الجمعة ١٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم إيمان أحمد

كـفـى

كفاك استغلالًا لشاعريّتي .. كفاك استغلالا لعشقي السرّي .. ودوائي المضاد للاكتئاب آخذه على غفلة من الجميع أمام شاشة جهازي .. تعلم جيدًا أنني أنسى تمامًا كل أخطائك حالما أتناول جرعتي الشِعْريّة أو الروائية حيث أسافر فيها مع أبطال يأخذونني معهم حيث أحبوا وكرهوا، ويشاركونني وعودهم، دموعهم، خيانات وقصصًا أخرى لا تشاركني قراءتها .. أمارس معك جنوني في كلّ مرة أخرج فيها من عالَمي السرّي.. وأنت بصبر عاشق .. تحتملني .. ثم، وبخبث رجل تنال مني ما تريد ..

أنت لا تحبّ الأدب .. وذلك العالَم الذي يأخذك إليه دون أن تتحرك من مكانك .. أنت حتى لا تحاول .. تطلّ على شاشتي فجأة كما يحلو لك دائمًا، تسألني بسخرية عن أيّ كذبة سأقرأ اليوم، تتهم الكتاب جميعًا بالكذب، وإضاعة أعمارهم في اختلاق قصص أرادوا أن يكونوا أبطالها، تقول: "لِمَ لا يعيشوها وحسب؟" تظنّ أن كلّ الآخرين يشاركونك الجنون ذاته، والتحرر من سوى ما تريد تحقيقه .. أم أنّ الآخرين كلهم يمتلكون مفاتيح حياتهم كما تفعل أنت؟ أنت مغرور .. معتدّ جدًا بنفسك درجة التكبّر عن قراءة الآخرين .. ألأنك لا تريد لأحد أن يقرأك؟ تخشى أن أعرف مفاتيحك وألج دهاليزك السريّة؟ أن أعبث بذاكرتك وأتمكّن من مراكز قوّتك؟ أن أغيّر معتقداتك لأضعني قِبْلَتك الأولى.. وأحوّل طقوسك المقدسّة إلى أخرى تمامًا غير التي اعتدتَ ممارستها؟ سأجعلك تقوم بتعميد روحك بي كل صباح وتتلو سورة الإخلاص كل مساء قبل أن تغفو بين ذراعيّ.. فأؤَمن على صلاتِك .. وأعلنُك عبدًا صالحًا في ملكوت العشق .. وأُعْلِنُنَا زوجًا وزوجةً من نوعٍ خاص..

أنت بالتأكيد لا تريد ذلك .. تريد أن تبقى حرًا، رغم أنّك لا تطيق فراقي، كما تخبرني كلّ ليلة، أنت لم تنطقها أبدًا .. لكنّك قلتها لي بكلّ ما سوى الكلمات .. عيناك، صوتك، شفتاك، صدرك عندما تضمّني إليه، أصابعك التي تحب تمسيد شعري.. أنت تعترف وأردّ عليك بقصائدَ مجنونة لم تكتمل أبدًا لأنك لا تسمح لي بكتابتها قبل أن أنساها.. تقول لي بتحدّ "لا تكتبيها .. انقشيها على جسدي، لو أنّكِ صادقة" .. فآتِي إليك ومعي الدليل..

قبلك- يا حبيبي- كنتُ أكذب .. كنتُ أكتبُ لأشخاص عبروا أوراقي ولم يعبروني .. والآن، سأتوقف عن الكتابة على الورق، ولتكن كل قصائدي فيك ثلاثيّة الأبعاد ..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى