
فحم كل المآسي

تقديم الكتاب
فحم كل المآسي هو كتاب صادم وضروري، ثمرة سنوات من البحث الصحفي والعلمي. يعيد فيه حسن بن طالب سرد القصة المجهولة لعمال المناجم المغاربة الذين قدموا للعمل في فرنسا، في مناجم الشمال - الباس دو كاليه، ابتداءً من ستينيات القرن الماضي. هذا السرد المؤثر يعطي صوتاً لرجال تم نسيانهم في التاريخ الرسمي.
لا يهدف هذا الكتاب فقط إلى توثيق هجرة عمل، بل إلى كشف نظام استغلال ممنهج، يقترب من العبودية الحديثة، حيث بُني اقتصاد الفحم على أجساد عمال مُجتثين من أرضهم، مهانين ومجردين من حقوقهم.
المؤلف: حسن بنطالب
صحفي، كاتب، وباحث مختص في قضايا الهجرة، فرض حسن بن طالب نفسه كصوت أساسي لفهم الواقع الاجتماعي والسياسي للهجرة بين المغرب وأوروبا.
بدأ كل شيء بلقاء عابر خلال تغطية صحفية في جنوب المغرب عام 2011، حين اكتشف شخصية فيليكس مورا، المسؤول عن تجنيد العمال المغاربة لصالح مناجم الفحم الفرنسية. هذه الصدفة كانت الشرارة التي أطلقت تحقيقاً طويلاً، بين قرى سوس، وأرشيفات إدارية، وشهادات عمال المناجم السابقين.
أسلوبه يمزج بين دقة البحث العلمي وحدّة التحقيق الميداني. عمل نال إشادة لعمقه الإنساني وأبعاده السياسية.
ملخص الكتاب
في 31 مارس 2011، حكمت محكمة الاستئناف في مدينة دووي الفرنسية على "الجمعية الوطنية لضمان حقوق عمال المناجم" (ANGDM) بدفع 40 ألف يورو لعشرة عمال مناجم مغاربة سابقين، بسبب حرمانهم لعقود من نفس الحقوق التي تمتع بها نظراؤهم الفرنسيون والأوروبيون، خصوصاً في السكن والتدفئة.
كان هذا الحكم ثمرة نضال قانوني وإنساني دام أكثر من عشرين سنة. لكنه لا يمكن أن يخفي معاناة أخرى: المعاناة التي تعرضوا لها خلال "انتقاء" العمال في المغرب. عملية أشرف عليها فيليكس مورا، وتميزت بأساليب مهينة وقاسية، تكاد تشبه تجارة البشر.
يعيد هذا الكتاب، من خلال الأرشيفات والشهادات، بناء قصة مجهولة مليئة بالدموع والنضالات، ولكن أيضاً بالتضامن والمقاومة الصامتة.
كتاب يطرح أسئلة عن الحاضر
فحم كل المآسي لا يقتصر على كونه عملاً توثيقياً للماضي، بل يدعونا للتفكير في:
مكانة العمال المهاجرين في اقتصادياتنا الحديثة؛
المعاملة المؤسساتية للعمال السابقين من غير الأوروبيين؛
أشكال التمييز والظلم الاجتماعي المعاصر.
إنه عمل يتقاطع مع النقاشات الراهنة حول الإرث الاستعماري، وذاكرة النضالات العمالية، وجبر الضرر التاريخي.
مقتطفات مهمة
«لم يتم توظيفنا، بل تم استخراجنا. مثل الفحم.»
— عامل منجم مغربي سابق
«هذه القصة تُروى بصوت خافت من قِبل الشيوخ في قرى سوس، بين الألم والفكاهة السوداء.»
«لم يكن لهؤلاء الرجال حتى الحق في المرض. فالمرض كان يعني خسارة مصدر رزقهم.»