الأحد ١٧ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٧
بقلم
لا تعود
لا تعودأقالها أبي؟!قبرك محفورٌ موجودستدفن فيه جميل الذكرياتبعدما تبصق بوجوه كثيرةوتحرق الكتب القديمةوترفس لافتة مكتب سماحتهستهين فضيلة الاستاذتلك الايادي البيضاءصارت حالكة سوداءياوَلَدي طريقك مسدودآه يا جرح السنينقد مرّ أماميموكب حمايته العتيدياليتني لم أرهصاح بي مُسلحٌ:إنتبه!دفعني للخلفحاذر...إرجع...وكررها ثانية:انتبه!فانتبهت لذكريات مضتحلّق بيّ الخيال بعيداًلسنين المِحنة وأيام الحصاركان تقياً لأنه لم يَملُكفلما مَلَك (سالَ بالدم أبطحُ).رَكَب السلطةطار بها عالياًيرى الناس صغاراًوهم يرونهُ كبيراً جداًيهتفون له من مساكنهم المنهارةيركضون له مبايعين في شوارعهم البائسةأن الجرح عميقإضغط عليه فيدك ضماتدك الاخيرةدوى صوتٌ يُسْمِعنييهتف بيَّيصرخ من ورائي عليَّإضغط على جرحكفمن غيرك يداويهويدك ضمادتك الاخيرةإمسك جرحك لا ينساب الدم غزيراًصاح بي ومضىبين الحشود إختفىغطى وجهه بين زحام الوجوهكانت رؤوس قد أينعتستفيدهم إن إنتخبتبما ترى إستمتعتإنتخبوا فاشليناعادوا انتخابهم بعد أن تحول الفشل لفسادٍوأعادوا انتخابهم بعد تميزهم فاشلين وفاسدينهذه الجماهير تهتف وهي منومةإرتفعت الروؤس ناظرةموكب سياراته الفاخرةتتحرك الروؤس ذات اليمين وذات الشماللترى بشكلٍ أفضل ما تبقى من سيارات الحمايةمبتسمون...!!يقول أحدهم:سبحان الله لهذي الهيبة!!هذا موكب طويل!!لكن من ذا الصارخ فيَّليس الصوت غريبٌ عليَّخاف مني أن أعرفهوخفت منه أن عَرَفنيسيصب دمي لو عرفونييارب الوطن المسلوب أخاف أن كانوا رأونييارب الوطن المنهوب أغثني فقد مسكونيحدوا حدودبنوا قلاعٍ وقصورٍ منيعةومن خلف الأسوار هتاف وحشودكيف سيصل الصوت اليهمصوتك ياهذا المفقودقطعوا يَديَّ أن كتبت ضميرهاوالسارقين يدهم الطولىتطول كل يومباقية وتتمددتلتف على الناس تعصرهاوتتركها مهشّمة العظاممشلولةً...يأكلها الدود.