السبت ٣٠ آذار (مارس) ٢٠١٣

عذابُ المنشقِّين

محمد عبد الوهاب أبو يوسف
بعدَك أيُّها الحبيبُ لم يُكتَبْ
النزيلَ الْمُعاوِدْ
لِمَمْلكةِ العفوِ الأزليّ،
..........
و أيدي المعابد المتضرّعةْ
خطّتْ بِذنبه:" لا توبةْ"
على اعترافهِ السِّلْمِيّ الأخيرْ
آخر اعترافاته السِّلْميّةْ ،
............
فلقدْ ماثلتْ رُوحُهْ
لوحَ إردوازٍ عليه قد نُقِشَتْ
طِلَّسْماتُ الفساد
و إملاءاتُ التخريبْ،
...........
و لم تُفلِح تعازيم الكُهَّان بِسجْعها
و لا استجداءاتُه
"لِلْخو" "لأمحوتب" و "لأنوبيس"،
.............
 
فمنذ رحيلِك لم تتنزَّل
باليقين على قلبِ بشر
ملائكُ الرّبّ المجنّحةْ ،
...........
و ضميرُ مجدافِك البحريّ
ما عاد يصفُ لكْ
صقيعَه البربريّ الجارحْ،
.........
فأين منه..
قرصُ الشّمس الآسي؟!
-و قد كان قبلُ يُعبَدْ-
ما عاد يُجدي..
و يومًا لمْ يُجْدِ ،
...........
أولمْ يَبْقَ لهُ..
سِوَى أنينهِ العِبريّ الآزي
و الذي يَستنفِد
بقيّة قواه الغَسَقِيّة
ذاك المداد الذي كان
مِنْ قارورة صبرك المفعم،
.............
بل قد دعا بعضُهم بعضا
على شِبَاكٍ بِليل العناكب
و هُمُ عُبَّاد مواضع عِفَّتِهنّ
.................
و إنكارًا مِنْهم قد شقّوا
عصا الضّاد العربيّة
فرسانُ جِنّ عبقر
............
بعدما..
قد ضمَّرناهُ كجوادٍ أحرد
"شالومَ" الناقة و الهيكلْ
............
كَردّةِ فعلٍ شبقيّة
مِنْ أبناء التطاحن الرُّوحانيّ
مِنْ ماضغي الشيح والقيصوم
............
و قد تراءى له حين الألمْ
في حلم يقظة
ضياءُ ذكريات ولّتْ
عن جهادِك و أبي بكر و الفاروقْ
و عثمان و عليّ
و الذين مِنْ بعدك
إلا الصّدّيق قد اغتيلوا.. فنَسِيَهمْ
...........
و تاهتْ عن الله عقولْ
و صار (اللهُ) عندهم لا يُذكَر
و لا شيءَ مِنْ أرضهم صار يتصاعدْ
غير صرخاتٍ و أرواحٍ..و دُخَانْ
بعدَك أيُّها الحبيب.
محمد عبد الوهاب أبو يوسف

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى