الأحد ٧ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

قَارِئَة الْكَف

كمال قبيل

هَاتِ كَفَّكَ يَا وَلَدِي
لِأَرَى مَا لَدَيْكَ فِي الْأَقْدَارْ
فِي قَدَرٍ الْحُبِّ هَذَا الَّذِي
يَجْعَلُ الْقَلْبَ فِيهِ يَحْتَار
وَيَزْرَعُ الْإِيمَانَ فِي الْمُلْحِدِ
وَيَجْعَلُ الدَّمْعَ فِيهِ أَنْهَار
وَيُصْبِحُ الْعَبْدُ مِثْلَ السَّيِّدِ
ويُصْبِحُ الَّليْلُ مِثْلَ النَّهَار
فَابْرُقِي يَا سَمَاءُ وَارْعَدِي
وَارْفَعِي عَنِ الْمَجْهُولِ السِّتَار
أَبِكَفِّي هَذِهِ وَخُطُوطِ يَدِي
تَرْسُمِينَ وَجْهَ الَّتِي أَخْتَار
وَتَعْرِفِينَ هَلْ هِيَ فِي بَلَدِي
أَمْ هِيَ فِي آخِرِ الْأَقْطَار
وَتَعْرِفِينَ عَنْهَا مَا تَرْتَدِي
وَمَا طَرِيقَتُهَا هِيَ فِي الْحِوَار
هَاتِ كَفَّكَ يَا وَلَدِي
وَلَا تَسْأَلْنِي إِنَّهَا أَسْرَار
لَا أَمْسُكَ يَسْبِقُ غَدِي
وَلَا الزَّمَانُ لِأَحَدٍ يُعَار
وَلَا تَسْأَلْنِي هَلْ هِيَ نَاعِمَةٌ
أَمْ هِيَ شَائِكَةٌ كَالصَّبَّار
وَهَلْ ضِحْكَتُهَا تَهُزُّ الْكَوْنَ
وَهَلْ مِشْيَتُهَا خُطَى أَوْتَار
وَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ اِمْرَأَةٍ
هَلْ لُقْيَاكَ بِهَا فِي قِطَار
أَمْ فِي مَقْهَى لِلْعُشَّاقِ
أَمْ فِي بَحْرٍ بِلَا قَرَار
أَمْ لُقْيَاكَ بِهَا فِي حُلُمٍ
عَمِيقٍ عُمْقَ الْآبَار
أَمْ هِيَ الَّتِي سَتَأْتِيكَ
وَتَبْحَثُ عَنْكَ فِي الْأَشْعَار
فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ الشِّعْرِ
أَوْ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ الدَّار
لِتُبْطِلَ عَصْرَ عَادَاتِ الْمَاضِي
وَتَفُكَّ عَنْ يَدَيْهَا الْحِصَار
وَيَأْتِي الْحُبُّ بِلَا مِيعَادِ
وَيَبْقَى الْقَلْبُ عَلَى انْتِظَار
وَتَكُونَ هِيَ أَوَّلَ اِمْرَأَةٍ
تَجْتَازُ عُقَدَ الْأَفْكَار
وَتَسْتَقْبِلُ سَيْفَ الْقَبِيلَة
وَتَسْتَنْكِرُ ظُلْمَ الْقَرَار
وَتَكُونَ هِيَ أوَّلَ اِمْرَأَةٍ
تُقِيمُ لِلْحُبِّ اعْتِبَار
وَتَبْقَى مَعَكَ طُولَ الْحَيَاةِ
وَتَنْزِعُ عَنْ عَيْنَيْكَ الْغُبَار
وَتَضُخَّ فِيكَ دَمًا جَدِيداً
ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الْيَسَار
لَا تَيْأَسْ يَا وَلَدِي أَبَداً
إِنِّي أَرَى ضَوءً قَدْ أَنَار
فِي خَطٍّ مِنْ خُطُوطِ الْكَفِّ
هُوَ فِي خَطِّ الْحُبِّ أَنَار
لَا يُمْكِنْ هِيَ أَوَّلُ كَفٍّ
أَرَى نَعِيمَهَا بَيْنَ النَّار
تُوثِرُ الْمَوْتَ وَلَا تُبَالِي
إِذَا الْمَوْتُ كَانَ الْخَيَار
فِي سَبِيلِ حُبِّ مَجْهُولَةٍ
حَتَّى الْجَهْلُ مِنْهَا يَغَار
مَا إِسْمُهَا وَمَا شَكْلُهَا
هَلْ مِثْلَكَ تَهْوَى الْأَسْفَار
وَهَلْ مِثْلَكَ تَهْوَى الْجُلُوسَ
فِي صَمْتٍ تَحْتَ الْأَمْطَار
وَهَلْ مِثْلَكَ تَهْوَى الصُّعُودَ
فِي اللَّيْلِ فَوْقَ الْأَشْجَار
وَهَلْ مِثْلَكَ تَهْوَى الْغِنَاء
لِبِتْهُوفن وَبَاخْ وَمُوزَار
وَتَنْحَنِي كُلُّ خُدُودِ الدُّنْيَا
لَوْ يَعْتَرِي خَدَّهَا الْإِحْمِرَار
وَيَخْجَلُ مِنْهَا حَتَّى الْمَلَاكُ
حِينَ تَقُومُ بِالْإِعْتِذَار
أَمْ أَنْتَ لَهَا أَوَّلُ بَخْتٍ
أَمْ جِئْتَ فِي آخِرِ الْمِشْوَار
آهٍ عَلَيْكَ يَا وَلَدِي
مِنِ امْرَأةٍ تَسْبِرُ الْأَغْوَار
تَلْعَبُ دَوْرَ دَقَّاتِ القَلْب
وَتَلْعَبُ أَيْضاً دَوْرَ الْأَزْهَار
تَقْتُلُ فِي يَدَيْهَا الْحُزْنَ
وَتَقْهَرُ أَعْظَمَهَا الْأَوْزَار
وَتَأْخُذُكَ لِلْبَحْرِ وَتُرْجِعُكَ
وَلَمْ تَرْوِ عَطَشَكَ الْبِحَار
وَتَقُولُ لَكَ أَنَا اِمْرَأَةٌ
عِنْدِي الْحُبُّ عَيْبٌ وَعَار
وَتَحْرُسُنِي الْجِنُّ وَوُحُوشٌ
وَتَأْتِينِي هَدَايَا بِاسْتِمْرَار
وَمَهْرِي جِبَالٌ مِنَ الْيَاقُوتِ
مَنْقُوشٌ فِي بَاحَاتِ السِّوَار
وَجُيُوشُ قَلْبِي ثَكَنَاتٌ
تَتَأَهَّبُ دَوْماً فِي اسْتِنْفَار
وَإِنْ شِئْتَ فِي الْهَوَى إِرْغَامِي
فَاسْتَعْمِلْ أَسَالِيبَ الْكِبَار
فَلَنْ أقَعَ مِنْ نَظْرَةِ عَيْنٍ
أَوْ فِي اخْتِلَاقِكَ أَيَّ شِجَار
أَو أَنْ تُهَيِّئَ لِجُلُوسِي الْمَقْعَدَ
أَوْ تُشْعِلَ لِي عَمُودَ السِّيجَار
أَوْ تَحْضُنَنِي بِدَافِعِ الْخَوْفِ
وَتَفْتَعِلَ شُعُورَكَ بِدُوَار
هَذِهِ كَفُّكَ يَا وَلَدِي
وَهَذَا بُرْكَانُكَ قَدْ ثَار
وَهَذَا الزِّلْزَالُ سَيَضْرِبُكَ
فَاحْذَرْ مِنْ غَدْرِ الْإِعْصَار
وَلَيْتَ الْقَصِيدَةَ لَا تَنْتَهِي
وَلَابُدَّ أَنْ تَنْتَهِي الْأَشْعَار
وَيَبْقَى الْحُبُّ فِي عِلْمِ الْقَلْبِ
وَيَبْقَى الْغَيْبُ فِي عِلْمِ الْقَهَّار

كمال قبيل

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى