الأربعاء ١٨ آب (أغسطس) ٢٠١٠
بقلم كوكب دياب

قلبي...!

.
أَرَبُّ خـلـقـتَ لـــي قـلـبًا
يــحــارُ بــأمــرِه فــكــري

قــد اتّـسـعَتْ بــه الـدنيا
وضـاق بـما حوى صدري

أراه مــحــلّــقًــا جـــــــوًّا
وأعـمقَ مـن مـدى البحر

تَــلاطَــمُ فــيــه أمــــواجٌ
كــلـطـمِ الــمـدِّ والــجـزرِ

يـضـاهي الـمـاءَ لـينًا بـلْ
يــفـوقُ صــلابـةَ الـصـخرِ

يــواجــهُ كــــلّ إعــصــارٍ
فيلقى الطعنَ في الظَّهر

يـكـيدُ سـفـاهةَ الـحُسّادِ
بــالــغـفـرانِ والــشــكــرِ

يُـزيـلُ الـسوءَ بـالحسنى
ويـمـحـو الــشـرَّ بـالـخير

يـطيقُ عـن الـجوى صبرًا
ولــم يـصـبرْ عــن الـصـبرِ

يــدافــع عــــن مــبـادئـه
ويَـدفـعُ بـي إلـى الـجمرِ

غــريــبٌ أمــــرُه، مــــاذا
أداري مــــنــــه؟ لا أدري
***
إلـهـيْ كــنْ مـعـي إنّـي
إلــيــكَ مــفـوَّضٌ أمـــريْ

وتـعـلمُ وحــدكَ الأســرارَ
مــا يَـخـفى ومــا يـجريْ

فـقـلـبي بـــاتَ مـضـطربًا
ومِــنْ يُـسْـرٍ إلـى عـسرِ

ومـــنْ هـــمٍّ إلــى هــمٍّ
ومـــن فــكـرٍ إلــى فـكـرِ

يـظلُّ يـطوفُ فـي صدري
ومــن شـطرٍ إلـى شـطرِ

وحـسـبيَ أنّ حـبّكَ فـيه
بــاقٍ لــي مــدى الـدهرِ

فـمـنه أنَــرْتَ لـي دربـي
ومنه بسطتَ في عمْري

وفـيـه رَسَـمْـتَ أحـلامي
كـما سـرّيْ كـما شِعري

وفـيـه رفـعتَ مـن قـدْري
وفـيـه بـنيتَ لـي قـصري

وفــيـه عــقـدْتَ إيـمـاني
هدىً في مهجتي يجري

بــه أمـشـي بــلا وجَــلٍ
فـوَيْـقَ الـسـهلِ والـوعـرِ

فــحــبّـكَ ربِّ لا يــفـنـى
هـــدًى يـقـوى بــه أزري
***
أَقـــلْــبُ إلامَ تــقـهـرُنـي
فتسْلبَ من يديْ أمري؟

تـقـاسي الـليلَ مـن ألـمٍ
وتــأفُــلُ مـطـلـعَ الـفـجـرِ

أريـكَ الـشمسَ سـاطعةً
تُــريـنـي أنــجـمَ الـظـهـرِ

فــكــمْ بُــلِّـغـتُ أحــلامًـا
وعُــدتَ بـها إلـى الـصفرِ

وكـم - للهِ درُّكَ - خُنتَني
مـــن حــيـثُ لا تَـــدري!

أأنــتَ الـحـاكمُ الـقـاضي
وعــبــدٌ فـــي رِدا حـــرِّ؟

وتَـنـظرُ فــي مُـحـاكمَتي
غـدًا فـي موقفِ الحشرِ؟

وَتُــمْـعِـنُ فـــيَّ تـعـذيـبًا
غــداةَ سـينزوي زهـري؟

فــدعْ عـنْـكَ الـهوى إنّـي
أراكَ تــفـرُّ مِـــنْ صــدريْ

وَكـم من واهـمٍ يـسعـى
لِأنْ يــرمــيـكَ بــالــذعـرِ!

وَيَـبـغـي وهْـــو مُـحـتـقرٌ
يـدوسُ الـكوكبَ الـدّرّي!!

فَـكـيـفَ لـدُجْـنَةٍ ســوداءَ
تـدنوْ مِـنْ سـنا فـجريْ؟!

أيَـرجِعُ لـيْ وَيَـرْجو الـعفْوَ
مَـنْ لـمْ يُـبْقِ مِـنْ عُذْرِ؟!

فــلا، لا، لا، فـلـستُ أنـا
الـتي سـأعودُ فـيْ إثريْ

ولا أنــــا مَــــنْ سَــألْـدَغُ
مـرّتـيـنِ إذًا مــنَ الـجُـحْرِ

وَحـسبيَ مِـنْ عدوِّيَ أنْ
يـموتَ أسـىً لدى ذكْري

لِــيَـعْـلَـمْ أنّ مــعـتـقَـدي
أنِ الـعـاديْ لَـفـي خُـسْرِ!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى