الخميس ٣ تموز (يوليو) ٢٠١٤
بقلم كوكب دياب

لا تغيبي

لا تـغـيـبي عـــن عـيـوني لا تـغـيبي
كـلُّ حـزنِ الـكونِ أمْـسَى من نصيبي

كــلُّ حـبِّ الـناسِ عـندي لا يـضاهي
مـنـكِ حـرفًـا إن تـنـادي: يــا حـبـيبي

لا تُـطـيلي الـصـمتَ إنّ الـصـمتَ عـارٌ
لـيس فـي مـا قـلتُ حُـبًّا مـن مَـعيبِ

لــسـتُ أرضــى بـعـدَ حــبِّ اللهِ حـبًّـا
غــيـرَ حــبٍّ نــارُهُ بـعـضُ الــذي بــي

لـيـسَ فــي حـبّـي دمـوعٌ لا ولا فـيه
دمــــــاءٌ أو أذى عـــيـــنِ الــرقــيــبِ

كــلُّ حــبِّ الـكونِ أمـسى مـنْ رمـادٍ
أنـــتِ دفــئـي أنــتِ نــاري ولَـهـيبي

كــيـف يُـدْفـيـني حـبـيبٌ مـسـتعارٌ؟!
كـــلُّ ثــوبٍ غـيـرُ ثـوبـي كـالـسَّليبِ!

مــنْ تُـنـادي مــاتَ حَـيًّـا... لا تُـنادي،
لـيـس فـي الأمـواتِ قـطُّ مـن مُـجيبِ

إن تـنـاديـني لِــمـوتٍ طــبْـتُ نـفـسًا
إنّ فـــي مــوتـي حــيـاةً فـلـتَـطيبي

لـيسَ كـلُّ الـموتِ مـوتًا لـيتَ شِـعري
كـيـفَ أحـيـا دون مـوتٍ فـي حـبيبِ!؟

أنــتِ حـبّـي أنــتِ قـلـبي أنـتِ مِـنها
جِــي ودربــي أنـتِ أخـلاقي وطِـيبي

أنتِ نجمي أنتِ شمسي وَغَدِي أنتِ
وأَمْـــســي وشــبـابـي ومَـشـيـبـي

أنـــتِ.. أنــتِ الـكـوكبُ الــدرّيُّ فـعـلاً
وسِـــواكِ اسْـــمٌ لــتَـلٍّ مـــنْ كَـثـيبِ

أنــتِ عـنـدي فــي زمــان الـحَـرِّ بـردٌ
وســـلامٌ فـــي لـظـى يــومٍ عـصـيبِ

أنــتِ شـعـري أنــتِ نـثـري أنـتِ كـلُّ
الــنّـصِّ عـنـدي وخِـطـابي وخَـطـيبي

أنـــتِ أحــلـى مـفـرَداتي والـمـعاني
لـيس فـي الـقاموس هـذا من غريبِ

أنـتِ فـكْري، حُـسْنُ ظـنّي، ويـقيني
لـيسَ لي في حسنِ ظنٍّ مِنْ مَخِيبِ

أنـتِ نـفسي نَـسْجُ وَحـدي أنـتِ كلُّ
الـنّاسِ عـندي أنـتِ جـرحي وطبيبي

أنــت لـي فـي كـلِّ حـالٍ كـلُّ أهـلي
أنـتِ حَـسْبي مِـنْ حَـسيبٍ ونَـسيبِ

أنــتِ أخـتي أنـتِ أمّـي أنـتِ لـي فَـرْ
حِــي وهـمّـي أنــتِ لـي كـلُّ حـبيبِ

أنـتِ عِرسي أنتِ فِردَوسِي وقُدسي
شــــاءَ هــــذا أو أبــــى تـــلُّ أبــيـبِ

أنـــتِ لَـيـلِـي ونـهـاري أنــتِ ســرّي
وجِـــهـــاري وهـــلالــي وصــلـيـبـي

عـانـقي الـقـدسَ وَضُـمّي بـيتَ لـحمٍ
قـــدْ دعـــاكِ اللهُ لـلـحبِّ اسـتـجيبي

وامسَحي عن وجهكِ الحزْنَ المُدَمّى
كـــي يـعـودَ الـفـرحُ لـلـوجهِ الـكـئيبِ

واســتـعـدّي وأعِـــدّي كـــلَّ شـــيءٍ
كـــي تَـــردّي كــلَّ شـيـطانٍ مُـريـبِ

بــتُّ وحــدي، غــزّةَ الأبـطـالِ قـومي
واســتـردّي حـــقَّ شُــبّـانٍ وشِــيـبِ

بـتُّ وحـدي، ساعديني، لمْ أجدْ في
الــعُـرْبِ عَــوْنًـا مــن أصـيـلٍ أو رَبـيـبِ

لا يــرونَ الـشـمسَ حـتـى فـي نـهارٍ
لـيـسَ لـلـظلْماتِ فـيـهم مِــنْ مَـغيبِ

ذاكَ أنّ الــنـصـرَ مـنـهُـمْ مـسـتـحيلٌ!
أيُّ نَــصْــرٍ بــيــنَ أغــنــامٍ وذيــــبِ؟!

بـــيــدَ أنّ الــزَّنــدَ فــــي كــفّــيَّ وَارٍ
يُـضـرِمُ الـنـيرانَ فـي الـقلبِ الـوجيبِ

كـــلُّ مـــا أرجـــوه مــنـكِ الآنَ صــبـرٌ
لــيـس يــجـدي أيُّ دمـــعٍ أو نـحـيبِ

وارْقُـبـي مِــنْ بـعدِ طـولِ الـليلِ فـجْرًا
لــيـسَ عــنـد اللهِ مــن أمــرٍ عـجـيبِ

واعـلـمي، إنْ لاحَ يــأسٌ مــن بـعـيدٍ،
أنَّ نــصـرَ الله حـتْـمًـا فـــي الـقـريـبِ

لا تـغـيـبي... ولـتُـنادي: يــا حـبـيبي
سَـألـبّي... لـيسَ غـيري مـنْ مُـجيبِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى