السبت ١٣ نيسان (أبريل) ٢٠١٣
بقلم كوكب دياب

كذبَ الشعراءُ ولوْ صَدقوا

.
يــــا قــلــبُ إلامَ أنــــا قــلِـقُ
والـــحــبُّ أمــامَــك يَــأتـلِـقُ؟

أتُـــصــدِّقُ شــعــرًا مُـخـتَـلَـقًا
وتـــكَــذِّبُ قــلـبًـا يَــحـتـرِقُ؟!

ويَــــغُـــرُّكَ لَــــفْـــظٌ فَـــتَّـــانٌ
والـمَـعْـنى مُـبـتَـذَلٌ خَــلَـقُ؟!

ويَـضـيمُكَ مِــنْ صِـدْقٍ صَـمْتٌ
والـشـعـرُ بِـحـبِّـكَ مُـخْـتَـلَقُ؟!

وَإلامَ تَـــبَــاتُ عــلــى كَــمَــدٍ
وعَـلـيْـكَ يُـسـاورُني الـقـلَقُ؟

إن أبْـــدى الـشِّـعْرُ لـنَـا سِــرًّا
فَــالــسِّـرُّ عــلـيـنـا مُـنْـغَـلِـقُ

لا الــبـحـرُ يــــدلُّ عــلـيـهِ ولا
فــي الـبَـرِّ هَـدَتْكَ لـهُ الـطرُقُ

إهـدَأ، مـا الشِّعرُ سوى سِحْرٍ
لا حِـــــسٌّ فــيــهِ ولا رَمَــــقُ

إنَّ الــشــعــراءَ إذا شـــعَــروا
صَـدقوا فـي الـقولِ وما صدقوا

فــالــحـبُّ بِـعُـرْفِـهُـمُـو حــبْــرٌ
لــــولاهُ لَــمـا شَــعَـرَ الـــوَرَقُ

فـي الـشَّعرِ جميعُهمُ احترقوا
وَهُــمُ الـعـشّاقُ ومـا عَـشِقوا

فـتَـراهـمْ فـــي بــحـرٍ عـامـوا
وبــبـحـرٍ آخــــرَ قــــد غــرقـوا

وبــكـلِّ عـمـيـقٍ قـــدْ هـامـوا
وبــغــيـر فِـعـالِـهِـمُـو نَــطَـقُـوا

أسْــــرَى والــقَـيـدُ بـأيـديـهـمْ
فـمـتى مــا شــاؤوا يَـنْـطلقوا

وإذا غِــيـظـوا كــانــوا أُسُــــدًا
يَــنـشَـقُّ لأجــلِـهـمِ الــفَـلَـقُ

وتــراهــمْ حـيـنًـا كـالـمـرضَى
أو جَـرْحَـى أو قـتْـلى صُـعِـقوا

والــعــقـلُ لــديـهـمْ مــفـقـودٌ
والــعـيـنُ أطــــاحَ بــهـا الأرقُ

والــقـلـبُ يُـقَـلِّـبُـهُمْ وَهُــمُــو
مِـــنْ كُــثْـرِ تَـقَـلّـبِهمْ عَــرِقـوا

والـــكـــلُّ ذبـــيــحٌ مــظــلـومٌ
يَـتـلـوّنُ مـــن دمِــهِ الـشـفقُ

لــو شـئْـتَ تُـسـائلُ عَـنتَرَهمْ
لأجــــابَ بـدمـعـتِـهِ الـغَـسَـقُ

وحـسـبتَ الـدّنـيا قــدْ فـاظتْ
مــن شــدّةِ مــا عـانَـوا وَلَـقُوا

فــالـكـلُّ عــجـيـبٌ مـخْـتَـلِـفٌ
مِـــنْ كــلِّ تــرابٍ قــدْ خُـلِـقُوا

فـهـنا سـكـرانُ ولــمْ يـشـربْ
وهــنــالـكَ مــجــنـونٌ تَــئِــقُ

هــــذا مِــــن نــــارٍ مـحـتـرقٌ
وأولاءِ بِــأدْمُــعِــهـمْ غَـــرِقـــوا

ولـــهــذا مــهـجـتُـهُ الــحَــرَّى
وهَـــواهُ الـخُـرْسُ بــهِ نَـطَـقوا

ولـــــذاكَ فـــــؤادٌ مُــنـقـسِـمٌ
تـتَـقـاسَـمُـهُ فِـــــرَقٌ فــــرَقُ

فَــيُــحَـضّـرُ مـــنــهُ مَـــوائِــدَهُ
فــهـنـا طَــبَـقٌ وهــنـا طَــبَـقُ

وتَــــراهُ يُــحــبُّ بــــلا قــلـبٍ
وعَــلــيــهِ قـــلـــوبٌ تَــتّــفـقُ

ولـــذلـــكَ أفـــئــدةٌ شـــتّــى
ولآخَــــــرَ ألــــــفٌ تــحــتَــرقُ

فـاعْـقِـلْ يــا قـلـبُ ولا تَـقـلقْ
مــا جــازَ مَــعَ الـعَـقلِ الـقـلقُ

تَــنْــتَـابُـكَ بـــاقَـــةُ أشـــعــارٍ
فـي الـحبِّ ونـاظِمُها الـمَلَقُ؟

مــــا الــحـبُّ بـحِـبْـرٍ أو بَــحْـرٍ
ومَــذاهِــبِ شِــعــرٍ تُـعْـتَـنَـقُ

فــعُــهـودُ الــشَّـاعِـرِ بــاطـلـةٌ
لا حِـــــبْــــرٌ ثَــــــــمَّ ولا وَرَقُ

فـتـرى الـشعراءَ مـتى عَـلِقوا
عـافُـوا مــنْ كـانـوا قـدْ عَـلِقوا

فـهُـنـا حَــفـروا وهُـنـا طَـمـروا
ونَـسُـوا الـمـيثاقَ ومــا وَثِـقـوا

والــكُـلُّ يُــحِـبُّ عـلـى حَــرْفٍ
إن لـــمْ يَـلـقَـوْا حُــبًّـا حَـنِـقوا

حــفـروا لـمَـشـاعِرِهمْ نَـفَـقًـا
فــانْـسَـدَّ بِـكـذْبِـهـمِ الــنَّـفَـقُ

أتــظـلّ تـــردّد فـــي صـمـتٍ:
قـدْ يَـصْدُقُ يـومًا مـا اخْـتَلَقوا؟

لـــو كـانـوا قــد صَـدقـوا يـومًـا
في الحبِّ لَما في الشعرِ بَقُوا

فـالـشـعـرُ الأحــلــى أكــذبُـهُ
والــقَـوْمُ عـلـى هــذا اتَّـفَـقوا

فــخُــذِ الأشــعــارَ مُــسَـطّـرةً
ودَعِ الـعـشّـاقَ ومــا عَـشِـقوا

لـــن يَــصْـدُقَ واحِـدُهـمْ أبَــدًا
كــذبَ الـشـعراءُ ولــوْ صَـدقـوا

إلاّ مَــــنْ خــــافَ مَــقــامَ اللهِ
فــــلا جَــحَــدوهُ وَلا فَـسَـقـوا

وَبِـــذكْــرِ الله سَــمَــوْا ذِكْــــرًا
بِـلـسـانِ الـشـعـرِ لَــهُ عَـبَـقُ

كـذبوا! صدقوا.. صدقوا! كذبوا!
فــــإلامَ تَــشُــكُّ ولا تَــثِــقُ؟!

مـــا ذنْـــبُ أُقـــاحٍ تَـسـألُـهُ؟!
لَـــمْ يَــبـقَ عـلـى عُــودٍ ورَقُ

فــارتَـحْ يـــا قـلـبُ ولا تَـسْـألْ
فَـمَتى الـشُّعَرا بِـالحُبِّ رَقُوا؟!

لـلـحُـبِّ مَــبـادئُ لا تُـنْـسَـى
وعـمـادُ الـشـعْرِ هُــوَ الـخُـلُقُ


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى