الأحد ٧ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

فَراشاتُ التحرير

فاطمة الزهراء عبدالرؤوف محمد أحمد

توقف
إن رأيتَ القهر يأكل فيكَ منتشيا.
وقاوم
خسة الأوغاد إن الظلم قد غَشِيَ
وعرِّج
صابرًا فطِنا فجُرحُك قَلَّما وَشيَ.
سينزف صوتُك الكلماتِ في وجعٍ ليقتلَكَ
وترقب روحك الأحداثَ في هلعٍ يُمَثِّلُكَ
ويسرق منك خوَّانٌ وفي جشع ٍ يعرقلكَ.
وتبقى أنت كي تسرد.. لنا النصَّ
سبات الطفل في فَزعٍ
يُشَكِّلُ وحده قصة.
رحيل الطيْر مطعونًا
ضياع الحُلم في غصة
ستبقى أنت تفسيرًا وتذكيرًا وتأريخَا
وتسرِدُ عينُك الألمَ تُرَسِّخُ فيهِ ترسيخَا
وتشربُ من حديثك وقتها الأعداءُ زِرْنِيخَا
لأنَّ الحرصَ لا يحمي من القَدَرِ
لأنَّ الصحبَ شَدُّوا على يدِ الغَجَرِ
ومحفوفٌ بشوْكِ الحزنِ
شوق الحسن للخطرِ
تكلم.
و قاطع كل من صمَّ
وغضَّ الطرْفَ ما اهتمّ
بأنةِ صاحب الغُمَّة
لتشهد وقتها غزة
يؤز ببيتها أزَّا
قصفٌ زادها قَرْحَا
وسل صاب معتزَا!
وما نزِّ من الجرحِ؟
وما بقي من الإنسان بعد تهالك الصرحِ؟
وسل وائلا
كيف تعانق الأحبابَ بعد رحيلهم فجأة؟
وهل بالوقت تحديدًا تخف عليكمُ الوطأة؟
وهل عدتم إلى حيث مكثتم أول النشأة؟
واسأل صالحًا
كيف نعيش الشهر أعواما؟
وكيف الخبز بعد الماء أياما؟
وأنَّى الصبر إن الصبر قد هامَ؟
ستمتلئ المعاجم بالدلالاتِ
لتصنع حالة فذة
تسجل قولَ أقوام
يسطِّرُ مبحثَ العزة
ثباتٌ ما اعتراه سبات
فلا ارتد ولا اهتزَّ
هنا الأفراد لا ترتادُ
إلا منبر الرفعة
تقطع أذيل الوزغِ
تهشم أرؤس الأفعى
ترد الكيد في النحر
وترسل فوقها صفعة.
هنا السلوان يا سلوان لا غيرهْ
يعيش المرء في أرضه
وإلا فلتكن قبرَهْ.
يُقدِّس تربة الوطن
يقدس بعدها تِبْرَه.
وعد حيث بنا الحالُ
نمحو أَثَرَ مَن حالوا
بين الأرض وذَوِيها
نغنيها
"ألا طبتِ
يقاوِمُ عزُّكِ القيدَ
أصبت حين ربيتِ
صنعتِ منهمُ الطودَ
كسرتِ شَوْكَةَ الجِبتِ
وحانت لحظة العودة "
وتنتشر الفراشات
لتنشر فرحة التحريرْ
تردد صيحة التكبيرْ
ليأتي للصلاة غفيرْ
هلمُّوا
قد أتى السعدُ
وعاد لدارنا المجدُ.
لنُصرِع كلّ سحلية
فيسكنَ بعدها الوجْدُ
وتأسرنا هيامًا طلعةُ القمرِ
ويسمو الطير سبَّاقًا بلا حَذَرِ
يغرد دونما خطَرٍ لتشهدَ ورقةُ الشجرِ
ستبدأ فرحةُ التسجيل
بعد الصبر والتأجيل
حين بلوغِ هذا الجيل
تصحبُ زفةَ المَطَرِ.

فاطمة الزهراء عبدالرؤوف محمد أحمد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى