الاثنين ٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨
بقلم
في غفوة اللغة الرقيقة
في غفوة اللغة الرقيقةنلتقيكحمامتين على غصُنْ.ونردد الكلمات في كل اللغاتنودع المنفىوغربتنا على أبوابهونؤلف الجمل الرقيقة في الوطنْ."عدنا ورفرفت الطيور على رؤوس العائدينمن الجنوب إلى الجنوبشمال ماكنا نقدسه هنا- وطن القلوب-نغادر المنفىوننسى أننا عدنا إلى وطن سجينتحت أقدام الغزاةومن أتى بعد الغزاةْ."****في غفلة الكلماتكنا نرسم الصور الجميلةعن شجيراتتكللها الزهوروتلة من خلف مئذنةودوري يلاحق الديدان في جذلوشمس في الأفقْ.لم ننس كرسياً يحن لعاشقينوأمسيات مقمرةْ.في غفلة الأيام عدنا للمكانوكانت الشمس العتيقة لا تزال هناكتلمع فوق شيءكان في يوم لناوطناًواصبح مقبرةْ.****ينساب بين شواهد الموتىبلا صوتويحبس برهة أنفاسهيتأمل الأسماءيرحل في مدى الذكرىالسجون تجيءوالساحات حيث تحوم أطياف الشهادة والفداءيظل يمشييحسب الخطواتهل يصغي لنا السجانهل لمح التفاتتنا الأخيرةأم عبرناوانتهى فينا المسير إلى التخوم المقفرة.*****زوار ما قبل الصباح توقفوارحلوا إلى خلف الحدودجاء الصباحوبعده جاءت صباحات كثيرة.لكن زواري الجدد.يأتون في زمن التحرر كل وقتقبل أن تأتي الظهيرةعندما يأتي الغروبوبعد منتصف الليالييقرعون الباب في عصبية رعناءأو لا يقرعون.زوار ما قبل الصباح يكبلون يديكويدفعونك للأمام بقسوةويهددون.زوار كل اليوم أيضاً مثلهمرغم التحرر يفعلون.****نفس السجون هناونفس قذارة الجدرانحتى زرقة الأقفال تبدو نفسهانفس الممرات الطويلةوالمهاجعوالأسرة والملاءات القديمة تلكحتى هيأة السجان تبدو نفسهانفس المبرر" أنت مشتبه بتخريب السلام"ونفس قافية الكلامونغمة التهديدحتى قسوة التعذيبتبدو نفسها.رحل الغزاة إلى الحدودوجاء أبناء السلام هنايقيمون الحدودعلى مقاس مختصر.في كل زاويةوفي كل امتداد للبصر.***زوار ما قبل الصباح بسجنهم وقيودهمكانوا الدليل على مدى حريتي.زوار ما قبل الظهيرة أصبحوا قيدي الجديد.وعلى بقايا ثورتي نصبوا الحديدعلى الحديدواسقطوا الحلم الوليد.