فريد الأطرش حبيب العمر بالنسبة إلي ولدي كل أرشيفه.

محمد المصري "أبو فريد"من أهم الباحثين التراثيين والذي يحملون الهم الفني الغنائي,الموسيقي على كاهلهم..ويحتفظون بأهم مكتبة موسيقية في المشرق العربي..فمحمد المصري ومنذ نعومة أظفاره عمل لأن يحتفظ بأسطوانات"بكر"للتراث الغنائي العربي من مثل أم كلثوم وفريد الأطرش وسيد درويش وعبد المطلب,والكثير من أمثالهم.فجمع في دكانه المتواضع ولوحده بدون مساعدة أحد أهم الأعمال الغنائية وأفشيات الأفلام..والأفلام(المقاطع الموسيقية)فكانت التسجيلات النادرة التي تفرغ لجمعها وتبويبها وترتيبها حتى كان لديه ذلك الأرشيف المهم الذي سيذكره به الناس على مدى الأيام..لكن عشقه الأكثر تركز مع جمع كل أرشيف وتراث فريد الأطرش..وحمل توقيع آل الأطرش باقتنائه كل الأرشيف الموسيقي والغنائي لفريد..انه صاحب المتحف الفريد بحق..والذي لابد من تسليط الضوء عليه عرفانا له بجميله الارثي التراثي.

وهو الذي لم يترك فنانا له قيمة إلا وجمع تراثه..دون أن تطال أعماله ما ينتج حاليا من ؟أعمال غنائية فنية لا يقتنع بجدواها ولا بصحة كونها عملا تراثيا يمكن للبشر أن يستفيدوا منه.

في لقائنا في دمشق تحدث عن ذلك وأفاض مشيرا إلى أن تكريم وزارة الإعلام له مؤخرا كان ذا قيمة معنوية تدفعه للأمام. مؤكدا أن متحفه الذي يمتلكه حاليا يقم إعلانات وملصقات وصورا عن أفلام السينما العربية منذ عام/1935/ وما بعد،وكتيبات صغيرة لأغاني الإذاعة,وأغاني الأفلام السنيمائية منذ عام/1930/.وتسجيلات أغان من التراث القديم,وصور وحياة المطربين,والمطربات واسطوانات التراث الغنائي منذ عام/1960/ لسوريين ومصريين ولبنانيين,مضيفا أنه جمع معلومات عن الآلات التي تنتمي إلى التخت الشرقي كالعود والكمان والناي والقانون والطبلة,بالإضافة إلى أنه أرشف حياة كبار عازفي التخت الشرقي في سورية ومصر ولبنان,مع تسجيلات لهذه الآلات,كما تم عزفها على أيدي الفنانين,وعن حياة الملحنين,وأعمالهم الفنية,وشعراء الأغاني وأعمالهم,وحياة وأعمال المخرجين السينمائيين وأيضا فقد احتفظ بتسجيلات من التراث الغنائي القديم بصوت جماعي لعدد من الفرق السورية واللبنانية.مع مجلات فنية قديمة منذ عام/1940/.وتسجيلات أغاني مسجلة على أشرطة (بكرات)من التراث الغنائي القديم,ومجموعة أغاني الأفلام العربية الغنائية للمطربين والمطربات.

وسألناه عن طبيعة علاقته بفريد الأطرش وسر اهتمامه به بشكل أخص فأجاب قائلا:انه حبيب العمر ففريد الأطرش اسم كبير وأكبر من أن يعرف من خلال كلمات قليلة. انه مدرسة غنائية وغنية بالروائع الفنية,بل هو منجم من الفن العربي الأصيل تقاسم مع زملائه محمد عبد الوهاب, ورياض السنباطي عرش الفن الشرقي.وموسيقاه التي كنت أسمعها من الإذاعة المصرية التي بدأت عام/1934/ هي التي حببتني بالفن الأصيل,لقد جمعت جميع مخزون فن الفنان فريد الأطرش كأكبر مجموعة جمعت له في أنحاء العالم العربي, وتسجيلاته الموجودة عندي هو كل ما غناه فريد منذ بداية دخول المجال الفني وقبل توقفه عن الغناء إذ سجلت له آخر أغنياته(حبينا.. حبينا) (يا حبيبي يا غيبين)(علشان ما ليش غيرك) وأعتقد أنها ليست موجودة لدى أي إنسان آخر,ولا حتى في إذاعة عربية. وأيضا تسجيلات لحفلات حسب المكان الذي قدم فيه فنه.كما أمتلك مجموعة كاملة للمطربة أسمهان شقيقة فريد ومنها أغان نادرة.وأيضا تسجيلات نادرة لوالدتهما بصوت(علياء المنذر)التي كان لها الفضل الأول في رعاية موهبتهما.

وعن الدافع الذي جعله يعمل كل هذا الجمع الكبير للتراث الفني قال:لقد قمت بهذا العمل بدافع عشقي للفن ولكل الفنانين الذين أثروا المكتبة الموسيقية بالأغنيات العربية الأصيلة.ومع ذلك فمنذ بدأت بهذا العمل لم تتغير حالتي المادية,فأنا لا أملك من حطام الدنيا شيئا إلا هذا التراث الذي كل قطعة منه كولد من أولادي ولا أ زال أمتطي الدراجة كوسيلة للنقل.

ويبدو ذلك أن جملة ما دفعه لجمع هذا التراث أنه يمتلك أذنا موسيقية..حيث بدأ منذ فتوته في جمع أغنيات عمالقة الغناء والموسيقا في القرن العشرين..فأبو فريد..يمتلك إرثا ثقافيا موسيقيا قل مثيله لسيد درويش ومنيرة المهدية,فتحية أحمد وأم كلثوم وأسمهان وعبد الوهاب,وفريد وليلى مراد, ونور الهدى ونازك وفايزة وفيروز وصباح ونجاح سلام ووديع..والكثير الكثير,وأبو فريد ما زال يملك إرثا لأغاني وطبية وقومية أيام الوحدة(1958- 1961)لا يقدر بثمن ولكل المطربين الذين تغنوا بذلك الزمن الجميل.. فهل يجد من يخرجه للنور؟؟!!