السبت ٥ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم نادية بيروك

لا!

لا!
لا! لا يا سيدي!
لا تعذبني أ كثر مما أتعذب!
لا تهددني بخنجرك المسموم.
لا!
لا ترغمني على الخضوع.
على الاستسلام والمكوث في الظلام.
لقد سئمت هذه الزنزانة،
وتقت إلى نور الشمس وأديم السماء.
لا!
لن أتحمل بعد اليوم لسع السياط ولا أغلال الفولاذ.
لن أصمت!
ولن أبقى حبيسة قبوك القاتم، المخيف.
سأعض على كل أمل ينير سواد المستقبل.
سأقاتل وأقاتل وأقاتل!
وسأترك لمن يعقبني دلائل النصر وبشائر الخلاص.
لا! كلمة يتردد صداها فيروعهم وقعها ويخيفهم حلمها!
كلمة ينبعث ذويها الهائل، فتصطك أسنانهم رعبا وهلعا من رذاذها.
فرددوها حتى الموت، وقدموا حياتكم قربانا لها.
لا! لا يا سيدي!
لن أصمت!
لن أكف عن الصراخ!
فعذبني،
عذبني، فإن ثورتي ستضمد نزيف الجراح.
عذبني وأجهز علي. فلئن أزهقت نفسي فلن تزهق روحي،
ولن توقف حمم البركان الثائر.
فلئن أخرستني، لن تخرس صوت الحق التائه، الهادر.
ستظل لا، تجوب الأرض وتقتحم العقول.
ستظل لا، توقظ المقبورين وتصارع المجهول.
وسيأتي يوم تنقلب فيه الآية،
فتطلب الرحمة كما أطلبها أنا!
لكن. لن تجد إلا أفواها جائعة وعيونا مقهورة حمراء،
لن تجد إلا أيادي شرهة، منقضة سوداء،
لأناس ذاقوا الظلم وتجرعوا كأس المرارة.
لأناس يريدون القصاص ويطلبون الخلاص،
لأناس يرددون أن لا!
لا! التي لن تموت!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى