الجمعة ٤ آب (أغسطس) ٢٠٠٦
دريد لحام في لقاء تلفزيوني

لا روحنا ولا أجسادنا أغلى من ذرّة غبار واحدة على حذاء مقاوم

غيره يقول ولا يفعل، لكنّه يقول ويفعل ويتحمّل نتيجة أفعاله، ولو على حساب مصالحه الشّخصيّة، قبل عامين، وعندما صرّح عن رأيه بالمقاومة اللبنانيّة، دفع الثّمن غالياً بتخلّيه عن جوازه كسفير النّوايا الحسنة في الأمم المتّحدة بعد اتّهامه بدعم الإرهاب، واليوم يقف عالياً، ليعلن موقفه السلبي من الحكّام العرب، بعد التّخاذل الذي أظهروه تجاه لبنان ومأساته ومجازر العدو التي ارتكبت على أرضه، والتي هزّت مشاعر نائبة إسرائيليّة، ولم تهزّ مشاعرهم على حد قوله.

في برنامج "علّي صوتك" الذي تبثّه قناة "نيو تي في"، كان الفنّان دريد لحّام حاضراً من خلف الشّاشة، قال للمذيعة "لو بكّرت في دعوتي إلى البرنامج، لكنت حضرت إلى لبنان ولو سيراً على الأقدام"، فهو اللبناني لجهة الأم، نشأ على حب لبنان وقرية أمّه مشغرة، التي تعرّضت لقصف إسرائيلي وحشي، وليس استعراضاً أن يعلن عن عزمه المجيء إلى بيروت في هذه الظّروف، بعد أن زارها في ظروف أقسى، يقول " لا روحنا ولا أجسادنا أغلى من ذرّة غبار واحدة على حذاء مقاوم".

عن شعوره تجاه العدوان الإسرائلي على لبنان قال "ينتابني شعور متناقض، الأول هو الحزن والألم والوجع، خاصّة عندما أشاهد المدنيين الذين يذبحون وعلى وجه الخصوص أطفال قانا وكأن العالم أصبح اعمى لا يرى، هؤلاء الأطفال صرخوا ألف وا معتصماه، ولم يجدوا من يغيثهم في العالم، في زمن أصبحت فيه البطولة مغامرة، والتّخاذل حكمة ورويّة"، ولم يستثن لحّام من سيل غضبه الزّعماء العرب، فاعتبر أنّهم أصبحوا مجرّد حكام قابعين في كراسيهم ولم يعودوا زعماء.

وعن الأمم المتّحدة قال " إنّها كذبة كبرى اخترعوها بعد الحرب العالميّة الثّانية الخمسة الكبار، هم كانوا خمسة كبار، اليوم لم يعد سوى دولة واحدة كبيرة، هي أميركا الشيطان الإرهابي، ودولتان نصف إرهابيتان هما فرنسا وإنكلترا، ودولتان على باب الله هما روسيا والصين، أمّا الدول الدّائمة العضوية في مجلس الأمن، فهي لا تعدو كونها كورس صوتها أخف من صوت كورس الفنّانة سميرة توفيق".

وعن الدور الذي ينبغي على الفنان العربي أن يضطلع به في الأزمة الرّاهنة، قال " عدا عن المساعدة الميدانية والانسانية التي يقدّمها الفنان ليكون قدوة للاخرين، عليه ان يحرص على الحفاظ على الروح المعنويّة العالية للعرب وللبنانيين والمقاومة على وجه الخصوص. فالفنانين وبغضّ النّظر عن تصنيفاتهم بين درجة أولى ودرجة عاشرة، كلمتهم مسموعة، مثلاً الجمهور الذي يسمع أغاني نجلا التي أطلقت أغنيتها على ظهر الحصان، أكبر بكثير من ذلك الذي يسمع الحكام العرب، لذا أرى أن صوت الفنان مسموع أكثر".

وعن المشاعر المتناقضة التي تنتابه تجاه ما يحصل يقول "أحار هل أحزن أم أبكي، أم أضحك، بالفعل أنا أضحك عندما يقول أحد الحكّام العرب، لن نقف مكتوفي الأيدي، ما الفرق بين هذه الجملة وجملة لن نجلس ونحن مكتوفي الأيدي، كما يقول آخر نقف إلى جانبكم، يا ليته قال لنا إلى أي جانب يقف، كي لا نبحث كثيراً، الوقفة وقفة عز أن تكون أو لا تكون هذه إرادتك".

وعاد دريد لحّام إلى العام 1979 عندما عرض مسرحيّة "كاسك يا وطن"، حيث قدّم في المشهد الأخير حوار جريء غوار ووالده، قال فيه للوالد الشّهيد أن إسرئيل أصبحت قطراً شقيقاً، وجاء حينها من يهاجمه ويتّهمه بالإفراط في التّشاؤم، يقول " بكل أسف أصبحت بعض الدول العربية من تحت الطاولة أو من فوق الطاولة أشقّاء لإسرئيل".

وبكل أسى يقول " أستغرب أنّ هذه الأمّة التي لديها إمكانات اقتصاديّة، يقف أحد حكّامه ويقول نطالب بالضغط على إسرائيل، هل فقدت هذه الأمة ووزنها ال 300 مليون عربي قدرتها على الضّغط؟ ويقول أحد الحكّام أخشى أن تزيد هذه الحرب من كره العرب لإسرائيل، هو خائف على موقع إسرائيل في قلوبنا. للأسف قرأت منذ أقل من أسبوع في صحيفة الشرق الأوسط خبراً عن نائبة إسرائيليّة، هاجمت أميركا قائلة أنّ على إسرائيل أن تعمل فقط وفقاً لمصالحها الوطنيّة، وأنّه لم يعد مسموحاً للإسرائيليين أن يكونوا ذخيرة في مدافع بوش. لقد حيّدوا مصر والأردن والآن يوجد سوريا ولبنان وهذه المقاومة الشريفة التي تحاول ردع العدوان، ولم تقصد مدنيا اسرائيلياً حتّى اليوم، يا ليت العرب يرون ما هو مخبىء لهم، فالمقصود هو تفريغ المنطقة من أيّة قوة رادعة كي تنفذ إسرائيل مسألة من النيل الى الفرات".

إيمان إبراهيم من بيروت: عن إيلاف

imane@elaph.com


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى