الجمعة ١٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم صبحي فحماوي

لا أضع مخططا هيكلياً

للبدء بكتابة الرواية!

بعد تقديم الشاعر والناقد محمد سمحان للروائي صبحي فحماوي في (أسرة أدباء المستقبل) التي عقدت في مقر (اتحاد الكتاب الأردنيين)، حول الطبعة الثانية لروايته(حرمتان ومحرم) والتي صدرت مؤخراً عن دار الفارابي اللبنانية، وكانت الطبعة الأولى قد صدرت عن روايات الهلال المصرية، وبيّن النشاط الروائي الملحوظ لفحماوي في الساحة الأردنية وباقي الأقطار العربية، التي أصبحت تعطيه اهتماماً كبيراً، نظراً لجمالية رواياته التي شدت الكثيرين، وترجم بعضها إلى أكثر من لغة أجنبية، ومثل الفنان (ياسر العظمة) بعض قصصه في لوحات (مرايا) تحدث فحماوي فقال: موجز رواية(حرمتان ومحرم) أن صبيتين في العشرين من العمر تخرجتا من كلية التربية في القطاع المحاصر، ثم بحثتا عن عمل هناك، فلم تجدا فرصتهما تحت الظروف الخانقة، فتضطران للتعاقد مع بعثة تعليمية عربية، وتسافران إلى ولاية الرمال، يصحبهما المحرم الكبير السن أبو مهيوب، وتقضيان هناك ثماني سنوات في الذهاب والإياب من وإلى القطاع المحاصر، مما يضطرهما في النهاية للتصرف تحت باب (الضرورات تبيح المحظورات)...وعلى عكس باقي الروايات، نجد أن المؤلف بين الحين والآخر يحشر أنفه في السرد الروائي علناً هذه المرّة،

فيسأل القارىء: ترى هل نرسل مع البنتين والد تغريد أم خطيبها الحداد جهاد بصفته أخ لزميلتها ماجدة ليكون محرماً لهما؟ وعندما يقرر المؤلف إرسال الرجل الكبير أبو مهيوب بصفته رجلاً محترماً معروفاً في الحي، وفي الخمسينات من العمر، يشعر وكأن القارىء لم يعجبه تصرف المؤلف، فيصرخ المؤلف في وجه القارىء قائلاً: لا تتفلسف عليّ! هاتِ، حلّ لنا المشكلة، إذا كان وليا أمريهما لا يستطيع أي منهما السفر مع البنتين بسبب الظروف الطاحنة التي تعيشها المنطقة! وهذه الفلسفة الزائدة من المؤلف تتبدى في نهاية الرواية إذ أنه بعد أن يكتب: (انتهت الرواية)يفاجئنا ببلاغ مدهش يقول: لقد اقشعر بدني وأنا أرى شخصياتي التي رسمتها على الورق، تغريد وماجدة وأبو مهيوب، قد أصبحت حية تسعى، ودخلت عليّ في مكتبي دون إحم ولا دستور، وفاجأني كل منهم بكلمات نابية، محتجين على المصير الذي وجهتهم إليه، وأوضحوا كلهم أن الزواج الذي تم في نهاية الرواية لم يكن برغبة منهم!

صحيح أن الروائي هو الذي ابتكر شخصياتهم، ولكنها الآن أصبحت حرة وتتصرف بحياتها كما تريد، لا كما يريد المؤلف، وأنهم كلهم يرفضون هذا الزواج، لدرجة أن ماجدة بشخصيتها المندفعة التي رسمها لها المؤلف تطاولت عليه، وقالت له: من تفكر نفسك؟ وحتى لو كنت المبدع لشخصياتنا، فنحن الآن أحرار في تصرفاتنا، ونحن الذين نقرر مستقبل حيواتنا، فلا تتدخل بنا بعد اليوم ما دمنا أحياء نسعى لممارسة حرياتنا...فيقول المؤلف: فوجدت يا عزيزي القارىء أنني لا أفهم في التأليف ولا في كتابة الرواية، (ولا أعرف خمسي من طمسي) فدعني أترك لك نهاية الرواية لترسمها أنت كما تراه، وليكن بالتشاور مع الشخصيات التي أصبحت حرة التصرف. وقال صبحي فحماوي: هذا الأسلوب الجديد في كتابة الرواية لم يكن في خاطري، إلا بعد أن انتهيت من خاتمة الرواية، ففوجئت بما حصل!

وبعد الانتهاء من تقديمه الذي كان شفهياً دون ورقة مكتوبة يقرأ منها، تقدمت السيدة صباح المدني رئيسة الأسرة بعدة أسئلة، وتقدم عدد كثير من الحضور بأسئلة، لدرجة أن مدير الجلسة الناقد الشاعر محمد سمحان حزم الأمر، وسمح بسؤال واحد أخير، كان: هل تضع مخططاً هيكلياً تفصيلياً عند البدء بكتابة الرواية؟

للبدء بكتابة الرواية!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى