الأربعاء ١٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩
أسوار النسيان (ديوان شعر)
بقلم عبد الكريم ناتي

قادمة من البعيد

يا وردةً من الزمن الجميلْ
تمهلي لا ترحلي
لا تحبيني الآن فأنا
من واد إلى واد أميلْ
لا وقت لدي لكي أحبْ
ولا أملْ...
أنت صنيعة الأمسِِ
وأنا بقايا يوميَ الهزيلْ
لن نلتقي إلا في خبر كانْ
عندما كان الهزار الجميلْ
يلملم في تغريده حزني...
ويرحل بي بعيدا...
إلى حيث عالمٌ
فيه أنا وأنتِ
وشوق جارفٌ
ووردة حمراءْ
وبساطة باختصارْ...
لا وقت لدي الآنْ
وكلمات الحب ضاعت مني...
وسْط هذا الزحامْ...
لا الصبر لدي كما كانْ
لا المشاعر تطاوعني
ولا هَبُّ النسيم يحركني
ولا الكلام الحلو يدغدغني...
لكنني واع بعلتي
وتشردي...وضياعي
أنا سجين اليومِ
وأنت سجينة الماضي...
لن نلتقي لكنْ...
لا ترحلي
ربما يجمعنا الماضي الدفينْ
وغيابات السنينْ...
عل ذكرى غاليهْ
غائرة في الذاكرهْ
محوناها من يومنا
ذكرتِني فواريت دمعتي
وبكيتُ نفسي
دموعاً لم تريها
وقلباً ممزقاً في أنينْ
جنى علي الواهمونْ...
التائهونْ...
المستعجلون...
وغدوتُ كما ترينْ
كما رأيتُني في لحظيك الحنونينْ
أشلاءاً لرجلٍ
مزقه الزمانْ
أنا محرومٌ... أوَتدرينْ؟
أنا مقنَّع... أوَتعلمينْ؟
لا وقتَ يا حلوتي
فأنا أجري مع زمني
لا أنظر إلى سماءْ...
ولا إلى قمر أو ضياءْ...
تلك السنديانةُ...أوَتذكرينها؟
وذاك المرج أمامها؟
وتلة ُالرعاة الناعسهْ...
وطلُّ الزهر وغناء الحسونْ
وكتاباتٌ لنا على حجرٍ هناكْ...؟
لم يعد لكل هذا مكانْ
طمرَتنا السنيُّ وطمرناها...
تغيرنا وتغيرتْ...
ومتنا وماتتْ...

******

على هامش الأوطان

على هامش الأوطانْ
تحيا الملايينْ
من أمثالي و أمثالك يا حزينْ...
تُسلب كل ما لها في كلِّ آنْ
وتُودع سراديب الجلادينْ
سادةِ القمع الظرفاءْ
وصناديق اللصوص الدوليينْ
الميسورين الجوعى
 
منتخبين أو غير منتخبينْ...
على هامشك تحيا يا شعبي
غريب الوطنْ
من وعدوك باعوكْ
أودعوك القهر ما ودعوكْ
وأنت يا شعبي مستكينْ
تُقيمك فورة وتُقعدك حسرهْ
صرت بعد مضي السنينْ
خبير الألم والأنينْ...
على هامش الحرية معتقلونْ
بغير سجن ولا سجانْ...
لا يعرفون معنىً للعيش الكريمْ...
أنت يا وطني سجن السجانينْ
تحرسك ذئاب الحملان الوديعهْ
ألمسترخية على تلال المنفى...
أنت يا وطني المنفى
أحبك لكنْ...لا تحبُّني
أحبك لكنْ...
وكم (لكنْ)...
قلتها حتى صارت لا...

*****


بين الضمير والكيان

ِزحْ قــــــنـــــــــاعـــاً، عــــــش كـــــــــيــــانــــا
واتــــــــركِ الــــــفـــــعـــــــل الــــمـشــــيــــنـــــــا
 
قــُــــلْ كـــــــلامـــــكْ… مـــــــــــلءَ صَوْتـــكْ
واطــــــرد الصَّـــمْــــــــــتَ اللـــعــــيــــــــنـــــــا
 
حـــــــــدِّد الـــمــــجـــــــــرى وغـــــــــــيـِّــــــرْ
بــــــــدِّد الــــــــخــــــــوف الــــــــمُــهـــــــينـــــــا
 
فُـــــــكَّ قــــــــيــــدكْ... ثـــم فـَــكِّـــــــــــرْ...
حــــــرِّر الــــــفــــكـــــــــر الــــســــجــــيــــنـــا
 
ِامــــــــــض وارســـــــــــمْ فــــــي مـــســـــاركْ
كــــــــيـــفـــمـــا شـــــئــــــت الـــــكــــــيـــانــــــا
 
أنــــــــــت كـــــــــونٌ مـُـــسْــــــــتـَــــــــــــقِــــــــــــلٌّ
لا ظــــــــــــــلالُ الـــــــــــــغـــــــيــــــــــر أنـــــــــتا
 
عـــــد لــــنـــــــفــــــســــكْ…إبــــــــقَ ذاتـــــكْ..
إِنَّ مـــــن تــــــــــبــــــــغـــــــــــــــي رضـــــــــــاءهْ
 
مَــــــــلَّ طَـــــــوْعـــــكْ ...وخــضــــوعــكْ ...
فــــــــاعــــــــبـــــــــر الــــدرب شـــجـــــاعــــــــا
 
أنـــــــــت عـــصــــــــفـــــــــــورٌ طـــــلــــيــــــــــقٌ
فــــــــــي ريــــــاضِ الـــــــــكـــــــونِ غـــــــــــــَرِّدْ
 
ضـعْ قــنــــــــاعـكْ ... عــــــن طـمـــوحـكْ ...
كـــــــــــُنْ لــــــروحـــــــكْ … ظـــلـــــهـــا… لا
 
بــــــَــــــلْ صَــــــــــــداها وَمــــــــــــــــداهـــــــا
كــَـــــيْ يــَـــــــــرَاكَ الـــــغَـــــيــــــْــرُ فَــــــــــــرْدا
 
غــــــيــــــرَ نــــــــفـــــــسِ اللـــــــــونِ تـَــحْــيَـــــــا
لــــــــو عـــــكــــســـــتَ غــــــــــيــــــر ذاتـــــكْ
 
صــــــــِرْتَ عــــــــــَبــــْداً لا يُـــــــــــــقَـــــــــــرِّرْ
وَالــــعـــــبـــــيـــــــــد لا يــــــطـــــــــــاعـــــــــونْ
 
أَبــــــــْدِ رأيــــــــــكْ ... خُـــــذْ لـــــســـانــــــَكْ
مِــــــــــــنْ فـــــَمِ الأرعـــــــــنِ فــــــَــــجِّـــــــــــــــرْ
 
مِـــــــــلْءَ فـــــــــــِيــــــكَ الـــحــــــَـقَّ فــــَجِّــــــــرْ
سَــــــمــــــــِــــــجٌ أَنــــــْتَ بــــــــــــثـَـــــــــوبــــــــــي
 
وجـــــــــمـــــــــــــيـــل فـــــــــــي ثـــــيــــابـــــــــكْ
ســــــَمِــــــــــــجٌ أَنْــــــــتَ بــــــظِــــــــــلِّـــــــــــــي
 
وَجَـــــــــــمــــــِيـــــلٌ فــــــــي خـــــــــيــــــــــَاركْ
لا تــَــــقــــُـــــــلْ يـــــكـــــــــرهــــــنــــي... لا
 
فــــــــــالــــكـــــريـــــهُ مـــَنْ نــــأى بــــــــــــــــــكْ
عـــــــــــن ضــمـــــــيـــركْ... عـــن كــــــيانــكْ

*******

أسوار النسيان

ومر يومٌ آخرْ...
رسمت على صدره جرحا آخرْ
وأمنتياتٍ بليدهْ
معلقة بأبواب النسيانْ
مر بي الحبيب والغريبْ
وكل طائرٍ مهاجرْ...
وأعينٌ تائهة كألَّم ترني...
مر بي كل مسافرْ
وأناسٌ أعرفهم لم يعرفوني
واسيتُ آلامهم...لم يذكروني...
وحدي أعد الساعاتْ...
أعتزل الشارع في ركن جدارْ
أرقب موتاً أخرْ
لم أدرِ لمَ أنا وحدي
حدَّثوني عن وحيد آخرْ
صرخ مثلي وماتْ
كنجم المجراتْ...
لكنَّ آلامي تسَعني
لا تسعُ ميْتاً آخرْ
***
أراني غيرَ نفسي...
تمر الساعاتْ...
ولا يعود السرب المهاجرْ
ولا تينع الزنابق و السنابلْ
و لا أسمع للحسون غناءْ
عبَر الريح من أمامي
وأصواتُ أناس أعرفهمْ
باحت وبحت من الصراخْ
وانتهت عند حناجرهمْ...
هم وحدَهم عرفوني
وهل يعرفني غيرُحبيبْ...
ناديتهم
توسلت إليهمْ
يا أحبابي...واسوني فإني غريبْ
إني أنا المحروق في كلامي
وفي صمتي
وأنتم أدرى بحالي
ألا تسمعون...

*******

الوطن أنا

يا قضيتي...
اِن أماتوكِ
بعثُّك من صرخ أمي
وزغرودةٍ في عرس شهيدْ
وتكبيرةٍ في صلاة عيدْ
فعمرك آلاف السنينْ
يعرفكِ الشجر والحجرْ
وكلُّ من اسمه إنسانْ
كان أو ما كانْ
أنت في سجلِّ الزمان والمكانْ
مرسومةٌ على الحيطانْ
في كراستي القديمهْ
ألمحفورةِ في ذاكرتي...
سألقنها لأولادي وأحفادي
وأقيدها في سجل حقوقيَ المهضومهْ...
يا كل ذي ضمير حيْ
أنت المسؤولْ
أما الموتى فهم لا يسمعونْ
يا ذا كرامة وشهامةٍ
(بين قوصينْ)
وكلمات طنانة رنانهْ
قلتَها في سويعات انفعالْ
ثم نمتَ بعدها أعوامْ
أنا لن أُريق دمي كي تفيقْ
ثم تَرثيني في أغنية أو نشيدْ
وأعود لأُمحى من جديدْ
في ذاكرتك المحروقهْ
في سباتك العميقْ...
 
****
 
أيها الكرماء الحقيقيونْ
والشرفاء الحقيقيونْ
والرجال الحقيقيونْ
أنا الصوت الذي لن يموتْ
وإن ماتت قضيتي
في شاشات التلفزيونْ
وعلى صحف المرتزقهْ
وفوق هاماتِ العبيد المرتشينْ
سقط القناعْ
وبان زيفك أيها المناضل المموَّلْ
من عدوٍّ لي أعرفهْ
و آخرَ لا أعرفهْ
وأنت أيها المنسيْ
أتدري لماذا نُسيتْ؟
لأنك لا تدري
إلى متى أخطب عنكْ
وأتكلم عنكْ
وأتألم عنكْ
وأُجلد عنكْ
وأنت تفضل عني
حالة اللاوجودْ
وصورةً في بطاقة تعريفْ
تُملأُ بها سجلاتْ
وتُستجدى بها معوناتْ
تُقبر في بطون الساسهْ
وتوزع هباتٍ على العمَّات والخالاتْ
و"أيادٍ بيضاءَ" مرتشياتْ
تبيعك وتبيعني
وتبيع الوطن بدريهماتْ
ثم تظن أنك حيٌّ مثل الكرماءْ
ألوطن أنا
من بِيعَ بلا ثمن أحيانا
مقابل مديح من حاقدٍ
يترصد نهايتي
يستشرف ركوني في سجل الأمواتْ
يا أيها الذي أنت مني وأنا منكْ
وتحاصرني
بحدود سطرها عدوي
لكي تصنع شعبا و وطنا
وتصدِّر للعالم هوية انعدامي
ومَلئي لحيِّز في الفراغْ
ثم تستجدي المديح في وجبة طعامْ
أو من سائح لا قيمة لهْ
نصَّبته علي سيدا
دون أن أدري
بهاتف يأمرك على خطك الخاصْ
ألوطن أنا...
من تُحرقه الغيرهْ
وتخنقه العَبرهْ
لأجل حياة الملايينْ
ولأجلك يا مسكينْ...
ألحي أنا وليس أنتْ
حتى وإن كنت سجاني
وجلادي
وعدوا لي في ظاهر وخفاءْ
ألشريف أنا
وليس أجيرٌ ببندقيهْ
يرابط على الحدودْ
ويبيعني في أول فرصهْ
ثم يفر من عويل ذئابْ...
لا تسألني لم أنا هكذا
فجوابي لن يفيدك أيها الشبعانْ
لأنك نعَيتَ قلبك من زمانْ
ولأنك ما ذقت الحرمانْ
أو عُذِّبتَ عذاب الولهانْ
ونمتَ على بطنِ جوعانْ
أتدري كم زارتنيَ الأفكارْ
وأنت تغُطُّ غطيطكْ
وتحلم بالعرايا الشقراواتْ
بضحكات فاجراتْ
أو ماجناتٍ ساحراتْ
يدغدغنكَ أيها التافهْ
كيْ تفشيَ أسرارا
وتفجِّر قنبلاتْ
وتتلقى الأوامر بعدها
في رعشات وانحناءاتْ
كي تمرِّرها إليَّ و إلى غيري
في غير رعشاتْ وانحناءاتْ
بل مذرَّعات ومدفعياتْ
واغتيالاتْ
جبانٌ أنت لا تستحقُّ الحياةْ...

******

الـــمـــبـــعـــوث

ســـأحـــــيـــا وأحـــيا و أحيا... طـــــــليقـــا
كـــطــــيـــر، كــــنسـم، كـــزهــر الـحنـــايــــــــا

ســــواءًا مــحــــوها الأســــامـــي وصاغـــوا
قــــبـــــور الكــــيـــــان الـمــهـيــض ســأحيـــا

أو اخــتـــاروا "اسـمي" ولـــونــي وصوتــــي
وبــــاعــوا الكــــيـــان بـــــاســمي ســـأحيــــا

فـــعمــقـــي حــــيـــاةٌ وإن مــــت ســطــــحــاً
وقـــبــــري ســـــراب وصــمـــتــــي مــــــرايــــا

ولــــبــــي مـــيـــاه وإن جـــــف قـــــــشــــــري
وغـــصــــنــــي ولـــــود، فــــإن مـــــِتُّ أحــيـــا

ســــأخــــرج مـــــن صلــــب قــهــري وقـــفــري
ريــــــــاضـــاً -وحـــــــراَّ- وُعــــــودًا عَلَــيـــــــَّا

ســــأطلـــــع مـــن جـــبــن نـــفـسي شجاعــــاً
لــــدوري وكــــــونـــــي وأُنـــــهـــي الــــــرَّوايـــــا

لـــــِمَ لا وقـــــلــــبـــي حــــيــــــــاةٌ وروحـــــي
ومــــثــــلــــي كـــــثيـــرٌ وخـــــوفـــــي بــقـــايــــا

لــــِمَ لا وصـــمتـــي شـــريـــــف وَفـــُـــــوهُـــمْ
مـــــجـــــردُ ألـــــْف خـــطــــــابٍ مُــــــــهــَيـــــــــَّا

حـــــياتـــــي نــــجــــــــوم وشــــمـــــس وأرضٌ
وحــــــــبٌّ بـــــــــريءٌ وســـــــــرد حـــــكــايــــا

حــــيـــاتـــــي ســــــــلامٌ وخــــبـــزٌ من الكدْ...
دِ، حُــــلْـــــمٌ، عـــلــــى رأس حلــــمـــي ثـُــــَرَيَّـــا

أنــــــا فـــــي سجـــــونِ الــــطمــــوح جـــــمــــوحٌ
فــــمــــن ذا قــد اخـتـــارَ دوري ســــِوايـــــَــا ؟

أنـــــــــا الــــريـــحُ والــــنـــومُ طـــاحونـــتــــي، لا
أطـــيـــــقُ الـــــمَنــــامَ وصـــوتـــــي مَــــنـــــَايـــــا

ســـأحــــــيــــا بــرغـــم الــجـــلــيد مـــذيـــبـــاً
وأســـري بـــعـِــرق الــمشــــيــب صبـــــــِيــــــَّا

ســــأحيــــا بـــحلمـــي وقــلبـــي وفـــــكـــري
وأُرْخــــِي كـــشــوفــي على ذي الـــنَّـــــوَايــــا

سأحــــيـــي رفــــاتَ الــــقـــــــبـــور وأهــــدي
إلـــيــــهـــــا حــَـــــياتـــــي وثـــــوبــــــاً بـــَهــــيـــــَا

ســـأهـــدي إلــــيهـــا هـــديــــــر الـــــــعــــبــابِ
وشـــــيئـــــاً فــــشــــيئــــاً سأهـــــدي دَوِيَّـــــــا

لِــــــــمَ لا وكـــبـــتـــي تــنـــاهـــى ومــــــوجــــي
تــــــــفــــجّــَــــرَ فــــي وجـــه كبــتـــي لَـــدَيَّــــــا

لـــــِمَ لا وهــــمــــي بـــــــحـــارٌ وفــــــرْحــــــي
غــــريــــب الـــــديــــــارِ وأهـــلــــي عَــــــرَايـــــا

لِـــــمَ لا ومـــُـــــــرِّي بـــــحـــــــلــــــقــــــي زلالٌ
وظـــهــــري اهـتـــرَى، قـــــُضَّ جـلـدًا وَكَــيـــــَّا

ســـأمـــضي رويــــدًا إلـــى حيــث أحــــــيــــا
مــعـــافى مـــن الـــوهْــــن، أحـــيـــا مُــــضــِيـــَّا

أنــــا كـــثرةٌ، صـرخـــةٌ، مــا لـها نـُــــخْــــ...
ـــــــبَةٌ تــــعـــصر الـحلـم في الكـــُـــثــــر وَحْيـــَا

تـــــعــــــيدُ بـــــنـــــــاء الـــــــــوجــــــوه مــــراراً
وتـــــبـــذُرُ قَـــــــوْلَ "الـــنعــــْم" فـــي الخلايــــا

ســـأبـــنـــي كـــيـــانـــي وحلــمـــي بـــقبـــــــري
 أبـــــوْا أو رَضــــوا- وأخَـــلّـــِي الـــزَّوايـــــــا

أنـــــا لـــست "كــُـــمْبــَارِســًا" بــــل رئــيــسيْ
بــــكــــدِّي ســـلبــتــمْ جــميــــع الــــعـــطــايــــــا

ســـأرمــــي سبـــاتـــي بـــنـــفـــسي لــــريــــحٍ
تُــــطَــــوِّح أمـــْســـي لـــــــــيــــوم مــُـــــنَــــايــــــَا

أنــــــا قـــادمٌ، غــاضـــبـــاً، ثــــائــــرًا، لَـــــــنْ
أُوَلِّـــــي عــلـى الـــعــمـــق جــبــــن الــمــَزَايَــــا

لــــــقــــد آن عــَـــوْدٌ بــــلا رجـــعـــةٍ مـــــــــن
قــــبـــــيــل الـــجــــفــــــافِ سِـــقـــَاءًا وَرِيَّـــــــا

ســـــيطــــلـــع فـــجــــري من السبــتِ يــقظـــاً
وضـــوحـــاً، بـــلا غــامـــضٍ أو خـــفــــــايـــــا

وأُضــــحــــي وضـــوحـــاً وصـــوتي الطليــقْ
ســيكـــبـــو بـــه الــــزَّيـــفُ ثُــــمَّ الـخــــطـــايــــَا

سيــنـــدفـــــعُ الــــمــــَـاءُ مـــِـــلْءَ الـــثـــــــغــــورِ
يــــــــروي الــــعطـــاشى ويــحيــي الضحـــايــــا

واســـــــمــــي يــــــعـــــــود إلـــــــــيَّ ولــــــونـــــــــي
فمــــن ذا بــــقـــولـــــي غــــدا لــي سَمِـــيـــــــَّا؟

صفـــــائي وحـــبـــــي بُــــــعـــيـــد انــــبعــاثــــي
مــــنَ الـنَّسْيِ ركــــبـــي وتــحتــي مــَطَـــايـَــــــا

سأحـــيــا وأحـــيا وأحــيـــا وأحيــــا…
وتــــحيا مــــعـــــي، ثــــمّ يــمــــضـــونَ هَـــيّـــــَا

******


علــى هوامش الـــكــرامة

شــــــجـــر الــــــــكــــــرامـــة طُــــــــوحــــــــتْ
أوراقـــــــــــــــه يــــــــــــــــا أُمــــــــــــتـــــــــــــــــي

وبــــــنــــــــــــو الــــــعـــروبـــــــة أفــــصحـــــــــوا
عــــــــن رأيــــــــهــــــم بــــــــــجـــــــــهــــــــالـــــــة

وتــــــــفــــــــــقــــــهـــــوا وتـــــــفَـــيـــْهــــــــــقـــــــــوا
وعــــــلـــــــــى الــــــــكـــِـــــرام نـــــــــــدامــــتــــي

وســـــــــطـــــا الــــــجـــهـــــــول علـــــــى الــــرؤى
وهــــــــوى الــــفــــــــقــــيـــــه بــــســــــــكــــــتــــــة

زعـــــــمـــــــــوا عــــلــــى أولــــي الـــــــنـــُّـهــــــــى
إســــــــــــلامـــــــــهـــــــم بــــــــــــــــــشـــــــهــــــــادة

وكــــــــبــــــــيـــــــــرهــــم أفـــــــتـــى وأفــــــــ ..
ــــــتـــــــــي الــــــغــــــِـــرُّ فُـــتـــــــيـــا ثـــــــــقــــــــة

يــــــا زمــــــــنــــــــي أعـــــلـــــى الــــــــكـــــــــرا
مِ ســــــــــهــــامـــــــــــــكَ الـــــــمــــــــرمـــــيـــــــة

فـــــــــــي كــــــــــــل صَـــــــــــوْبٍ نـــــــــــــــازِفٌ
مـــــــــــــن شـــــــــــرع رَبِّ الــــــــــــــــعِـــــــــــــــزّة

فِــــــــــــي كــُـــــــــــــلِّ آن قـــــــــــــــــصـــــــــــــــــةٌ
تـــــــــــــــروي ضــــــــــيــــــــاعَ كـــــــــــرامــــــــــة

دَارُ الـــــــعـــــــروبــــــــــة فـــَـــــتَّـــــــــحــَـــــــــتْ
أَبــْـــــــــوابَــــــــهـــــــــا للـــــــــــسِّـــــفـــــــــــلـــــــــــةِ

خَــــــــــــرِبَـــــــــتْ وأمـــــــســــــى أهــــــلـــــــهــــا
لــــــــو يُـــــــــكـــــــــرمـــــــــوا بـــــضــــيـــــافــــــــةِ

إمـــــــــــــا يــــــــــــــــــــهـــــــــوديٌّ وإمــــــــــــــــْـ ..
ـــــمـــَــا مـــــــــــارق بــــــــــــــصـــــــــــــــــــدارةِ

فــــــــقــــــهــــــــاءُ صـــــهــــيــــــونَ احـــتــــمــــــوا
بــــــــفــــــــقـــــيــــــــه شـــــــــرع صــــــــامــــــــتِ

لـــــبــــســـــوا الـــــجـــــلابـــــيــــبَ الـــســـــــوا..
د إهـــــــــابــــهـــــــم يـــــــــــا بَـــلــْــــــــــوَتـــــِــــــي

هــــــــــا قـــــد تـــــبــــيّــَـــنَ ضــــعــــفــــــنــــــــا
مـــــــن حـــيــــــث جـــــــاء بــــسقـــــــــطــــــةِ

مـــــِزَقٌ مـــــــــن الأســــــــاس تــَــــــــــــــقـْـــ..
ـــضِــــــي بــــــانــــــتـــــكـــــــاس الصـــــحـــــوةِ

أوَ كـــــلــمـــــــــا ضــــعـــنـــا أتــــهـــمــــــــ ..
نــــــــا الـــــغـــربَ عـــنــــــد مـــصـــــــيــــبـــــة

بـــــاللـــــــــوم ألـــقـــــــــيـــــــنـــــــا عـــــلـــــــــى
صـــــــهـــــــــــيـــــــــونَ أو أمْـــــــــريـــــــــكــــــة

قــــــــل لـــــــي إذا الشــــــــيـــــــــطــــــانُ أوْ ..
حـــــــى للــــــــنــــــفــــــــوسِ بِـــــــحــــــــَـوْبــــــــَة

ثــــم اســـــــتـــجـــابــــت هَــلْ عَـــلَــــيــــــْـ ..
ـــــــــــــهــــــا مــــن عـــــــقـــاب جـــــــريــــــــــرة

أَجَـــــــــلْ فـــــــضعــــف الـــــــنــــفــــــــس ذا
ســـــَـــــبَــــــــــبٌ لـــــســـــطـــــــو الــخُــــــبـــُثِ.

******

ملحــقُ الــهــزيــمـة الـنكـــراء

اصــــــــــفــــــــــعْ وُجـــــــــوهــــــي وبـــــــَـــــادِرْ
هــــــــيــئــــتــــــــــــكـــــمْ بـــــالـــــمـــَـــــعـــــــــَاذِرْ

أوْ لا تـــــــــــبـــــــــادر فـــَـــــــــصَــــفْـــــــــــعــــــي
جـُـــــــــــــــرْم مـــــــــبــــــــــــــاح وصـــــاغـــــــــرْ

احــــــــمــــــــــل ســـــــلاحـــــاً جــــــــــهـــــــــاراً
حــــــــــدِّدْ مـــــــجــــــــــــالـــــي وكــــــــابـــــــــرْ

أُنـْــــــخـُــــــــــرْ كـــــــيـــــــانـــــــــي وســـَــــــــــــوِّدْ
لـــــــــونـــــــي بــــــــــعــــــــــاري وجـــــــــــــــاوِرْ

أرْضــِــــــــي بــــأرضِـــــي تَــــــــجِــــــــدْنــــــــــِي
إن شــــــــــاءَ ربــــــــــي لـــــــــصــــــــــابــــــــــــرْ

أيـــَّـــــــــــــــــــــــــانَ أُهـــــــــــــــــــــــــــــــــزَمْ أُرَدِّدْ
"صـــــــــــبــــــــــــرًا أيـــــــــــا آل يـــــــــــــاســـــــــرْ"

أيـــَّـــــــــان أُقـْــــــــــــــهَــــــــــــــرْ أُنــَـــــــــــــــــــــدِّدْ
حـــــــــتـــــى قــــــــــــضـــــى آلُ يـــــاســــــــــرْ

مــــــــن قــــــــالـــــــهــــــا قــَـــالَ صــــــــــــبــــــرًا
فـــــــــــالــــــحـــــــقُّ تــــــــالله ظــــَــــــــاهــِـــــــــرْ

لَــــــــــمْ يـــَـــــــــذَّخِــــــــــرْ أيَّ جـــــــــــهـــــــــــــدٍ
أو كـــــــــــــــان جـــــــــــــــــاراً وغـَـــــــــــــــــاذِرْ

اصـــــفــــــــعْ فـــــلـــو كـــــــان لــــــي وجـْـــ...
ــــــهٌ واحـــــــــدٌ مـــــــا صَـــــــفَـــــــــــعْـــتــَــــــــهْ

لـــــــــــو أن نــــــــســـــــــلـــــــــــي رجـــــــــــــالٌ
مـــــــا خُـــــــــنـــْــــتُ ثـــــــأري وصُــــــنْــتـــــَهْ

لَــــــــــــوْ أن شــــعــــــــري بـــــــقــــــــلـــــبـــــــــي
والـــــــــحـــــــقَّ دَأبــــــي لـَــــــخـــــــفْــــــتـَــــــهْ

لـــــــكـــــنـــــــنـــــــي غــــــيـــــرُ شـــــــعـــــــــري
والــــمـــــجــــــد مـــــجـــدي قـــــــبــــَــسْــتَـــــهْ

أيٌّ رجــــــــــــــــــــــالـــــــــــــــــــــــــــــــــي ! وأيٌّ
مـــــــنــــهـــــــــمْ بـــــــــمــــالٍ غـَـــــــويــتــَـــــــــهْ ؟

اصـــــفــــــعْ وســـــامـــــــِحْ خـــــضــــوعـــــــي
مــــــهـــــــمـــــا ســـــلامـــــي غـــــــــصـــــبــتــَــهْ

أوَّاه مـــــــنـــــي، مـــــــن رجــــــــــــالــــــــــــــي
تـــــــبّــاً لـــــشــــــمــــــــلٍ فَـــــــرَقـــــــــــْــتـــَــــــهْ

ســــــــحــــــــقـــاً لـــــــغـــدْرٍ بـــــِـقــــــلــــــــبـــــي
ســــــــــــرًّا وجــــــــهـــــــراً كـــَــشَــــــفْــــــــتَـــــهْ

أمـــلــــــيــــتَــــــنــــــــي غــــذر قـــــــلــــبــــــــي
والـــــــزهــــــــرَ سُــــمـــّــًا ســـــــــقــــــيـــــــــتــــــهْ.

******

قــلــعــة الكـــرامة

بــــيــــــــدي أُشـــــيـّـــِد قـــلـــعتــي لـــو أنّــَهمْ
تــــــــركـــــــــوا يــدي وساعـــدي أحــــرارا

بـــــــيــدي أُغَـــــيّـــِر وجــــهتــــــي لـــــــو أنني
طـــيــــــر الـــبـــــراري يــــعشق الأسفـــــارا

لــــــكـــــنـهم شـــــلـــــوا الإرادة والــــــيــــدا
رفـــــضــــــوا الــــحضــارة اعدموا أفكــــارا

لا حـــــــــــيــــــاة لــــــمــــــــــــــن أنــــــــــــــا...
دي وصـــــــــــــوتي بــــــــــــــــلا صــــــــــــدى

إنــــــــنــــــــــــــــــــي مُــتـْــعَـــــــــبٌ وخَــــــوْ...
فــــــــــــي مــــــــــــــن الــمـــــــــوت هـــــــــــدَّدا

لـــــــكــــــــن ســـــأبــــــقــــــــــى صــامـــــــــدا
وطـــــــنـــــــــي لا يـــــــــــحــــــــبــــــنـــــــــــــي

وأُحـِــــــــــــبّـُــــــــــــــــــــــــه آبِـــــــــــــــــــــــــــدَا
غــــــيـــــــــــــــر أن الـــــــــــــــدجــــــــى طــــَال

وســـــــــــلاَ الـــــــــفـــــــــجــــــــر مــــــــوعــــــدا
لـــــــــــكــــــــن ســـــــأبـــقــــــــى صـــــــــامــــدا


** ****

بـــكــي الــحــجـر

يـــــــــهتـــف "وإسلامــــاهْ" صمتُ الضجـــــــــرْ
للــــــدين حـــنتْ أعمـــاق صَلْدِ الــحــجــــــــرْ

يـــبــكــــي الــحــــزانـى من حزنهم ما بَكــَـــــــوْا
والـــبكــــيُ من صخـــر فـــاق بَكْـــيَ البَشَـــــرْ

يــــصـــرخ مـــنْ قــــهـــرٍ آهِ مــــن مــسلـــمــــــــي
قـــــــولٍ، تـمــــنــَّـــــوْا والأمــنــــيـــــاتُ صُـــــوَرْ

مـــجمــــعـــــهـــمْ إمـــا السخط فــي جــــبــنــهِ
أو ذكـــــر أطــــــلالٍ فـــي لــيالــــي سَمـَـــــــــرْ

أَوْ ثــــــــورةٌ جـــــــوفــــاء الــنهـــــى، يــا لــهـــــا
إنْ أَزبَـــــــدَتْ ظَــــــنَّ اللــــيـــــثُ منهمْ خطـــــرْ

أَوْ حــســــرةٌ مـــــلء الـــــقـــــولِ مــــُحــــبِطَــــــةٌ
الطفــــل منهــــا فــــــي بطن الأم اكــْـفـَـــهَــــــــرْ

"كـــُـــــــنَّا وكــــانـــوا" هـــــذي منــاحاتـــــهــــمْ
والـــــعـــــزمُ فيهــــم كــــالـمــجد طيف عَــــبــــَـرْ

شــكــــوايَ نـــارٌ فــــــي الـــقــلب من غيــــــــرةٍ
غــــابــــَتْ مـــع الذكــــرى أَمْ دَمٌ يُـــــــــعْتَــصَــــــرْ

قــــــــال الأُلـــــى والأحــــفـــــاد لــــم يـَــــــفعلـــــــوا
والـــــقـــــول مــــن جَــــدٍّ للـــبـــنــــــــيــنَ عِـــــبَـــــرْ

قـــــال رســـــــــــــــولٌ أقـــــــــوال مـــــيــــــســـــرةٍ
نــــــــاجـــــــــعــــــــةٌ والأقـــــــــــوال مـــنــــه دُرَرْ

والــــــــصـــــحــــــبُ كــــــانـــــــوا في إثرها قُـــدْوةً
بكــــــياً علــــــيهمْ، بكـــــــياً علـــــى مَنْ كــَفَـــــــرْ

يــــــا حزنــــــي والأمــــــجـــــادُ قد سُـــرِقـَـــــتْ
والكــُـــــتـْـبُ، أَيـــْنَ الـــفـاروق، أَيـــــْـنَ عُـــــمَــــرْ.

******

يا حاكمي

اِرمني برصاص قناصيكْ
وتقارير مخبريكْ
لكنْ لا تهملني...
اِمنحني فرصة للكلامْ
وبعدها لا ترحمني
لكن لاتهملني...
أنا موجود وإن حجبني حاجبوكْ...
اِن كنت تدري أو لا تدري
أنا أستحقك و أنت تستحقني
و(كيفما كنتم يُولَّ عليكم)
يا حاكمي
أنت أزلي
وكذا أزليٌ غضبي
فلم تطالبني بالنسيانْ
لطالما تصاممتُ وتعاميتْ
وتجاهلت وتحاشيتْ
لكن ظلمك النفَّاذ في جلدي
وعقلي وكل كياني
أوقعني في المحذورْ
اِخترقَ عوازل صمتي و صبري
وجدران حيائي وخجلي
وعلمتُ للتو أنني
أزلي الثورة والضميرْ...
ولن يكفيني فيك رصاص الكلامْ
اِما أنا وإما أنتْ
بوطن لا يسعنا نحن الإثنانْ...
ألم تعِ إلى الآنْ
أن مخبريك سجنوك أنت لا أنا
في قلبك المهجورْ
من حب الناس و حبي
إن شئت سلمتك مفتاح بيتي
وانظر ماذا يكونْ...
حينئذ لن تكفيَكَ بطانة السوءْ
ومخبرٌ بالشر موبوءْ
شعبأ أو هيلمانا...
لن يغرد عصفورْ
بقلبك المهجورْ...
يا حاكمي
ضليع أنت في التناسي
لكن...
تذكر هذه المرة كيلا
تقع في المحذورْ...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى