الخميس ٢٨ آذار (مارس) ٢٠٢٤

عزْفٌ على الجُرح

أمة الكريم إسماعيل صالح نصار

صنعاءُ ياغادةً تلهو بمرآتي
يا زهرةَ التِّيهِ يا أُنثى الكماناتِ
يا صفحة الحُبِّ بَيْضا كَم تدفقني
ماءً يرقرقُ ألحاني و ناياتي
صنعاءُ يا طفلةً جذلى بمدرسةٍ
يداعبُ الضوءُ منها كلَ غاياتِ
يا وجهَ أمٍ هفا قلبي ليحضُنَها
يا فتنةَ الكون يا أحلى الرواياتِ
و كيف يفْتِكُ فيكِ الليلُ يا قَمري
صُبِّي على جُرحكِ المفتوح آياتي
و ضمدي ضمدي نزفَاً يمزقُني
فأنتِ ذاك الصباحُ القَادمُ الآتي
هيَّا اغسلي بدموعي غَبرةً جَثمتْ
و نظِّفي وحشَ كابوسٍ طغى عاتي
و مزِّقي رحمَ الآهاتِ و انبعثي
مولودةَ الفجر في أبهى الإضاءاتِ
ففيكِ خبَّأَ شعري تمرَ قصته
و خبأَ الدهرُ كُحْلاً للصباحاتِ
هيّا اقبضي كفَّ فتيانٍ هنا خُلقوا
لينسجوا الحلْمَ عيداً فوق راياتي
ووثّقيها عُرى الآمال في يدِهم
جميلتي يا دوا نَوحي و آهاتي
لا شأنَ لي بضجيجِ الريح فانبجسي
مِن بين غاسِقها شمسَ السماواتِ
لا شأنَ لي بِعتُوِّ الموج فانهمري
كَونَاً من الغيثِ يَهمي فوق فَلْواتي
يا مُسند الآلِ دَوِّنْ من عبير دَمي
لَعشقُ صنعاءَ في نبضي و في ذاتي
متى ستصحو المنى من ليلِ غفلتها
يا سِدرةَ البدءِ يا بدء النهاياتِ
متى سيُسفِرُ فينا وَردُ ضحكتِها
وصوتُها الحلوُ يمحو صوتَ أناتي
كم غلَّفَ البؤسُ ريحاناتِ روضتها
و ناثرَ العصفُ أحلامي و داناتي
كم غزَّ حربتهُ في قلبها وجعٌ
كم يجثمُ الغول في صدرِ الحكاياتِ
يا أيُّها الغولُ غِبْ عنها سأحرُسُها
حتَّى الصباح بأشعاري و أبياتي
سأرسلُ الألقَ الماضي أسلِّطُه
سيفاً من النور ،أجدادي و جداتي
فلستُ وحدي أنا من ظلَّ يعشقُها
هذي جيوشُك يا صنعاءُ فاقتاتي
سيسطع الفجرُ يوما من عباءتِها
و يسكبُ البنُّ أفراحاً بكاساتي
فلا تنمْ يا قصيدي عِش لطلَّتِها
هاتي وجودَك يا صنعا لنا هاتي

أمة الكريم إسماعيل صالح نصار

أمة الكريم إسماعيل صالح نصار، شاعرة يمنية


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى