في محراب الحب

في محراب الحب، قصائد مطرزة، صدرت مؤخراً كمجموعة شعرية للشاعر السوري الحلبي صبحي الحريري.. فعن دار الرضوان صدرت المجموعة ضمن 175 صفحة من القطع المتوسط، لتحمل أنات وآهات جمالية مشرقة لكنها مطرزة تغوص في ملكوت الحب ولواعج أرواح الناس، إنه الحب الذي لاينضب، وليس حب الحبيبة فقط، بل حب أشخاص وزعامات وأحباء يستحقون أن تكتب باسمهم قصائد حب مطرزة، ولأن صبحي الحريري يعتبر الشعر ليس ترفاً يستغني عنه الناس ولا يفتقدونه، بل يحسبه متاع عقلي مثلما هو انفعال عاطفي، وهو عنده دمعات وابتسامات وأفكار تنبثق فتتألق وجراح تسيل على الورق، وقلوب وأكباد تحترق، وطاقات ورد نشوان حسبها أن تفعم الكون بشذاها المسكر، ولتطلق فيه عبقها المثير.. فقد انبرى شاعرنا يصف مصفوفته الشعرية المطرزة " كمحاولة لتجديد القالب الشعري العربي يقدمها - ليس مجرد تباهن بحروف مرصوصة بالترتيب، إنما هو تحدٍ في الحفاظ على مضمون القصيدة وإغنائها بالصور الشفافة والمعاني الرقيقة العاطفية المنسابة".

فمن همسة إلى كلمة من القلب، مروراً ببطل السلام، ورسول السلام، منوهاً ببطل المقاومة وسفيرة الشعراء لتكون منارة الأجيال، ونجمة القلوب.

في قصيدته – الحلم المنشود – ينشد صادحاً:

سر المحاسن قد تكحل بالخجل.. يمضي شروداً تاه في درب الوجل

هي نفح أنفاس الربيع وسحره.. وصلاة جند الحب في شدو الغزل

و كأن للحب جنده لدى الشاعر الحريري.. أما المحاسن فهي مكتحلة بالخجل وهي صورة بديعية تنم عن بعد اجتماعي لفتاة تعيش المجتمع العربي التقليدي.. حيث مازال الخجل يعطي السمة الأساس للمحة الجمال الأخاذ.

أما في قصيدته رمز الجمال، فهو ينتقل من واحة إلى واحة فمن رقص الجمال إلى تغريد الوتر، إلى شدا الكنار إلى الوردة التي يهيم الغرام بها، مناجياً مياسة القد الرشيق أن ترفقي بالعاشق الولهان.. حيث المسك يزهو في خطاها وينثر، حتى أن الحسن في شعره يضاهي الشمس لابل أكثر..

شاعرنا الحريري يلامس نبض الحب في محراب الحب، فهو العاشق أبداً، والوالغ في أتون عشق للوطن و الحبيبة ولكل جمال في هذه الدنيا..
ففي هذه المصفوفة الجميلة يطاول عنان الجمال البديعي فينتج صياغات شعرية روعة في الأناقة والتراكيب اللغوية البديعية.