الأحد ٣ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
نصف قرن من تألق

فرقة رضا للفنون الشعبية

عروض من التراث المصري وبحث عن تجربة سينمائية

«حلاوة شمسنا، وخفة دمنا، الجو عندنا ربيع طول السنة»، تلك واحدة من الأغاني الفولكلورية التي تتغنى بها فتيات فرقة «رضا للفنون الشعبية» أثناء تقديمها عروضها، وعلى رغم أن عمر الفرقة قارب النصف قرن، إلا أنها ما زالت تقدم فقراتها ورقصاتها بـحماس على خشبة مسرح البالون في القاهرة يوم الخميس من كل أسبوع وسط تصفيق الحاضرين وإعجابهم بالمجموعة التي أسسها محمود رضا عام 1959، بالإشتراك مع الفنان علي رضا والفنانة فريدة فهمي، ومعهم حوالى 16 راقصاً وراقصة، ليقدموا لوحات استعراضية تفوح منها نسمات الروح الشعبية للمجتمع المصري.

وكانت الفرقة بدأت عروضها على مسرح الأزبكية، لتصبح واحدة من أشهر فرق الفنون الشعبية في مصر والوطن العربي، وتشارك في كثير من المهرجانات العربية والدولية، وتنال الكثير من الجوائز العالمية آخرها كانت جائزة معرض بكين الثقافي السياحي عام 2006. كما شاركت الفرقة في أفلام عربية أبرزها فيلم «إجازة نصف السنة» الذي لعبت بطولته الممثلة ماجدة، و«غرام في الكرنك»، و«حرامي الورقة»، وأيضاً «أسياد وعبيد».

يقول مخرج العرض والمشرف على الفرقة منذ 1972 سامي صديق: «ثمة جاليات عربية وأجنبية كثيرة تطلب فرقة رضا خصيصاً... ليشاهدوها سواء في مصر أو في الخارج، على مسرح هيئة الأمم المتحدة في نيويورك، ومسرح الأولمبيا في باريس، وألبرت هول في لندن، وبتهوفن في مدينة بون»، كما شاركت الفرقة في مؤتمرات دولية ومهرجانات عالمية.

يبلغ عدد أعضاء الفرقة حوالى 15 راقصاً، بالإضافة إلى 15 آخرين لا يزالوان متدربين في مدرسة التدريب، من أجل إعداد صف ثان وثالث من المبدعين. وتضم الفرقة ايضاً طابوراً طويلاً من العازفين والموسيقيين.

أما أشهر رقصاتها التي حققت نجاحاً، سواء عربياً أو أجنبياً، هي «أرابيسك» و «الشاويش عطية» و «بنت اسكندرانية» و «النوبة» و «الكف».

وتحرص الفرقة على أن تستلهم أفكارها من فنون الريف والسواحل وصعيد مصر، مثل استعراض «بنت اسكندرانية» الذي يصور كيفية ارتداء الفتاة الشعبية ل «الملاية»، احد الازياء الشعبية المصرية المتميزة، واستعراض «زينة البدو» وهي رقصة مستوحاة من تقاليد قبائل البدو في مرسى مطروح، وأثناء حفلات الزواج.

ومن الاستعراضات التي تقدمها الفرقة أيضاً استعراض «ارابيسك» وهو محاولة صادقة للتعبير عن الاعجاب بالفنون العربية - الاسلامية وما تتميز به من زخارف وتشكيلات دقيقة متناسقة يجسدها فن العمارة. وتحاكي الفرقة تلك الزخارف من خلال الرقص التعبيري الممتزج بروح الرقص الاندلسي والموشحات.

كما تتميز عروض الفرقة بخفة الظل المصرية، مثل استعراض «الشاويش عطية» الذي يصور قصة فتاة مصرية جميلة تعاني من مغازلة شابين لها وتحاول التخلص منهما بلا جدوى. وأخيراً تستنجد بـ «الشاويش» الذي يحاول الإمساك بالشابين، ولكنه لا يفلح، فيتنكر في زي إمرأة حتى يتمكن من الإمساك بها.

وكشف صديق أن الفرقة تدرس حالياً تقديم فيلم سينمائي من إخراج خالد جلال، ولكنها لم تستقر بعد على الملامح النهائية للعمل، إذ ما زال المشروع قيد الإعداد، مشيراً إلى أن هذا العمل سيمثل عودة للفرقة مرة أخرى الى الشاشة الكبيرة بعد غياب طويل.

عروض من التراث المصري وبحث عن تجربة سينمائية

القاهرة - محمود عبد السميع - الحياة


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى