الجمعة ٧ آذار (مارس) ٢٠٠٨

فن الزجل في الحقل الثقافي المغربي

بقلم: ناصر ليديم

في إطار التعاون القائم بين مختبر السرديات وماستر الدراسات الأدبية والثقافية (كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء) وجمعية يد فيد - البيضاء آنفا،وسعيا نحوانفتاح المؤسسات الأكاديمية على فعاليات المجتمع المدني؛ شهد المركب الثقافي آنفا مساء يوم الأحد 24 فبراير 2008 حفلا تكريميا للزجل المغربي في شخص الزجال عبد اللطيف ربيح.وقد عرف هذا اللقاء تنظيم ندوة دراسية حول فن الزجل في الحقل الثقافي المغربي بمشاركة وإشراف الباحثين المشتغلين في مختبر السرديات وماستر الدراسات الأدبية والثقافية بالمغرب، بالإضافة إلى مبدعين مغاربة في الشعر والزجل.

في بداية هذه الندوة تدخل رئيس الجلسة اليديم ناصر مستهلا أشغالها بكلمة شكر لماستر الدراسات الأدبية والثقافية بالمغرب ومختبر السرديات في شخص رئيسه د.شعيب حليفي على مجهوداته في إنجاح هذا اللقاء،مبينا أهمية مثل هذه المبادرات الثقافية في إغناء دينامية الحقل الثقافي المغربي، وكذا انفتاح المؤسسة الأكاديمية (مختبر السرديات)على فعاليات المجتمع المدني.

بعد ذلك وضع الباحث اليديم ناصر المداخلات في سياقاتها العامة متحدثا عن موقع الزجل في الحقل الثقافي المغربي والدور الذي لعبه الزجال ربيح عبد اللطيف في إغناء هذا الفن المغربي الأصيل.

المداخلة الأولى ساهم بها الباحث سعيد سهمي في موضوع حول نشأة الزجل المغربي وتطوره، حيث سلط الضوء على بدايات هذا الفن ومساهمته في التلاقح الثقافي بين المغرب والأندلس خلال عهدي المرابطين والموحدين،عبر تأصيل جذور الزجل في الثقافة المغربية،كما أشار إلى قدرته على رصد هموم المجتمع المغربي باعتماده لغة المعيش اليومي واقترابه من هموم هذا المجتمع، كما اعتبر أن السنوات الأخيرة من القرن العشرين وبداية الألفية الثالثة أهم مرحلة برز فيها هذا الفن، ومثل لذلك بمجموعة من المبدعين الذين أخلصوا للإبداع الزجلي عن طريق تنويع الأغراض الشعرية والكتابة في مختلف أوجه المتخيل الشعبي وكذا جمالية الإيقاع الصوتي الشيء الذي يجعله قريبا من المتلقي،كما أشار في خلاصته التركيبة إلى بعض العوائق التي تحول دون عالمية هذا الفن والمتمثلة أساسا في اللغة العامية التي تجعله فنا إقليميا خاصة بعد أن مال الشاعر إلى الحرية متملصا من قواعد الزجل التقليدية.

ثم تدخل الزجال والباحث خليل القضيوي الإدريسي متطرقا للروافد الثقافية لذهنية الزجال عبد اللطيف ربيح وتأثيرها على العمل الأدبي، حيث ربط المحيط السوسيوثقافي للمبدع بأعماله الأدبية، وخاصة حي العنق الذي كان ملهم هذا الزجال المبدع في إطار مقاربة سوسيولوجية نقدية، وعمل أيضا على فك شفرة المضامين الرمزية لأعماله الزجلية، من خلال ارتباطها بالواقع المعيش ونقل هذا الواقع بكل آلامه وآماله بأمانة إبداعية.

المتدخل الأخير الباحث سالم الفائدة قدم قراءة نقدية في ديوان " ما حنا كباش " لربيح عبد اللطيف تحت عنوان " الزجال منصت للشعب "،حيث بين أنه إذا كان المبدع المغربي في السنوات الأخيرة قد حاول التعبير عن الواقع الإجتماعي وتحولاته بعدة وسائط تنحونحوالرمزية في الإيماء في أحيان كثيرة مما خلق " تشويشا " تواصليا مع المتلقي، الذي عبر عن ذلك بالعزوف عن القراءة وعدم الإهتمام بما هوثقافي، فإن ديوان "ماحنا كباش " جاء على خلاف ذلك شكلا ومضمونا، فبساطة أسلوبه وابتعاده النسبي عن الصورة الشعرية كركيزة إبداعية،وكذا تناوله لأهم "مواجع" الإنسان الشعبي... جعلت منه عملا يختزن في بساطته جمالا،وفي وضوحه موقف إدانة وهوما يجعله في مصاف الأعمال التي جاءت من أجل خلق مصالحة مع القارئ المغربي حتى يعود إلى دائرة الثقافة.

وقبل اختتام أشغال الندوة، كان الموعد مع قراءات زجلية لمجموعة من الشعراء :عبد الرحيم باطما من خلال ديوانه الزجلي " شجرة البطما " الصادر سنة 2002 والزجال خليل القضيوي الإدريسي مدير المهرجان الوطني للزجل بميسور وباحث في الثقافة الشعبية من خلال ديوانه " بغيت نحيا بغيت نعيش" وديوان "حكايتي " الذي سيصدر.أيضا الشاعر محمد عرفة النجار عبر ديوانه " ابن الدار "،والشاعر سعيد بوعثماني عبر ديوانه " تقاسيم في رصد الإحساس " وديوانه الزجلي" ما فاالهم غير اللي يفهم".كما ساهم كل من الشاعر محمد حاي مبدع كلمات أغنية يا جار وادينا للمطربة رجاء بلمليح،والشاعرة بنجدية كريمة والشاعر عبد العظيم هريرة رئيس جمعية البوادر من خلال ديوانيه : " من وحي البديات " و" من الأعماق ".

بقلم: ناصر ليديم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى