الأربعاء ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٦
الفنان التشكيلي الفلسطيني عبد الناصر عامر:
بقلم إمتياز المغربي

لأجل أطفال فلسطين أنا أرسم

الفنان التشكيلي عبد الناصر عامر

عانق الفن التشكيلي منذ نعومة أظفاره نشاء في الفن وللفن ومع الفن كان يرى كل ما يحيطه لوحات رسمها او سيرسمها ،جسد معاناته كمواطن من غزة و فنان رغم عدم توفر الإمكانيات وهروب القدرات والكفاءات الى الخارج ولكنه بقي في وطنه ليرسم لفلسطين ولنفسه كشاب وجد في فنه عمق يلاحظه من يرى لوحاته.التقيناه خلال معرض حمراء الذي اقامه المركز الثقافي الفرنسي في مدينة رام الله حيث تواجد الفنان التشكيلي عبد الناصر عامر على جهاز الكمبيوتر من قطاع غزة وهو من مخيم خانيونس قضاء قطاع غزة و يعمل كمنسق للفن التشكيلي في جمعية الهلال الاحمر منذ عام 2000 وكان يعمل في قطاع البناء واعتقل عامر اول مرة وهو في سن 18 عام وكان مجموع سنوات الاعتقال 4 اعوام تحدثنا اليه في حديث خاص "بالقدس".

تحدث عامر عن بداياته في الفن التشكيلي فقال:"بدأت بالرسم منذ ان كنت في الصفوف الاولى الابتدائية حيث توفرت لدي الموهبة والهواية ومع مرور الوقت التحقت بالعديد من الدورات التي صقلت شخصيتي الفنية وموهبتي وجعلت مني فنان تشكيلي اعرض لوحاتي في المعارض و انا عتبر لوحاتي بمثابة اولادي".ويشيرعبد الناصر الى ان امه تحب الفن و تدعمه الى جانب اصدقائه دعموه من الناحية المعنوية لكي يمارس هوايته بشكل محترف قبل ان يسافر عبد الناصر الى مدينة فرنسا اقام العديد من المعارض في فلسطين.

واشار عامر الى انه لا يقدر ان يعمل لوحاته التي يفضل رسمها ذلك لانه لا يمتلك النقود من اجل ذلك و لسان حاله يقول اصرف على الفن ولا اصرف على اهلي تحديدا في هذه الضروف الاقتصادية الصعبة التي نشهدها حاليا ويقول"مشروع معرض اين لوحاته 4 متر في متر وثلاثين اين المؤسسات التي ستشتريها، يوجد مؤسسات ونريد من يدعم ولكن كأنه الفنان يجب ان يسافر للخارج دائما لكي يصبح مشهور و لكي يتبناه احدهم.ويعاني عامر حسب قوله من مرض يسمى مرض الغيرة المتفشية بين الفنانين التشكيليين في المنطقة فهم بعيدون عن بعضهم وكأن كل واحد منهم يعيش في عالمه وحده دون وجود زملاء له في الفن ويؤكد على انه لم يكن يعاني من ذلك قبل ان يحترف.

ويؤكد عبد الناصر على ان هنالك شيء وحيد في رأسه يرسم من اجله وهو الاطفال الصغار يمدونه بالاصرار على الاستمرار في الرسم و ان كل الاعمال الفنية التي قام بها هي من الاطفال و لهم .واشار الى انه قد اقام معرضا في فرنسا كان اسمه فاطمة واستوحى لوحه في من خلال طفله صغيرة كانت تلعب على المراجيح الموجودة بجانب الهلال الاحمر عندما كانت تعود من المدرسة ويقول انا رسمتها لانها كانت تعني لي فلسطين كلها.

واشار ناصر الى انه كان قد عمل في الجرافيك الامر الذي جعله يتعامل مع الورق بشكل مباشر ويحس بالون الاسود و الرق الابيض الامر الذي جعله يخرج بالوان مميزة في لوحاته،كان عبد الناصر يهوى الرسم باللونين الابيض و الاسود ولكنه في معرضة هذا اضاف اللون الاحمر الذي اكتسبه خلال سفره الى فرنسا حيث ان المدينة في الليل يطغى عليه اللون الاحمر الامر الذي طغى ايضا على لوحاته واشار الى ان معظم اللوحات في معرض حمراء رسمت في فرنسا.

وعن تناوله للمراة في لوحاته قال:" أرسمها عندما احس بصدقها والمراة هي شيء جميل وابتعد عن المفهيم الحديثة لتحرير المراة لانها بنظري لا تلائم المراة الفلسطينية فهي مثقفة ومتحررة اكثر من الغربية"ويشير عبد الناصر الى ان معظم لوحاته تكون على شكل امراة .

افتتح عامر العديد من المعارض الفردية منذ عام 1998 وحتى لان كان منها معرض اين في قاعة مؤسسة عبد المحسن القطان في رام الله ومعرض اخر في صالة المركز الثقافي بجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في القاهرة و معرض مدينة الفنون الدولية في باريس في فرنسا ومعرض في صالة المركز الثقافي بجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في القاهرة ومعرض وطن في قاعة جمعية الثقافة والفكر الحر في خانيونس.
شارك عامر في العديد من المعارض الجماعية كان منها معرض صبار في المركز الثقافي الفرنسي في غزة والقدس ورام الله ومعرض 6 فنانين في المركز الثقافية الفرنسية في كل من القدس ونابلس وبيت لحم والناصرة ومعرض طلاب الأكاديمية الصيفية في دار الفنون في عمان ومعرض شتاء في المركز الثقافي الفرنسي في غزة ومعرض مسابقة الفنان الشاب لعام 2002 في مؤسسة عبد المحسن القطان في رام الله ومعرض سنكون في جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في غزة ومعرض في متحف احمد شوقي بجامعة الدول العربية في القاهرة.

أقام عبد الناصر في عام 2004 في مدينة باريس وذلك بعد ان تم اختياره من قبل مركز خليل السكاكيني للمشاركة في الأكاديمية الصيفية للفنانين العرب الشباب في عمان تحت إشراف البروفيسور الفنان مروان قصاب باشي .وبعد ان عاد الى فلسطين واستقر فيها اصبح يرسم اللوحات و يبيعها بشكل فردي او عن طريق الاصدقاء ويؤكد على ان لديه زبائن يهون لوحاته في فلسطين وخارجها.

دكتور شفيق رضوان عميد كلية الفنون الجميلة في جامعة الاقصى و ناقد تشكيلي تحدث عن لوحات عبد الناصر فقال:"تمثل اعمال المعرض الحالي للفنان عبد الناصر عامر تجربة في سلسة تجاربه الفنية المتتالية في ميدان التصوير والجرافيك والتي يسعى فيها الى سبر امكانيات الخامات التشكيلية والتعبيرية يتوضح فيها جرأته في بناء تلقائي لتكويناته ولكن المحسوبة بحساسية ذاتية عالية والتي يغنيها بتنوع الخامات المستخدمة .و يولي الفنان في جموعته الحالية اهتماما بالاستفادة امكانية الشفافية والاعتام في اجتماع اكثر من خامة لخلق تنغيمات لونية وظلية وملمسية بهدف اغناء المساحات الكبيرة في تكويناته مستفيدا في ذلك من الثقافة الفنية في تفهمه لخصوصيات في الايقونات الشرقية.

خالد ابو عواد مدير عام المؤسسة الفلسطينية للتنمية والديمقراطية "الطريق" الذي حضر الى معرض حمراء في المركز الثقافي الفرنسي في رام الله قال معلقا:"للفن لغات عدة ولكنها تلتقي عند نقطة واحدة هي الابداع والرقي الذي تتميز به امه عن اخرى وارى ان الفنان التشكيلي عبد الناصر عامر قد اسهم في نقل لغة رمزية من قلب فلسطين الى شعوب اخرى كانت لا ترى في فلسطين الا ما تشاهده من دمار و خراب على الفضائيات العربية والاجنبية وعلى ما يبدوا فان عبد الناصر يعمل على ارسل صورة فلسطين لكل المحيط سواء كانت حزينة ام جميلة وكأنه يقول للجميع فلسطين اجمل امراة تبكي او تفرح في لوحاتي ،من يشاهد لوحات معرض حمراء سيجد لنفسه زاوية ما في اللوحة ان لم تكن اللوحة باكملها واوكد على ان الفنان الفلسطيني الذي يحمل هذا الرقي في الاحساس من خلال لوحاته التي تنبض بالحياة يجب ان تتوفر له يد العون لكي يوصل من زاويته لغة وصورة فلسطين للاخر".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى