
في العراق موتي
بداية كان النصُ قد جاء في إطار المزج بين الدين والوطن والذي اخترت لذلك الوطن أن يكون العراق، ربما قد يكون النص مثيراً للجدلِ من حيث صياغة الفكرة، والدخول المباشر وغير المباشرِ في الأمور الدينية الفلسفية، وقد كان النص قد جاء عفوياً وهذا ما دعاني كي أكتب هذا التوضيح والدراسة التحليلية، التي ربما تكون شارحة موضحة الأمور التي إحتواها النص.
ما زلتُ اصطنع الخرافــات الدينية التي أتبعها منهجاًولكـــنما أن يوصدُ الموت بابه عليّسأخرج عنهاحتى أرى منازلاً هناك...في آفاق المملكة الإلهية الكبرى
“ما زلت اصطنع الخرافات الدينية التي اتبعها منهجاً”هذه العبارة جاءت في إطارِ التفكير الديني المطلق اللامحدود، قلت”ما زلت”أي أنني ما زلت مستمراً وما يعني أنني على قيد الحياة وهنا أبيّن أنني ربما أغير ما سأقول وليس كلاماً ثابتاً،”اصطنع الخرافات الدينية”اصطناع الخرافات الدينية هنا هو ما قصدته بين أهل الشيعة والسنة في العراق وهم الذي ما زالوا يخرجون بنبئٍ ينسبونه لمن كان ويقولون هذا من الدين فاتبعوهُ أمراً لا عصيانَ فيه،”التي اتبعها منهجاً”طبعا هنا أنسبُ نفسي للمتحدثِ عنه وكأنني أنا هو إتباعُ شيءٍ يعني لا مخالفةَ أمرٍ فيه مهما كان الثمن الذي سيلي تطبيق هذا الأمر وهنا قصدت ما يحدث من قتلٍ عامدٍ في العراقِ بدعوى الدين وبإسمه،”ولكن”هنا أحطُ رحالاً بالممكن وأمحو المستحيل،”ما أن يوصد الموت بابه عليّ”قلت سابقاً”ولكن”وهنا أبيّن مكانها، أما الموتُ فهو الباب الذي يفتحُ برهة من الزمن ويغلق في نفسِ البرهة وهنا أبيّن أين سيكون مكان”لكن”،”سأخرجُ عنها”هنا أبيّن تفاهة موقف من يتبع تلك الخرافات بقوله”سأخرج”فالموت لن يخيرك أن تخرج أو لا بل ستخرج عن أباك أيضاً،”حتى أرى منازلاً هناك”كما قيل”مقعدٌ من جنة ومقعد من نار”فتلك هي المنازل التي سيخرج عن خرافاته لأجلها وحسبما تكون حياته يأتي منزله، في آفاق المملكة الإلهية الكبرى”أظنُ هذه واضحة فمقصودٌ بها السماء بالطبع.
هنالكَ موتى يخرجونَ عنها كل يوم وكل دقيقةٍ تسري في ساعة الحائط، هنالكَ بشرٌ يصطنعونها ويتركونها ما أن يدخلوا ثغرة في قلب الأرض نبشَت، هنالكَ عالمٌ ودينٌ آخرٌ لنا ولكُم، لكن نحنُ ما فتئنا حتى غرسنا هذا الدين داخلنا.. نعم هو ديننا ولكن مؤقتاً نرتديه..
“هنالك موتى يخرجونَ عنها كل يوم”فهذا شيءٌ أكيد لأن ضحايا تلك الخرافات أصبحوا لا يعدّو لكثرتهم،”هنالك بشرٌ يصطنعونها ويتركونها ما أن يدخولا ثغرة في قلب الأرض نبشَت”هنا أبيّن عناد قوم الخرافات بثباتهم عليها حتى في موتهم،”هنالك عالمٌ ودينٌ آخرٌ لنا ولكُم”العالمُ هو العالمُ الإسلامي الحقيقي والدين الإسلام بالتأكيد،
يقولــونَ في أرضِ العــراقِ رهينةٌ وفي أرضِ الرهينةِ عراقفي الأرضِ عـــراقوفي العـــراقِ رهينةوفي الرهينةِ أرضوفي الأرضِ عـــراقوفي العراقِ موتى، موتى يدخلونَ قبورهم من أبوابها، يرتمون في أحضانِ التراب يقبلونَ الثرى، موتى يعودون كي يركبوا الركبَ مع الباقين، موتى ينثرونَ ماضيهم، موتى يقولون :في أرضِ العراقِ رهينةٌ وفي أرضِ الرهينةِ عراقموتــى يحادثونَ موتى، موتـــى يأتونَ موتى، موتـــى يعيشون في ذاكرةِ موتــىموتى يعرجونَ كل يومٍ هناك.. فوق هذي الأرضِ هناك سماءوفي السماء ملاكٌ وإله، إله الملاكِ آمرُه والملاكُ مأمورٌ يفعل ما يقولُ إلههُ، يأتي طوعاً ليغــرسَ.... داخلنا ويقبضَ تلك التي ما فتئت لتعيش بعضَ سنينٍ، ممهدةٌ الطريق إلى الهـلاك..في العراقِأرضٌ فيها إلهٌ جديد، إلهُ الأيديولجيا وروما الجديدةأيها السادةلا تقرأوا علينا فرماناً من السلطان في البيتِ الأبيضِ ليقرأ علينا وصايا إلههِلكم إلهُكُم ولنا إلهُنا....نحنُ
سنأتي كل يومٍ كي نطمئن على حصى الأرضِ، على أثوابِ الخيول، على أسمدةِ الأرضِ، على القمح والبيدر على أسوار المدينة كيف أمسَتْ
على قمرِ المساء كيف أضحى مستلقياً، أما زالَ أم أنابْ ؟، سنأتيكُم في الأرضِ حيثُ ولدنا وحيث متنا، حاملينَ ما كانَ معنا من حجارةٍ وبعضُ الخبزِ لنأكله إذا جعنا، مدججين بذكرياتِ التراب والعنبر..
..كلماتُ الإلهِ تنتقينا واحداً واحدا..فكيف كنا وكيف صرنا، في الأمسِ أوردنا الماء لنسقي به الحرثَ ظنناً منا أننا سنظل أحياءًولكن اليومَ أصبحَ الأمسَ والأمس اليوموغدٌ لنا ولكمولكم غدُكم ولنا غدُناإلهُكُم هناك وإلهُنا هنافأمهلوا الأرضَ حتى تترك لنا المكان، كي نعبُد إلهنا، واذهبوا أنتُم حيث شئتُم