لغة الزهور

إن الجمال الذى يفيض بنجواه، وينثر حكاياه... أشعل الشوق بداخلى، وخطف بصرى لأرى مفاتن الزهور بسحرها وجمالها

إنها تخاطبنى بلغتها وقد أخذتنى الدهشة من غزارة الألوان وتدرجها كموسيقى تلاحق أذناى

إنها الألوان تشدنى شداً فصار حديث وشوشة بينى وبينها وقد سبحت فى بحر من المعانى وانطلقت إلى جزر من الخيال تهمس لى وتناجينى

إنها الزهور بسحر حديثها وبجمال وروعة ألوانها.. تسقينى من رحيق الشعر، ومن شراب الحب فتترع رؤيانا بالحلم الجميل، وتسير بنا إلى ساحة العشق الغرير، وهى تهمس وترنو إلينا بسرها الزاهى الرهيب

انظر إلى القمر فى زهرة الفل الزاهر ببريقه الواقر كيف يكسبك الهدوء ويسرق لبك ليدخلك جنة الخلود.. فتسكن فى عطر العاشقين مع عقود الفل وعيدان الياسمين، وتسبح معها فى جنات النعيم

وهاهى الورود فانظر إليها وهى تحمل إليك رسائل الأحبة العاشقين، وفى الحياة هائمين... قلوبهم أسكرتها كؤوسها وتعطرت برحيقها ومالت إلى قلبك الودود بتحية من تلك الورود... أنظر إلى تلك الشجون والآهات والفتون التى ترسلها زهرة البنفسج فى ردائها البهيج، وحزنها الفريد كالشمس وهى تغيب لترحل من عالمها الفريد

وقد شردت لحظة لأتأمل هذا الكائن العجيب الذى دفعنى للدهشة كأنه يشدو ويغرد فى عالمه النجيب إنه لعصفور الجنة ذو اللون الأصفر الزاهى، والأخضر الباهى... إنها الزهور تتعدد ألوانها فى سحر وجمال وحسن ودلال لتسرق الآفاق بحديث نوارها فتصبح نزهة النواظر، وشَرَك الخواطر... فهى فى حليها كالغادة الحسناء تسرق لبك وتسقيك من عطرها وتسكرك بكؤوسها وتملأ محبيها عشقاً، والسابحين فى عطرها سحراً، والمتحدثين بلغتها شغفاًُ بمعانيها... وملكت فؤادهم تودداً، وأقامت فيه طمأنينة فهتفت القلوب: سبحانك