الأحد ٧ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

لأرى الشاطئ الآخر

سفيان صلاح هلال رزق

البحر
كان أوَّل مُستقبِلٍ
بعد آخر خطْوِي على اليابسةْ
كان قبل وصولي
يُلوِّحُ لي من بعيدٍ
بأمواجهِ
كان يقذفها عاليا
فتعود إليه فأعرف أن مشيرا إليَّ
يدل عليه
ينادي: " أنا في نتظارك يا صاحبي هاهنا"
رحت أسعى بجد إليه
ورأسي تجيء إليَّ
بعالمه المشتهى
يتشكل ضد الرؤى البائسةْ
كنت لا أتخيل أن مياهًا
بلا آخرٍ
كان ظني بأن جميع البحار
كبحر يوسف بين الحقولِ
يعيش أليفا
له شاطئان
وبعض العطايا
وأسطورته
حكمة هامسة
لم أكن أدرك العمق فيه
وضعفي
وما كنت أدري بأني
دخلت فصولا
ستمحو
وتعطي
وتثبت لونَ
السنين التي سوف تصبغ
لحْظاتُها العيشة القادمةْ
2- ضيافة
أوقفني عاما
يطعمني أسماكًا ميتةً
يأسرني بالتشويقِ
ولا يدخلني في القصةِ
حتى ثُرْتُ عليه
وتعلمت العومَ
الصيدَ
الجرأةَ
أرسل لي باخرة
هل كنت أفكر في الناحية الأخرى
ويفكر لي
في تجربة أثرى
تاه عليَّ بلؤلئهِ
وغرائبهِ
الموجة لا تحمل من قصصٍ
ما تحمله الأخرى
ونسيتُ عروسَ البحرِ
بعرض البحِر
وكانت في البرِّ خيالَ السهرةْ
ها قد صار البر خيالي
وأطارد فيه بدل الموجِ
حصانا
أو كلبًا أو هرةْ
ها قد صار البحرُ حبيبي
ومنابعَ خوفي
البحرُ الآسرُ
والفاتنُ
لا مخرج منه
إلا برضاه
أجري فوق السطحِ
أغوص إلى القاعِ
أريد بأن أبقى
وأيضا
أتلهف أن أتلاقى والبرَّ
3- معاملة
لا شيء إلا الريح في فضائهِ
والشمس
في سمائهِ وحيدةٌ
والأنجم التي كأنها سجينة الأماكنْ
أين النساء
والعيال والجنائنْ
أين الأماسي والعصاري
والمقاهي والمساكنْ
أين عروس البحرِ
أين السوقُ
أين
معروض المعارضْ
وفي كل الخطا نفس الروائحْ
الماء وحده هنا
هو الزمانُ
والأماكنْ
والموت أقرب المعارفْ
4- جائزة
لن تعبث بي يا بحرُ
أنا البناء سليل نجومِ
حضارات البشريةْ
في الظهر مسلَّةْ
في القلب مجرَّةْ
ما جئت إليك مصادفةً
لا شك بأن لقائي بك
فيه حلٌ لمشاكل إنسانيةْ
هذا ما قلت لنفسي
وأنا أتململ من تكرار الأحداثِ
/الأوقاتِ
/نتائجِ رحلاتي فوق وتحت عوالم غيبيةْ
كيف سأخرج يا بحرُ
وأين تحط ُّ الرحلة بي
وأنا التواق إلى الإشراقِ
على الظلماتِ
أجيء إليها
بضياءٍ
كلُّ الكون يراه
وكأنَّ البحر أثارته نجوايَ
فهاج الموج
وعربدت الريحُ
وراح الدرب من القبطانِ
صرخت صراخ وليد في سَبَتٍ
في الأنواءِ
: الله الله الله الله
انفجر الفلكُ
تجلى موتي في عينيَّ من الماءِ
كررت ندائي
ارتدَّ الصوت اسْبحْ اسبح اسبحْ
فسَبَحْتُ طويلا
سَبَّحْتُ كثيرا
حتى كاد الحال يهز يقيني
إذ بالأمواج على صخر تلقي بي
فأجدني في أرض أخرى
ليس بها إلا أنثى تتسيد فوق اليابس والماء

سفيان صلاح هلال رزق

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى