الاثنين ٣ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦
بقلم محمد خالد الفجر

كتابة الذكريات

إن التردد في كتابة الذكريات هو واقع في حياة الإنسان؛ لأن تدوين الذكريات مرآة لحياة فرد خلقه الله كباقي البشر ممتعا بالعقل، والتمييز .

كتابة الذكريات من الأمور المهمة في حياة الفرد، وترجع الأهمية إلى كون هذه الذكريات مختبرات تقوم على مجموعة من التجارب يُصقل فيها الإنسان، فكلما احتفظ بها كانت له نبعًا ثرًا يرى فيه كثيرًا من الحلول لما يمر به في لحظته الراهنة.

وبناء عليه فلم تعد كتابة الذكريات عندي تقوم على موقع صاحبها في الساحة الفكرية، والعلمية والاجتماعية، بل ترجع إلى كونها مدرسة، بل دواء ناجعا لكثير من اليأس والخمول والقلق الذي يكون نتيجة موقف، يعيق حركة الفرد، ويوقفها . فيكون الدواء جرعة من ذكرى مر بها وتعرض لما يشبه هذا الموقف، وكيف أصبح يرويه الآن وابتسامة تعلو محياه . عندها يعيش قول الحبيب المصطفى : (( واعلم أن الفرج مع الشدة، وأن مع العسر يسرا)).

ربما أكون تجاوزت الحد عند وصفي للذكريات بالمسلسل، ولكني لا أعني بذلك أن الذكرى كذبة، أو أن الحياة التي عاشها الإنسان كمسلسل عرضت حلقاته وانتهت، وقام على كذب الممثلين، وإنما عنيت أن الذكريات تشكل بحلقاتها سلسلة من الأحداث، فتصبح وأنت تسترجعها كأنك تشاهد مسلسلا، فيه ممثلون، ومواقع تختلف باختلاف الزمن، وتتنوع بتنوع الحدث.

فكل منا له مسلسله، بل ربما في كل سنة كان لك مسلسل، وأتجاوز لأقول: إنك في كل شهر تعيش ثلاثين حلقة من مسلسل أنت بطله، وربما تستطيع القول: إن اليوم الواحد فيه من الأحداث ما يشكل مسلسلا قائما على حلقات مختلفة المضامين، ولكن يجمعها شيء واحد، هو البطل الذي تدور كل هذه الحلقات حوله.

فكل منا إذا بطل مسلسل طويل، عنوانه محطات في حياة إنسان ما، محطات سيستقي منها حلول مستقبل آتٍ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى