الأربعاء ٦ أيار (مايو) ٢٠٢٠
فلسفةُ الحُبِّ والجمالِ
بقلم رامز محيي الدين علي

في الفكرِ والأدبِ «الدّراسةُ التّحليليّة»

الفصلُ الثَّالثُ- فلسفةُ الحُبِّ: (القسمُ الأوّل)

المقدِّمةُ

رأينا في الدراسة النظرية تعريف الحب ومفهومه في اللغة والأدب والنفس والفلسفة، كما وقفنا على أنواعه ودرجاته، وذلك من خلال استعراض أهم ما قاله أساطين الفكر في الشرق والغرب، أمّا في هذا الفصل (الثّالث)، فسوف أقومُ بدراسةٍ تطبيقيّةٍ تحليليّةٍ لنماذجَ متنوِّعةٍ من الأدبِ والفكر الغربيِّ والعربيِّ في الحبِّ بمفهومه الخاصّ المرتبط بالغزل والتشبيب، وبمفهمه العامّ الذي يشمل كلّ أنواع الحبّ الإنسانيّ وعلاقاته بالمفاهيم الأخرى، حيثُ أقتطف باقات من أجمل أزاهير النثر و الشعر ، مُبرِزاً القيمَ الأدبيّةَ والفنّيةَ والتّعبيريّةَ في كلِّ ما أعرِضُه من نماذجَ مختارةٍ من مختلفِ أنواعِ الفكرِ والأدبِ.

أ- فلسفةُ الحبِّ في النَّثرِ (فكراً وأدباً)

أوّلاً- تعريفُ الحبِّ:

رأينا في الدّراسة النّظريّة أنّ الحبَّ بشكلٍ عامّ هو حالةٌ تنشأُ نتيجةَ الشّعورِ بالإعجابِ بشخصٍ ما، أو الانجذابِ إلى شيءٍ ما، وقد فسّرَه الكثيرُ من العلماءِ على أنّه كيمياءُ مشتركةٌ بين شخصينِ، وقديماً قالتِ العربُ:"حبُّكَ الشّيءَ يُعمِي ويُصِمُّ"، وذلك لأنّ الحبَّ طاقةٌ إيجابيّةٌ تَعمى عن المثالبِ والنّقائصِ، وتَشِيدُ في عالمِها مدناً من الجمالِ المثاليِّ، وترسمُ في الخيالِ عالماً مثاليّاً يتجاوزُ آفاقَ الزّمانِ والمكانِ في عالمِ الواقع.

والآن نقفُ مع آراء المفكّرين والأدباء في تعريفِهم الحبَّ ونظرتِهم إليه من خلال أقوالهم وحكمِهم المقتضبةِ التي تلخِّص مفهومَ الحبّ وماهيتَه.

أ- الغربيُّون:

فها هو أفلاطون يرى أن الحبَّ: "ربٌّ قادرٌ، وهو موضعُ إعجاب الأربابِ والنّاس لدواعٍ كثيرة". والحب عنده: " نصفٌ يبحث عن نصفِه الآخر". ويؤيّد رأيَ أفلاطون الرّوائيُّ الفرنسيُّ (ميلان كونديرا) وهو من أصولٍ تشيكيّة ومن أشهر الرّوائيّين اليساريّين، وقد حصل على جائزة (الإندبندنت) لأدب الخيال الأجنبيِّ في العام 1991. إذ يقول: "تذكّر تُ عندها أسطورةَ أفلاطون الشّهيرة (المأدبة): ففي السّابق كان البشر مزدوجي الجنسِ فقسّمهم اللهُ إلى أنصافٍ تهيم عبر العالم مفتِّشةً بعضُها عن بعض، الحبُّ هو تلك الرّغبة في إيجاد النّصفِ الآخر المفقود من أنفسنا".

ففي رأي أفلاطون أنّ الحبَّ ربٌّ قادر، وليس في هذا ما ينافي معتقداتِ الحضارات القديمة التي كانت تؤمن بالكثير من الآلهة، ومنها (أفروديت) في الأساطير اليونانيّة، فهي إلهةُ الحبّ والشّهوةِ والجمال والإنجاب، على الرّغم من أنّه يُشار إليها في الثّقافة الحديثة باسم "إلهة الحب"، فهي في الحقيقة لا تقصدُ الحبَّ بالمعنى الرّومانسيِّ، بل المقصودُ هو إيروس (الحبُّ الجسديّ أو الجنسيّ). اسمُها لدى الرّومان (فينوس). ومن ذلك ما نراه عند الفيلسوف اليونانيِّ (بارمينيدس) في قوله: "إنّ الحبّ كان قبل غيرِه من الآلهة، وهو منبعُ أعظم المنافعِ لبني الإنسان".

وفي رأي أفلاطون الآخرَ أنّ الحبّ هو الرّغبة لإيجاد النّصفِ الآخر، وهذا مما لا يتنافى مع أيِّ معتقدٍ لاهوتيّ؛ لأنّ الحبَّ يهدف بشكلٍ طبيعيّ وغريزيّ إلى الاقتران بالذّات الأخرى التي تحقِّق الطّمأنينةَ والاستقرارَ للذّات الأولى، أي استمرارُ النّوع البشريِّ من خلال غريزة التّزاوجِ بين جنسيِّ النّوع البشريِّ وغيره من الكائناتِ الحيوانيّة أو النباتيّة. وهذا ما نراه عند الفيلسوف الألمانيِّ (شوبنهاور) في قوله: "الحبُّ مجرّد حيلةٍ ابتدعَتها إرادةُ البقاء للعمل على استمرار النّوع... الحبُّ شرَكٌ نصبتْه للإنسانِ غريزةُ النّوع".

وفي قول (دلبوف): "إنّ سبب الحبِّ الخفيِّ بقاءُ النّوع". وكذلك في رأيِ (أندريه موروا): "الحبُّ أساسُه غريزةُ حفظ النّوعِ؛ ولذلك يُلهبُ الحبُّ قوى الغريزةِ في الإنسان، ويضاعفُ فيه ملكاتِ الشّجاعةِ والإقدام والمغامرةِ والبطولة".

أمّا أرسطو ، فيرى أنَّ "الحبّ حقٌّ لا يجوزُ أن يُحرمَ منه أحدٌ". وهذا ما يدلُّ على أهمّيّة الحبِّ في الحياة، فهو حقٌّ مشروع لجميع الكائناتِ كغيره من الحقوق التي أقرَّتها الشّرائعُ السّماويّة والأرضيّةُ مثلَ حقِّ الحياة، وحقِّ العمل وحقِّ التّعبير وحقّ الحريّةِ والعدالةِ والكرامة والمساواة..

ونقف على رأيٍ مختلف في تعريف الحبِّ عند الكاتب الإنكليزيّ الشّهير شكسبير الذي يرى أنّ الحبَّ ما هو " إلا جنون". كما أنّ الحبّ "أعمى والمحبُّون لا يرون الحماقةَ التي يقترفون". وإذا أحببْتَ أنثى "فلن تستطيعَ أن تراها.. لماذا؟ لأنّ الحبَّ أعمى". وليس ثمّةَ غرابةٌ في هذا الرّأيِ إلّا وصفُه الحبَّ بالحماقةِ، وربّما ذهب شكسبير إلى هذا المذهبِ باعتبار أنّ الحبَّ يُعمي البصيرةَ عن إدراك المثالبِ والعيوب التي لا تتكشّفُ أسرارُها إلّا بعد الزّواج، وإنّنا نجد العديدَ من المفكّرين قد أشاروا إلى هذه الحقيقة.. وهذا ما سوف نتناولُه في الحبِّ وعلاقتِه بالزّواج فيما سيأتي.

لكنّنا نقف على رأيٍ مختلفٍ له في رؤيتِه لأوقات الحبّ السّعيدةِ التي تنقضي بسرعةِ البرق، في حين أنّ ساعاتِ الفراق تغرسُ مخالبَها ببطءٍ في ذوات المحبّين، وذلك في قوله: "ساعاتُنا في الحبِّ لها أجنحةٌ، وفي الفراقِ لها مخالبُ". ويرى شكسبير أنّ الحبَّ لا يخضع للمقاييس، ويصف الحبَّ الذي يخضع للقياسِ بالتّعاسة: "ما أتعسَ الحبَّ الذي يقبل أن يُقاسَ". ومن هذا القبيلِ ما نجده عند (تايلور أليسون سويفت)، (بالإنجليزية: Taylor Alison Swift)‏ وهي مغنِّيةٌ وكاتبةُ أغانٍ وممثِّلةٌ أمريكيّة من مواليد 13 ديسمبر 1989: "يمكنُ أن نضعَ قوانين على كلِّ شيءٍ في الحياة، باستثناء الحبِّ لا يمكن أن يكونَ تحت أيِّ قانون".

كما يرى أنّ الكلام يُخمدُ جذوةَ الحبِّ، حالُه حالُ من يُوقد النّارَ بالثّلج، وذلك في قوله: "مَن يحاول إشعالَ النّار بالثّلج كمَن يحاول إخمادَ نارِ الحبِّ بالكلمات".

إلا أنّنا نلمسُ عنده رأياً طريفاً حينما يشبِّه الحبَّ بالخيالِ والجنون، ويرمي بالمحبّينَ في سجنِ الجلّادين لجلدِهم جلدَ المجانينِ، ثمّ يبرِّر رأيَه بأنَّ المحبّين كالمجانين ليس لجنونِهم من دواءٍ يَشفي سقمَهم؛ وذلك لأنّ الجنونَ بات أمراً مألوفاً حتّى ابتُلي به الجلّادون أنفسُهم: "ما الحبُّ إلّا خيالٌ وجنون، وإنّي لأنبئُكَ بأنّ المحبَّ يستحقُّ أن يُلقى به في غرفةٍ مظلمة، ويُجلدَ بالسَّوط شأنَ المجانين، وأمّا السّببُ في أنّ المحبّين لا يُعاقبون على هذا النّحو ولا يُشفونَ من علّتِهم، فهو أنّ الجنونَ أصبح شيئاً مألوفاً حتّى ليُبتلى به الضّاربون بالسِّياط أنفسُهم".

أمّا الفيلسوف الهنديُّ أوشو ()، فيَنفي أيّةَ علاقةٍ للحبِّ بعلاقاتِ الجسد "الكيميائيّةِ أو الهرمونيّة". ويرى أنّ ماهيةَ الحبِّ هديّةٌ كلّما تفانى الإنسانُ في إهدائِها الآخرينَ، كلّما زاد امتلاكُه لها: "عندما تُدرِك ما هو الحبُّ، فسوف تكونُ مستعدّاً لكي تَهديه، فالحبُّ هديّةٌ، وكلّما أهديتَه أكثرَ ،كلّما امتلكتَه أكثرَ".

وأمّا الفيلسوفُ والمفكّر البنغاليُّ طاغور ()، فإنّه يرى أنّ الغايةَ من الحبِّ هي الحبُّ فحسْبُ، وليستِ الألمَ أو الفرح: "الغايةُ في الحبِّ ليس الألمَ أو الفرحَ، ولكنِ الحبُّ!". ويذهبُ مذهباً فريداً حين يرى أنّ الحبَّ يظلُّ سرّاً حتّى بعد البوحِ به، وذلك ما نراهُ في قوله: "يظلُّ الحبُّ سرّاً مستغلِقاً .. حتّى بعد البوحِ به؛ لأنّ العاشقَ .. وحدَه .. يعرفُ أنّه محبوبٌ حقّاً...".

ولعلّنا نقرأُ فهماً جديداً لمفهومِ الحبِّ عند الفيلسوفِ والنّاقد الألمانيِّ (فريدريك نيتشه)، الّذي ينفي أيّةَ قيمةٍ للحبِّ إنْ لم نكنْ قادرينَ على تفهُّمِ ومحبّةِ الطّرفِ الثّاني المختلفِ عنّا في تفكيرِه وتصرُّفاتِه، كما في قوله: "ما الحبُّ إنْ لم يكنْ أن نتفهّمَ ونحبَّ شخصاً ما يعيشُ ويتصرّفُ ويشعرُ بطريقةٍ مختلفة عن طريقتِنا ومتعارضةٍ معها؟".

وهذه الرّؤيةُ الفريدةُ لمفهوم الحبِّ نلمسُها عند (باولو كويلّو) الرّوائيِّ والقاصِّ البرازيليِّ (ولد (24 اغسطس 1947)، إذ يرى أنّ الحبَّ: "يُولدُ من طبيعتينِ متناقضتينِ، وفي التّناقضِ ينمو الحبُّ بقوّةٍ، وفي التّصادمِ والتّحوُّلِ يُحفظُ الحبُّ".

أمّا الشّاعرُ الألمانيُّ المشهورُ (غوته)، فإنّه يحصرُ مفهومَ الحبِّ -باعتبارِه إحساساً راقياً- بالوفاءِ: "الحبُّ شعورٌ راقٍ جدّاً، هو فقطْ يحتاجُ لمن يعرفُ معنى الوفاء".

وأمّا الكاتبُ الألمانيُّ (إميل لودفيغ) ()، فيرى أنّ الحبَّ: " ظاهرةٌ طبيعيّةٌ في كلِّ الأوقات.. وفي جميع الأجواء.. وفي مختلفِ العصور". كما أنّ الحبَّ: " نضالٌ وكفاحٌ بين شخصينِ".

وللفلاسفةِ والمفكّرينَ مذاهبُ متنوّعةٌ ومختلفةٌ تنوُّعَ واختلافَ نظراتِ النّاسِ للحبِّ، وهنا نقرأُ رؤيةً فلسفيّةً واقعيّة لمفهوم النّاس للحبِّ عند الكاتبِ والفيلسوف الرّوسيِّ (دوستويفسكي): "إنّنا لا نستطيعُ أن نحبَّ إنساناً إلّا إذا ظلَّ مُختَفياً عن نظرِنا، فمتى لمحْنا وجهَه تبدّدَ الحبُّ، إنّ وجهَ الإنسانِ يخلقُ في كثيرٍ من الأحيانِ حاجزاً يَحُولُ دون الحبِّ لدى أولئك الّذين لم يتعلّمُوا بعدُ أن يُحبّوا".

وهذا (ليو تولستوي) () أحدُ عمالقةِ الرّوائيّينَ الرّوسِ، والمصلحُ الاجتماعيُّ وداعيةُ السّلام والمفكِّرُ الأخلاقيُّ، يري أنّ الحبَّ ولادةٌ ويقظةٌ جديدة: "نحنُ نائمونَ إلى أنْ نقعَ في الحبِّ". كما أنّ الحبَّ شعورٌ متبادَلٌ بين شخصينِ، وأيُّ حبٍّ من طرفٍ واحد هو تعاسةٌ وشقاء: "لا بدَّ أن يكونَ الحبُّ متبادَلاً، إنّ الحبَّ من طرفٍ واحدٍ تعاسةٌ".

وهذا (أنطون تشيخوف)، (أنطون بافلوفيتش تشيخوف (29 يناير 1860 - 15 يوليو 1904) الطّبيبُ والكاتب المسرحيُّ والمؤلّف القصصيُّ الرّوسيُّ الكبير الذي لم يتركِ الكتابةَ حتى أصبح من أعظمِ الأدباء، واستمرّ أيضاً في مهنةِ الطّبِّ، وكان يقول: "إنّ الطبَّ هو زوجتي والأدبَ عشيقتي". فهو ينظرُ إلى الحبِّ نظرةً فلسفيّة تتعلّق بمِنَحِ الحبِّ العظيمةِ بين كينونةٍ هائلةٍ في الماضي، أو صيرورةٍ هائلةٍ في المستقبلِ، بنقيضِ الحاضر الذي لا يَروي الغليلَ من عطاياهُ: "الحبُّ إمّا بقيّةٌ من شيءٍ يتضاءلُ وكان هائلاً فيما مضى، أو أنّه جزءٌ من شيءٍ سيغدو هائلاً في المستقبلِ؛ أمّا في الوقتِ الحاضر فلا يَروي الغليلَ لأنّه يمنح المرءَ أقلَّ ممّا يتوقّعُه بكثير".

وها هو (فولتير )،(21 نوفمبر 1694 – 30 مايو 1778) الكاتبُ والفيلسوفُ الفرنسيُّ الذي عـاش خلال عصرِ التّنوير ، فهو ينظرُ إلى الحبِّ، ويستنبطُ معناهُ من الحقيقةِ المرّة السّائدةِ في مجتمعِه، فما الحبُّ إلّا: " زرعُ الأشواكِ، ثمّ الصّلاةُ للهِ؛ حتّى لا تُنتجَ محصُولاً".

أمّا الكاتبُ الرّوائيُّ الفرنسيُّ الكبير (فيكتور هيجو)، (مولِد 26 فبراير 1802، وفاة 22 مايو 1885) الذي كان أديباً وشاعراً وروائيّاً، ويُعتَبرُ من أبرز أدباءِ فرنسا في الحقبةِ الرّومانسيّة، وصاحبُ رواية البؤساءِ، فينظرُ إلى الحبِّ نظرةً فلسفيّةً عميقة، حين يرى أنّ المحبّةَ: "هي تحِيَّةُ الملائكةِ للنُّجوم.. تُرسِل مع لمعانِ نورِها عاطفةَ الإكرامِ والاعتبارِ".

وأمّا الكاتبةُ الرّوائيّة الفرنسيّةُ (جورج ساند)، (بالفرنسيّة: George Sand)‏ وُلدت في باريس في أوّل أيّام يوليو عام 1804 وتُوفّيت في الثّامن من يونيو عام 1876)، فترى أنّ الحبَّ: "هو تصوُّرُ المثالِ الأعلى والشُّعورُ به، فينبغي عليْنا أن نحبَّ كلَّ شيءٍ يُقرِّبُ من المثالِ الأعلى، ونطلبَه في كلِّ مكانٍ وزمان". كما أنّ الحبَّ هو الحرصُ الشّديدُ على تجنُّبِ الإساءةِ إلى مَن نُحبُّ: " كلّما ازداد حبُّنا، تضاعفَ خوفُنا من الإساءةِ إلى مَن نُحبُّ".

ويُطالعُنا (أنطونيو دي جيبارا (بالإسبانيّة: Antonio de Guevara)‏ مؤرِّخٌ وفيلسوفٌ أخلاقيٌّ إسبانيٌّ) برأيٍ فريد ومثيرٍ في الحبِّ يرى أنّ الحبَّ فنٌّ لا يخضعُ للتّديبِ أو التّعليم: "من الصّعبِ معرفةُ أيِّ شيءٍ عن الحبِّ.. الحروفُ يمكنُ أن تُعلَّمَ.. والعلومُ يمكن أنْ تُدرَّسَ إلّا الحبُّ".

ونقفُ مع الكاتبِ الإيرلنديِّ السّاخر (جورج برناردشو)، (وُلد 26 يوليو 1856 - تُوفي 2 نوفمبر 1950)، الذي ينظرُ إلى الحبِّ نظرةً واقعيّة تتجلّى في إظهار الفوارقِ بين المحبوبِ وغيرِه من النّاس، فليس الحبُّ إلّا : " المغالاةَ في تعظيمِ الفوارقِ بين شخصٍ معيّنٍ وبين سائرِ النّاس".

وبعضُ المفكّرينَ والكتّابِ يربطُ الحبَّ تارةً بالشّقاء، من ذلك قولُ (مدام دي ليبيناس: "الحبُّ معاهدةٌ مع الشّقاء". وقولُ (دولنكو): "وُجد الحبُّ لسعادةِ القليلينَ، ولشقاءِ الكثيرينَ". وتارةً أخرى بالدُّموع، كقول (سانت بوف): "الحبُّ هو الدُّموعُ، أنْ تَبكي يَعني أنّكَ تُحبُّ". وتارةً ثالثةً هو مَشغَلةٌ وملهاةٌ، كقول (ليتون): "الحبُّ مشغلةُ المتعطِّلِ وملهاةُ ذي العزيمةِ". وتارةً رابعةً الحبُّ كالزّئبقِ في راحةِ اليد، كما عندَ (دورثي باركر): "الحبُّ زئبقٌ في راحةِ اليد إنْ تُركت يدُك مبسوطةً بقيَ، فإنْ أطبقْتَها خرجَ منها". وتارةً خامسةً هو التّعزيةُ التي لانفشلُ في فعلِها أبداً: "الحبُّ البشريُّ هو التّعزيةُ التي لا تفشلُ في فعلِها أبداً". كما في نظرِ (بيكنسفيلد).

وتارةً سادسةً الحبُّ جهدٌ للاكتفاءِ بامرأةٍ واحدة: "الحبُّ هو الجهدُ الذي يبذلُه الرّجلُ؛ لكي يكتفيَ بامرأةٍ واحدة". كما في رأيِ (بول جيرالدي). وتارةً سابعةً هو جوابُ إشكاليّةِ الوجودِ الإنسانيِّ: "إنّ الحبَّ جوابٌ على إشكالِ الوجودِ الإنسانيِّ". على نحوِ ما يرى (إريك فروم). وتارةً ثامنةً: "الحبُّ تجربةٌ حيّةٌ لا يُعانيها إلّا مَن يعيشُها"،كما ترى ( سيمون دي بفوار).

وهاكم طائفةٌ أخرى من مفاهيمِ الحبِّ عند بعضِ الكتّابِ والفلاسفةِ والمفكِّرين الآخرينَ، رأيتُ أن أسردَ بعضَها كما هي تجنُّباً للإطالةِ وتكرارِ التّعليق.
آخرون:

* الحبُّ حبلٌ أمتنُ من أنْ يفتَّ فيه مرورُ الأعوامِ. (أبيلار)

* عندما يتمُّ تعليمُك أن تحبَّ الجميعَ، وأن تحبَّ حتّى أعداءَك، فما قيمةُ الحبِّ إذن؟ (مارلين مانسن)

* الشّيءُ الوحيدُ الذي لا نكتفي منه أبداً هو الحُبُّ، والشّيءُ الوحيدُ الذي لا نُعطيهِ كفايةً أبداً هو الحبُّ. (هنري ميلر)

* إذا شعرتَ بأنّكَ تُحبُّ شخصاً ما، أفصِحْ عن حُبِّك بصوتٍ مُرتفعٍ، فإنْ لم تفعلْ، فذلِكَ الحُبُّ سوف يفوتُك ولن يعودَ. (جوليا روبرتس)

* كُلُّ مَن عرفَ الحُبَّ لم يعرفِ الملَلَ لحظةً واحدة ، فالحُبُّ شبابٌ وعطاءٌ وغذاء. (رالف والدو إمرسون)

* لا يُمكن أنْ يُحبَّ المرءُ إلّا شخصاً مكافئاً له؛ لأنّ جوهرَ الحبِّ هو أن يكونَ متبادلاً، والأدنى لا يُمكن أن يُعطيَ ما لا طاقةَ لهُ على إعطائِه. (جيرمين غرير)

* إنْ كان جمالُ الحبِّ في العطاءِ، فإنّ عظمتَه في تجاوزِ الأخطاءِ. (روبرت بويل)

* الحبُّ إيمانٌ بما في شخصٍ واحد من من قِوى الجمالِ والجلالِ والبقاء. (ميكائيل جلانير)

ب- العربُ والمسلمون:

يظلُّ تعريفُ الحبِّ ووضعُ حدٍّ جامع مانعٍ له من الصُّعوبةِ بمكانٍ؛ إلّا أنّنا نستطيع أن نستشفَّ بعضَ التّعريفاتِ أو المفاهيمِ ممّا ورد في أقوالِ المفكّرينَ والأدباءِ العرب، ولعلّ أجملَ وأوضح تعريفٍ للحبِّ ما نجدُه في قول المفكّرِ والأديبِ العربيِّ عبّاس محمود العقّاد، إذ يقول: "فكلُّ جنسٍ مدفوعٌ إلى الجنسِ الآخرِ بدافعٍ من تلك الحاجةِ الطّبيعيّةِ الآمرةِ التي أودعَها الخالقُ لبقاءِ الحياةِ وحفظِ النّوع. وهي مركَّبةٌ من عناصرَ شتّى، يشتركُ فيها كيانُنا الحسّيُّ والعاطفيُّ والرّوحيُّ، قد يغلبُ عنصرٌ منها على آخرَ لبعضِ الوقت، لكنَّها تظلُّ متلابسةً متواشِجةً". وهذه المقولةُ تذكِّرُنا بتعريفِ أفلاطون للحبِّ حين قال: "الحبُّ نصفٌ يبحثُ عن نصفِه الآخرَ".

أمّا الإمامُ عليُّ بنُ أبي طالبٍ، فيرى أنَّ الحبَّ هو من عندِ اللهِ يقذفُه في قلوبِ البشر، وبالتّالي فإنّ مسؤوليّةَ الحبِّ ترتفعُ عن المحبِّ، فلا تجوزُ مساءلتُه لماذا أحبَّ؟: "إنَّ اللهَ يقذفُ الحبَّ في قلوبِنا، فلا تسألْ مُحبَّاً لماذا أحببْتَ".

وقريبٌ من قولِ الإمامِ عليّ تعريفُ ابنِ حزمٍ الأندلسيِّ الحبَّ بقوله: "الحبُّ - أعزّك الله - أوّلُه هزلٌ وآخرُه جِدٌّ. دقّتْ معانيهِ لجلالتِها عن أنْ تُوصَفَ، فلا تُدرَكُ حقيقتُها إلّا بالمعاناةِ. وليس بمنكَرٍ في الدّيانة ولا بمحظورٍ في الشّريعة، إذِ القلوبُ بيدِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وقد أحبَّ من الخلفاءِ المهدبّينَ والأئمّةِ الرّاشدينَ كثيرٌ". فالحبُّ يبدأ بالجِدِّ وينتهي بالهزْلِ، لا يَعرفُ معانيَه الحقيقيَّةَ إلّا مَن ذاق حلاوتَه، وهو مقدَّرٌ على الإنسانِ؛ لأنَّ الأفئدةَ ملكُ الخالق، وهو حلالٌ في الدّين والشّريعة، بدليلِ وقوعِ كبارِ الصّحابةِ والخلفاء فيهِ..

أمّا جلالُ الدّينِ الرّوميّ، فله رؤيةٌ أخرى في الحبِّ، إذ يرى أنّ: "مَن يسعى إِلى الحبِّ لا يهربُ من ذاتِه". ولذلك فمَهمَّةُ الإنسانِ هي عدمُ السّعيِ وراء الحبِّ، بل عليه أن يسعى لإيجادِ كلِّ الحواجزِ التي بناها بين ذاتِه وبين الحبِّ.

وأمّا جبرانُ خليل جبران فإنّه يتجاوزُ المعانيَ المعجميّةَ، ويقفزُ فوق كلِّ السُّدودِ التي بناها المفكِّرونَ والأدباءُ حول حِمى الحبِّ، فيُطلقُ أشعّةَ فكرِه إلى الفضاءِ؛ ليستجليَ أدقَّ مفاهيمِ الحبّ الفلسفيّةِ، إذ يقول: "الحبُّ سُمٌّ قتّالٌ تنْفثُه الأفاعي السّوداءُ المتقلِّبةُ في كهوفِ الجحيم، فيسيلُ منتشراً في الفضاء، ثمّ يهبطُ مغلَّفاً بقطراتِ النّدى، فترشفُه الأرواحُ الظّامئةُ، فتسكرُ دقيقةً، ثمّ تصحُو عاماً، ثمّ تموتُ دهراً". وفوق ذلك فالحبُّ جميلٌ بأيّامِه وأحلامِه: "فما أحلَى أيّامَ الحبِّ.. وما أعذبَ أحلامَها.. وما أمرَّ لياليَ الحزنِ وما أكثرَ مخاوفَها".

كما أنّ الحبَّ عند جبران: "لا يُعطي إلّا ذاتَه، ولا يأخذُ إلّا من ذاتِه، وهو لا يَملكُ ولا يُملَكُ، فحسبُه أنّه الحبُّ". وكذلك لا يُمكنُ للحبِّ أن يُشترى: "الحبُّ لا يُمكن شراؤُه إلّا بالحبِّ...فلَا تُحاوِل شِراءَ الحبِّ لأَنّك بالمُقابلِ تبيعُ نفسَكَ".

ولذلك يدعُونا جبرانُ إلى أنْ نتَّبِعَ الحبَّ حينما يُومئُ إلينا باتِّباعِه، حتّى ولو كانت مسالكُه وعرةً وشائكةً: "عندما يُومئُ إليكمُ الحبُّ اتّبعُوه، حتّى لو كانت طرقاتُه وعرةً وشائكة". والحبُّ ليس كلماتٍ ومعرفةً بمعاني الحبِّ، وإنّما الحبُّ هو امتلاكُ الحبيب: "سلاماً على مَن يَعرفُون معنى الحُبِّ، ولا يملكونَ حبيباً". ويَشترطُ في الحبِّ التّبادلَ بالعدل: "إن لمْ يجرِ بينكُم التّبادلُ بالحبِّ والعدل، شَرِهَت فيكم نفوسٌ وجاعَت أُخرى". ولكنّ أثمنَ معاني الحبِّ وأدقَّ جواهرِه أنّه: "كلمةٌ من نورٍ، خطَّتْها يدٌ من نورٍ على صفحةٍ من نور".

ومهما قاومَ الحبُّ، واستمرَّ ،لا بدَّ له من التّنقُّلِ كالظّلِّ، ولا بدّ له من التّحوُّلِ كأيِّ حالٍ من أحوالِ الدّنيا، وهذا ما يطالعُنا به الأديبُ الكبيرُ مصطفى لطفي المنفلوطيّ في قوله: "الحبُّ ظلٌّ يتنقّلُ، وحالٌ يتحوّلُ". ولا سيّما إذا ظلَّ الحبُّ مأسوراً في قفصِ القلب؛ لأنّ الحبَّ كالطّائر: "لا حياةَ له إلّا في الغدوِّ والرّواحِ والتّغريدِ والتّنقيرِ، فإذا أطالَ سجنَه في قفصِ القلب، تضعضعَ وتهالكَ، وأحنى رأسَه يائساً، ثم قضى".

ولكنّ الحبّ له مفهومٌ آخرُ عند أديبِنا الكبيرِ مصطفى صادقٍ الرّافعيّ الذي يطالعُنا برأيِه الفلسفيِّ الفريد الذي استمدّه من الموروثِ الدّينيِّ بأنّ المرأةَ خُلقَت من ضلعِ الرّجل، إذ يقول: "أنتَ لم تحبَّها هي، أنت أحببْتَ جزءاً من روحِكَ وضعهُ اللهُ فيها، فهي مخلوقةٌ من ضلعِك، أقربُ مكانٍ إلى قلبِك؛ لذلكَ مُنتهى الحبِّ أن تُناديَها يا "أنا"، هي لم تحبَّكَ أنتَ، هي أحبَّتِ الوطنَ الذي نُزعَت منه، فعندما تَرجعُ إليكَ تشعرُ أنّكَ وطنُها، إنّه حنينٌ غريبٌ كحنينِ القاربِ لحضنِ الشّطِّ، كحنينِ المسافرِ لرائحةِ البيت".

ولكنّ الحبَّ عند كاتبِنا الفذِّ توفيقٍ الحكيم يأخذُ منحىً آخرَ حينما يَختزلُ إيمانَ المرأةِ في الحبِّ: "إنّ إيمانَ المرأةِ هو الحبُّ". وهذا صحيحٌ ولا سيّما إذا علمْنا أنَّ الحبَّ "جزءٌ من وجودِ الرّجلِ، ولكنّه وجودُ المرأةِ بأكملِه". على نحوِ ماعبّر عنه (بيرون).

ويظلُّ الحبُّ -عند محمّد العدويّ- ناقصاً خديجاً لا يحتملُ البقاءَ إذا عجزتِ الكلماتُ عن التّعبيرِ عنه: "إنّ حبّاً لا تستطيع أن تعبّرَ عنه الكلماتُ، حبٌّ خديجٌ ناقصٌ لا يتحمَّلُ البقاءَ". وهذا التّعريفُ يتناقضُ مع قول شكسبير الذي قدَّمناهُ سالفاً، فهو يرى أنّ الكلام يُخمِد جذوةَ الحبِّ، حالُه حالُ مَن يُوقد النّارَ بالثّلج، وذلك في قوله: "مَن يُحاول إشعالَ النّار بالثّلجِ كمَن يُحاول إخمادَ نار الحبِّ بالكلمات". وما يؤكّدُ صحّة كلامِ شكسبير أنّنا نجدُ الشُّعراءَ والكتّابَ هم أكثرُ من عبّر عن الحبِّ بالكلمات، لكنّهم أكثرُ من فشِلَ في بناءِ علاقاتِ الغرامِ، وأكثرُ عشيقاتِهم من وحيِ الخيال، على حدِّ قول الكاتبةِ هاجر الدِّرعي: "الشُّعراء ناجحون في الحبِّ، فاشلونَ في العلاقةِ".

أمّا كاتبتُنا الجزائريّةُ المعاصرة أحلامُ مستغانمي صاحبةُ روايةِ (عابر سرير)، فقد اختزلتِ الحبَّ في ذكاءِ المسافة، ولكنّنا نظلُّ حائرينَ في تقدير هذه المسافةِ، ولا سيّما أنّ الاقترابَ بين المحبّين يُلغي اللّهفةَ، وكذلك الابتعادُ طويلاً يُؤدّي إلى النّسيان، فمن المنطقِ أن نأخذَ بأوسطِ الأمور في استعمالِ ذكاءِ المسافة: "الحبُّ هو ذكاءُ المسافة، ألّا تقتربَ كثيراً، فتُلغي اللّهفةَ، ولا تبتعدَ طويلاً فتُنسَى".

وأما صاحبُنا الكاتبُ أُنسي الحاجّ، فيطالعُنا برأيٍ عجيب لم يذكرُه أحدٌ من قبلُ، إذ يعرّفُ الحبَّ بأنّه ألمٌ في تأمُّلِ جمالِ الحبيبِ: "ما هو الحبُّ؟ هو عندما تنظرُ إليها فيؤلمُكَ جمالُها". مع أنّ معظمَ النّظريّات النّفسيّةِ والفلسفيّة تنحُو إلى أنَّ الجمالَ مصدرُ سعادةٍ، وإن كان أحياناً مصدرَ شقاءٍ لصاحبتِه، ولكنّني أميلُ إلى رأيِ الحاجّ، حينما نرى الجمالَ من حولِنا، ولا نستطيعُ الوصولَ إليه كحالِ من يَشتهي الفاكهةَ، لكنّ أسنانَه تخونُه.. أو على نحو ما حصل للثّعلبِ مع العنب، حينما لم يستطعِ الوصولَ إليه، لكنّ حنجرةَ إمبراطورةِ الغناء العربيِّ على مرّ التّاريخ استطاعتْ أن تُوصلَ هذه الحقيقةَ إلى الملايين: " يلّي ما يدُوك العنبْ.. حامضن عنّهْ يكُول..".

ولكنْ مهما تعدّدتِ الآراءُ واختلفتِ المفاهيمُ حول تعريفِ الحبّ ومفهمومِه، يظلُّ الحبُّ لؤلؤةً فريدة، ويبقى الحبُّ حركةً يؤدّي الخلوُّ منها إلى جمودٍ، ويتحوّلُ الحبُّ إلى دواءٍ لا يَشفي عليلَه إلّا على دفعاتٍ حسبَ وصفةِ الأطبّاء، وأيَّةُ مخالفةٍ للوصفةِ فإنّها تُودي بصاحبِها إلى الموتِ والهلاك، ويظلُّ الحبُّ أخفَّ أسبابِ الذّنب وأكثرَها تبريراً لطلبِ الغُفران، كما أنّ الحبَّ يُلغي الحاجةَ إلى الاعتذار، ومهما عظمَ الحبُّ بين المحبّين إلّا أنّه لا يُساوي شيئاً أمام حبِّ البقاء الذي هو علّةُ الوجودِ، كما أنّه اللّذّةُ الكُبرى التي من أجلِها تنبضُ القلوبُ... وهذه المعاني التي قدَّمْتُ لها تفيضُ كمياه الشّلّالِ من أقوالِ كتّابِنا الآتيةِ أسماؤُهم بعدَ أقوالِهم:

* الحبُّ هو تلك اللّؤلؤةُ الفريدة التي تسطعُ بين سائر ِالانفعالاتِ البشريّة. زكريّا إبراهيم

* الحبُّ حركةٌ.. والخلوُّ منه جمودٌ. محمد السباعي

* الحبُّ كالدّواءِ، لا يَشفي إلّا على دفعاتٍ، وإذا تجرّعتَه دفعةً واحدة، كان إحدى المُهلكاتِ. حلمي السّباعي

* لستُ أشكُّ في أنّ الحبَّ هو أخفُّ أسبابِ الذَّنب و أكثرُها تبريراً لطلبِ الغُفران .. يوسف السّباعي

* الحبُّ يعني أنّك لستَ في حاجةٍ الى الاعتذارِ أبداً. - غازي القُصيبي

* حبُّ البقاء.. آهٍ هو علّةُ الوجود.. هو اللّذّةُ التي لأجلِها تنبضُ القلوب.. حبُّ البقاءِ آه.. لأجلِه نتألّم، ولأجلِه نشقَى، ولأجلِه نتركُ الحياةَ مُرغمينَ. محمّد تيمور

ونختتمُ مفاهيمَ الحبِّ بأنصعِ الدُّرر التي تفيضُ حِكَماً جامعةً مانعةً في أقوال مجموعةٍ من الحكماءِ، أعرضُها كما يأتي، دون نقدٍ أو تحليلٍ أو تشريح، لأنّها تقفُ طوداً شامخاً لا تنالُه مياهُ الأنهارِ الهائجةِ مهما بلغتِ الزُّبى:

* الحبُّ أكبرُ باعثٍ على النُّبلِ والفضيلة. حكيم

* الحبُّ هو توافقٌ في الشّعورِ وامتزاجٌ في الدَّم. حكيم

* الحبُّ عقدٌ ابتدائيٌّ لا ينقصُه سوى توقيعِ المأذون. حكيم

* الحبُّ فيضُ الوجدانِ السّاحر. حكيم

* الحبُّ أدفأُ عباءةٍ تقي الجسمَ من البرد. حكيم


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى