الثلاثاء ١٣ نيسان (أبريل) ٢٠١٠
بقلم كوكب دياب

حبٌّ بدل ضائع

.
.

يا من يظنّ الشمسَ بعضًا منْ سَناهْ
والـبدرَ في بحر الدجى أمسى أخاهْ

والــكـونَ كـــلَّ الــكـونِ بـــات بـكـفّهِ
والـناسَ تـجري خـلفه جَـرْيَ الشِّياهْ

والـخَـلْقَ مــن إنــسٍ و جــنٍّ جُـنْـدَهُ
بـلْ كـلُّ نـفْسٍ حـيّةٍ هـيَ في حِماهْ

يَـسـعـى إلــيـهِ الـحـاكـمونَ بِــأمْـرهِ
والــكـلُّ يــأتـي طـائـعًا يـرجـوْ رضــاهْ

ولــهُ عـيـونٌ فــي الـفَـضاءِ، لَــوَ أنًّــه
أعـمـى لَـتابَعَهُ الـجميعُ عَـلى عَـماهْ

مـــا إن يُــطـلُّ مــن الـبـعيدِ بِـوَجْـههِ
حــتّـى تَـخِـرَّ أمـامـهُ أعْـتـى الـجـباهْ

يــتـعـوّذُ الــثَّـقَـلانِ مــــن شـيـطـانِه
مَــنْ يـلْقَهُ فـي حُـلْمِه انـهارتْ قُـواهْ

ويــظــنُّ أنّ الــــروحَ فـــي أشــلائـه
تـبـقى وأرواحَ الــورى فـاضـتْ فــداه

والــنــاسَ بــاتــوا قــبـلـه أو بــعــده
وَهْــمًـا وبــاتَ الـخَـلْقُ ذَرًّا فــي ذُراهْ

بـل كـلُّ شـيءٍ في الدُّنى هو أصلُهُ
وجميعُ أعْمالِ الورى هي مِنْ صداهْ!

بــلْ لـيـس فــي كـلّ الـعوالم غـيرُه
وبـعـالَـم الـــذَّرِّ انـتـهـى كــلٌّ عَــداهْ

ولــــهُ مـــن الأصــنـامِ ألـــفُ مُــؤلَّـهٍ
والـكـلُّ يَـحـسَبُ نـفـسَهُ بـاتَ الإلـهْ

ويــعـودُ يُـقْـسِـمُ بَــعْـدَ هــذا أنّـنـي
ربٌّ لـــه لـــنْ يَـعْـرِفَـنْ ربًّـــا ســـواه

يـــا مـــنْ تَـرَكْـتَ بـكـلّ دربٍ بَـصْـمةً
وغَـــدا لـوجْـهِـكَ قِـبْـلَـةً كــلُّ اتّـجـاهْ

أنّـــى لــكَ الـرَّحـمنُ يَـبْـسُطُ عَـفْـوَهُ
وقــد انـتـهيتَ بِـكـلِّ شـرْكٍ مـنتهاهْ؟

إسـتـغـفـرِ اللهَ الـــذي هُـــوَ وَحْـــدَهُ
أنـشاكَ مـن عـدمٍ إلى "شيءٍ" تَراهْ

قـد كـان "غـيرُكَ" بـاحثًا عـنْ موقعي
بـين الـنجوم فـضاع فـي العالي وتاهْ

كــلُّ الـشموس تـجمّعتْ فـي فُـلْكهِ
ويَرانِيَ الشمسَ الوَحيدةَ في سَماهْ

شَــدّ الـرِّحـالَ إلــى الـسماءِ مـحَلِّقًا
حـتـى إذا بَـلَغَ الـمَدى ألـقى عَـصاهْ

مـــــا إنْ رأى أنَّ الــنُّـجـومَ حــجــارةٌ
حـتّـى ادَّعَــى أنّ الـثُّـرَيّا مِــنْ ثَــراه

لــكـنّـهُ لــمَّــا دنــــا مـــنْ مَـوقـعـي
مُـستيقِظًا مِـنْ وَهْـمِ مـا كـانَ ادَّعاهْ

أَلْــفَـاهُ يَـسْـقُـطُ دونَ وعْـــيٍ قـلْـبُـهُ
حـتـى تَـسـاقَطَ عـقْـلُه دون انـتِـباهْ!

مُـتَـعـثِّرًا فـــي بــعـض نَـجْـمٍ بـعـضُه
مَــنْ ذا يُـحاوِل بَـعْدَ ذا يَـقْفو خُـطاهْ؟

مَــنْ ذا يَــرى مِــنْ بَـعْـدِ هــذا كـلِّـهِ
أنَّ السُّهَا خُلِقَتْ لِتَسْبحَ في فَضاهْ؟!

خــفّـفْ عـلـيـكَ، فـلـستُ إلا كـوكـبًا
لــن تَـبـلغَ الأفـهامُ شـيئًا مـن ضـياهْ

فـالـحبُّ عـنـديَ لـستَ تُـدركُ كُـنْهَهُ
والـحـبُّ عـنـدكَ دائـمـاً وَجْــهٌ وَجــاهْ

جــبَــلٌ أنــــا، بــركـانُ نـــار لاهـــبٌ
لــكـنّ قـلـبـي سـلـسـبيلٌ كـالـمياهْ

مــــا أنــــتَ إلاّ كـالـحـصـاةِ ودونَــهـا
أنّـــى تـــرى جــبـلاً تُـزلْـزِلُهُ حَـصـاةْ

بــل قــدْ نَــراكَ ولـسْـتَ شـيـئًا إنّـما
أنـــتَ الـسـرابُ نَــراهُ لـكـنْ لا نَــراهْ

فَـانْظرْ إلـى حَـيثُ الـمَدى لا ينتهي،
بُـلِّـغْـتَهُ، والـقـلـبُ لـــم تَـبـلُغْ مــداهْ

واحْـلُـمْ بـمـا لــمْ تَـحْـلُمِ الـدّنـيا بــهِ
حـسْبُ الـدّجى أنَّ الضِّيا يبقى مُناهْ

واذهَــبْ مـعَ الـظِّلْمانِ وافـعلْ فِـعلَها
مــا كــلُّ ذي بَـغْـيٍ يُـحَـقّقُ مُـبْـتَغاهْ

وانْــطـحْ بِـقَـرْنَـيكَ الـسّـمـاءَ فـربَّـمـا
أبْـصَرْتَ فـي الـثَّقَلَيْنِ مـا لـم يُـبْصِراهْ

حــتــى إذا أبــصــرتَ نـجـمًـا عـالـيًـا
فـاعلمْ بأنَّيْ النجمُ يسْطعُ في علاهْ

مــا شـئـتُ إلا أن يـشـاءَ الـلّـهُ فـي
مـلـكوتهِ، إن شـئـتَ ذا أو لـم تـشاْهْ

فـاذهب الـى غـيري فَـحُلْمُكَ شُبْهَةٌ
والـكـوكبُ الــدّرّيُّ مــا فـيـهِ اشـتباهْ

مــا كــلُّ مــن رَمَــقَ الـنـجومَ يـنالُها
أوْ كـلُّ مـن حَـلَمَ الـرؤى صـحّت رُؤاهْ

فَـلْـتبحَثنْ يــا عَــبْـدُ عـن رَبٍّ سـوايَ
فـلَـسـتُ يـــا خِــبٌّ أنـــا ذاك الإلــه

د. كوكب دياب


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى