اليس كذلك?

مين يعيش.. أنا لا أرفض أو أؤيد فكرة الدويتو، ولكن الورق هو من يفرض من ستكون معي أو من سأكون معها.

سيناريست رائع

محمد جلال عبد القوي ذلك المؤلف الذكي لديه أعمال تعد من أهم أعمال الدراما المصرية التلفزيونية اشتغلت معه منذ بدايته في مسلسل أديب من سنوات طويلة، ولم يتكرر التعاون مطلقاً إلى أن جاء "حضرة المتهم أبي" فلماذا?

عبد القوي من يومه وهو سيناريست رائع موهوب بالفطرة وقلمه مثل الأصبع يتحرك فوق جسدك برفق أحياناً وبعنف أحياناً، فتجده تحت جلدك من فرط إحساسه... واستطاع في شبابه أن يصنع من مجموعة رسائل متبادلة في كتاب أديب لطه حسين عملاً درامياً متكاملاً، وطوال هذه السنوات كان من المفترض أن نعمل سوياً ولكن اختلفت مع منتجي هذه المسلسلات، وقدمها زملاء آخرون, واكثر من مرة نتفق على مسلسل ولكن انشغل أنا بعمل آخر أو هو... وها نحن سوياً الآن في حضرة المتهم، وإن شاء الله سيتكرر العمل سوياً في الفترة المقبلة.

 هل نحتسب المتهم أبي مصالحة بين نور الشريف وجمهوره بعد الإخفاق الذي حدث في "عيش حياتك" و"العطار والسبع بنات"؟

أولاً ليس إخفاقا... هذان المسلسلان كانا مختلفين عن أعمالي السابقة والخط الدرامي لي فالناس التي أحبت الفتى الوسيم الرومانسي الشهم سائق الأتوبيس أحياناً والسياسي والمناضل أحياناً، لم تتقبل بسهولة الحاج متولي في البداية لكنه نجح مثل عبدالغفور البرعي تلك الشخصية التي تطاردني في الأحلام من الحين للآخر .. لم يستوعب الجمهور بسهولة العطار وعيش حياتك ويؤسفني ما حدث لي وللفخراني العام الماضي في مسلسله "المرسى والبحار" .. لم يرحمنا النقاد ولا حتى سكين الجمهور، لم يشفع لنا تاريخنا وأعمال أسعدنا بها الجمهور مراراً وتكراراً "شدو علينا السلخ".. أحب أن أؤكد أن الفنان لا يسير على وتيرة واحدة وأحياناً كثيرة، وهذا هو المطلوب، فهو يحتاج للتنويع في أدواره وأعماله وخطه الدرامي ليكتشف نفسه ويجرب ويقامر ويجازف، وليس علينا أن نمسك له بالمطرقة لنضربه فوق رأسه إذ لم يعجبنا، أو لا نفهم ماذا يريد أن يوصله إلينا.

 هل تؤمن بفكرة الدويتو الذي يجمع بين مؤلف أو مخرج وممثل؟

نعم أؤمن بهذه الفكرة عكس دويتو الفنانين، لأن المؤلف يعرف الشخصية التي كتبها على الورق جيداً ويعرف نور أو الفخراني جيداً، وليستطع أن يخلق نسيجاً يربط بينهما، فيلبسني شخصية عبدالغفور البرعي أو الأستاذ عبدالحميد.

 
ألا يتنافى هذا الكلام مع رفضك المعهود لفكرة الفن التفصيل؟

لا أقول أن يتفرغ كاتب طيلة حياته لكتابة شخصية لنور الشريف، يحدد نور نفسه ملامحها ونجلس سوياً نعمل هذا ونطول ده ونحلي ده... لا نهائياً... فمثلاً أنا بشتغل من زمان مع السيناريست مصطفى محرم، لكن من الممكن أن يكتب لي، ولكن أحياناً عندما يضع في اعتباره وليس كل الأوقات أن هذا الدور الذي يكتبه باستقلالية تامة وبعيداً عما سيمثله نور الشريف فسيكتب شيئاً متميزاً، لأنه يعرف إمكانياتي ومشاعري وأفكاري وكيف سأوظفها لخدمة الشخصية، وليس العكس، فهو لا يوظف إمكانياتي لخدمة شخصية روايته لأنه ببساطة أحيانأً مصطفى، بل كثير من الأحيان يكتب لآخرين قصصاً تعجبني يقول لي "دي مش ليك يا نور".

 معنى ذلك... أن هناك تقاطعات ما بين الشخصيات التي قدمتها وبين شخصيتك أنت نور الشريف الحقيقية؟
بهذه الحسبة أكون مائة شخصية في بعض، لأن نور في الرجل الآخر مختلف عن البرعي، عن عبد الحميد، عن شخصيتي في عيش أيامك، عن الحاج متولي، وعن... وعن.. أحياناً لا أصدق أنني هذه الشخصية التي أشاهدها في التلفزيون، ولكن الرابط بيننا شيء في الروحانيات فلديّ وسيلة لفهم نفسية الشخصية واستحضارها طوال الوقت.

 وكيف تصل إلى تفاصيل نفسية الشخصية التي تقدمها؟

أولاً من خلال التفاصيل التي يكتبها المؤلف على الورق ومذاكرة الورق جيداً ومتابعة التسلسل الدرامي للأحداث استنبط تفاصيل الشخصية وعيني الكاميرا التي تلتقط طوال الأيام، والليالي التي مرت من عمري منذ أن كنت طفلاً أحلم بالتمثيل وملامح وتفاصيل وتصرفات الناس من حولي, الفلاح وسائق التاكسي وسائق الأتوبيس والشاب الرومانسي والعامل والدكتور، كيف يتصرفون وكيف يحبون والأب كيف يحنو والمجنون كيف يتصرف.. هذا غير القراءة والمتابعة الجيدة للأعمال العربية والأجنبية، وهكذا تراثنا القديم الرائع بكل أنواع أفلام الكسار وإسماعيل يسين وكمال الشناوي وأحمد مظهر وأغنيات عبد الوهاب، كل التفاصيل مهمة وتساعدني.

 بالنسبة للشخصيات التاريخية جسدت شخصيات عدة منها عمرو بن العاص هارون الرشيد وعمر عبدالعزيز وأبدعت في كل منهما.. فهل هذه الشخصيات أصعب من الشخصيات العادية التي تقدمها في أعمالك؟

طبعاً أصعب بكثير لأنني عندما أجسد شخصية تاجر مثلاً أركز على التفاصيل المعروفة في الخارج: شكل الملابس، طريقة التصرفات، الكلام، اللكنة ولكن هناك تاجر طيب وهناك تاجر شرير, أبيض وأسمر, ذكي وغبي، كريم وبخيل, جدع وندل, تفاصيل كثيرة فهناك ألف تاجر، ولكن ليس هناك ألف عمرو بن العاص.. لابد من استيعاب الشخصية كما هي بتفاصيلها الحقيقية، فالأمر لا يحتمل لعب أو تشكيل أو تلوين كما نريد، وفيه قيود كثيرة على الممثل، لأنني أرغب في تجسيد شخصية عمرو مثلاً أو هارون الرشيد كما استوعبتها بكل متناقضاتها وتفاصيلها بإيجابيتها وسلبياتها، ولا أريد أن أكون مثل الرسام العادي الذي يرسمك كما أنت بالضبط لا فرق بينك وبين صورتك، لكن الرسام هو الذي يشعر بك ويستوعبك ويرسمك لأنه رأى منك جزء معين ورسالة يوصلها هو بريشته فيتخذ المرسوم وضعا مختلفا مع الرسم متشابه في أشياء طبعاً لكن هناك اختلاف واضح لديه معنى.

هذا غير ضروري لتجسيد الجانب الديني فقط من الشخصية لأنه قدوة ولا يجوز طرح كل ما فيها على الرغم من أن طرحنا لسلبيات الشخصية يجعلنا نستفيد من التاريخ ومن أخطاء الآخرين.

 هل حصد نور الشريف علاقته الودية بالجمهور فقط في شهر رمضان فلديك مسلسل كل رمضان ولا نراك في غيره طوال السنة؟

بالعكس أنا لا أحب أن تعرض أعمالي في شهر رمضان وسط زحام وتخمة الأعمال الرمضانية الكثيرة، ففي السنوات الأخيرة أصبح الكم كبير من المسلسلات، وبشكل غير طبيعي، والمشاهد المسكين لا يعرف ماذا يتابع وماذا يترك، خاصة أن المنافسة بين القنوات جعلتهم يعرضون الأعمال في وقت واحد .. على فكره هناك مسلسلات كثيرة لم تعرض في رمضان لاقت نجاحا كبيرا، فرمضان ليس دليل النجاح.

 يقال أنك رفعت أجرك هذا العام عن سابقه 200 ألف جنيه ليصبح مليونا؟

المعلومة هذه غير صحيحة، أنا لم أرفع أجري، فهو ليس 800 ألف جنيه، ولا أحب أن أتكلم في المسائل المادية، وأنا من القلائل الذين لا يفكرون في المادة وهذا أمر معروف عني، ويشهد عليّ تاريخي الفني ولو أنا من محبي المال لجمعت منه الملايين كما انني لا أقارن نفسي بأحد.

 دورك في فيلم عمارة يعقوبيان كيف تراه أولاً وكيف ترى السينما كلها وهل يعقوبيان بداية تصالح بينك وبين السينما التي ابتعدت عنها من فترة طويلة؟

عمارة يعقوبيان نقلة في السينما المصرية فكر وفن وسياسة، وهو خلطة سحرية، وعمل لا يتكرر في حياة الفنان بمستواه كثيراً, وطبعاً صالحني على السينما الحقيقية، وأتمنى أن أجد نصوصا جيدة، لكني في الفترة القادمة سأركز على المسرح.. كان لي الموسم الماضي مسرحية الصعلوك، وهي عمل جيد لاقي نجاحا وإقبالا جماهيريا كبيرا.

 ماذا عن الفنانة بوسي. . لقد صدم الناس بقرار طلاقكما؟

هذا الموضوع خاص بيني وبين بوسي .. شيء شخصي جداً، وليسامحني الجمهور والقراء، فأنانا لأنا لن أتحدث عنه.

 ولكن عندما التقيت بها مؤخراً سلمت عليها وقبلت جبينها هل نفهم من ذلك أنكما ستعودان قريباً؟

أعتذر لن أجيب، ولكني أريد أن أؤكد أنني وبوسي لم ولن نصبح أعداء، لذا من الطبيعي ألا أدير وجهي إذا رأيتها .. نحن مختلفان الآن، ولعلها أجازة مؤقتة .. انفصالنا كان انفصالا هادئاً، ونحن أصدقاء.

 ماذا تقول لجمهورك؟

أبحث عن الفن الجيد، وأدعمه بقوة، ولا أقف وراء الأعمال السيئة.

حاوره محمد الشايب - كل يوم.نت:

عن كل يوم نت


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى