الأحد ٢٦ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
بقلم أحمد عبد الرحمان جنيدو

للفجر أغنية ٌ

للفجر أغنية ٌتجاهلها الغروبْ.
فبكى صلاة ً وابتهالاتٍ تعانقها الذنوبْ.
سطع الشروق،
وجوهنا مرسومة ٌ فوق التلوّن
والتشكـّل والتقمّص والتخيّل والتأمّل والشحوبْ.
وحصاد ذاكرتي على شيخوخة ٍ،
ماءتْ بحسن ٍ،
تقتفي آثارنا الأخرى،
يحاكمها الظلام، وتنقذ المظلوم دكـّات الخطوبْ.
يوماً مرامحها مضيقٌ،
والمدارك في شواذ الوقت،
تـُبقي للمضائق أشرعة السهوبْ.
لكأنـّنا في وصلة الإيماء،
نرمز نحو غارقة ٍ،
تبيح القتل،
والذبح الصديق يهرول الآن انتشاءً بالورى،
وأزيز مركعنا بخشيته ينوبْ.
ويبارك الشيطان فعلته،
على دمنا الرخيص،
وليس فينا من لأسماء البقايا غير ضائعة الدروبْ.
يا صرخة الوجدان أين لقاؤنا؟!
في مفصل الأيام في ألم ٍ دؤوبْ.
وعلى فراش ٍ من جلالتنا يريح غباؤنا سنواته،
ويشيخ قلب الطفل قبل ولادة الحظـّ السخيفة،
يستردُّ البور من رحم البلادة،
نلتقي أكذوبة العيش الرذيلة في غد ٍ،
تنهى فراستنا الطروبْ.
عن رغبة ٍ،
في العمق ثورتها الجليلة،
غادة ٌ من خنثها هدرٌ يشوبْ.
وطقوسها عبث التجلـّي في مزايانا،
لبخس ٍ ما يقال له مقايضة الوجوبْ.
للفجر خاصته،
لك الإحساس فاقرأ ْ
من زوايا الشمس أمنية الطفولة،
والضفائر،
والحصاد،
ومنجل الفلاح،
واختمْ نفسك المسمومة التكوين في نفس ٍ طيوبْ.
واتركْ سياط القهر في الظهر المقوّس،
إنّ بارقة المشاعر في رحاب الصدق زاهية ٌ تؤوبْ.
وسيوفها قدْ علـّقتْ فوق الوريد حضورها
قطعاً ضروبْ.
صوت الضمير يصيح داخلنا،
ونحن ننام فوق ربا العيوبْ.
أنا مفعم ٌ بالحلم مولاتي،
خذيني كي أقارب موجة السحب البعيدة،
في فمي النيران،
تعطيها الأمان هياكل البؤس الغليظة،
يعتريها القبح توّاباً غلوبْ.
في فسحة الأمل الصغيرة يسبح التوليد،
يرقص غصـّة الخوف الأنيقة،
تحت مدفنه دمي،
لشرابه الخمران صار دمي جليداً لا يذوبْ.
تعبي زمان ٌ حاقدٌ،
يبني شراكاً فوق سارية النوى،
رئتي صليلٌ للخراب،
وضحكتي بفم ٍ كذوبْ.
والمشتهاة بلا فصول ٍ،
لا تبيض الحسَّ من أفراخها،
وصغارها لا تنقر القمح الأسين،
ولا تموت على غرائزنا اللعوبْ.
يا مرحباً يا قاتل الأحلام،
مركع ذاتنا،
يا ناهب الخيرات حبّات الخصوبة والخصوبْ.
يا مرحباً بالظلَ
تحت الظلَ جلادٌ بقلب ٍ جامد ٍ،
والسوط آهات الغروبْ.
ـ 2 ـ
ضحكتْ بهمس ٍ والشفاه حكاية ٌ،
سيف التلاصق يبتر المزج الطبيعيّ،
انصهار الجسم في بشرية ٍحجرية ٍ
لا يؤمن المغلوب بالأقدار،
مصلوبٌ على الأحلام قلبي،
والصليب يدور في فلك الغباءْ.
أنا موجع حتى النخاع،
وموطني زهر الحقول،
وقصفة الزيتون،
آه ٍ من هواها،
للغروب نصيحة ٌ
لا تستغبْ أحداً لكي لا تستغاب،
وعزفها وتر الضياءْ.
كلّ الأحاديث القديمة قد روتها جدّتي،
ضبع البراري والكهوف،
وموقد النار،
الفطور على دروب الحقل مفعمة الصفاءْ.
ووشاحها رسم الليالي،
خيطه الذهبيّ نوّر ما على المحالك من خواءْ.
قصص الحياكة،
خبزها المعجون بالعرق المصبّب،
يعزف الألحان،
يقطف نجمة ً فوق الجبين،
ويبسط اليد كي تنال ضحى النقاءْ.
إبريقها العنوان كي نصحو
فراش الحلم مصنوعٌ من الآهات،
ها يأتي الربيع،
ووجهها ما زال ينتظر القدوم لفارس ٍ،
ضاعتْ على أحلامه لغة الشتاءْ.
ـ (عبد الكريم) أتيت من حرب الإبادة؟!
ـ لا أنا (يحيى) ولد الشهيد ابن الثناءْ.
ـ لست المجاهد؟!
ـ جدتي لست المجاهد،
ـ خذ ْ أنيني واكتم الأخبار،
قالوا أنني أصبحت خرفاء انتظاري،
في بداية صبرنا فوق المشيئة والبلاءْ.
ـ رحم الرحيم أباك
ذاك كبيرنا تاج العطاءْ.
ـ لأبي جهاد ترحموا يا أمّة الإسلام
أين لقاؤنا المحلوم؟
قد ضاع اللقاءْ.
ـ يا جدتي بقراتنا خارتْ فماذا نفعل؟!
ـ اسقوها
ـ تعال أيا محمّد كي تزيح لحاف جدّك
كان صعباً،
كان رائحة البخور،
وضربة الفقد الأليمة والحريق،
وكان مائي والهواءْ.
للحاف جدّك طيبه،
شمّ العطور من العناءْ.
ـ يا جدّتي مات الخروف
تكلـّم الصيف اللهيب بداخلي،
وبنى قلاعاً فوق ذرّات التراب،
على الدماءْ.
ـ ونساء ضيعتنا أتوا
كي يأخذوا الماء الدفوق،
بئرنا المعطاء يدفق سرّه،
والرقص من نظراتهم
زغرودة الفرح المجلجلة التناغم دوّت ِالأرض الفسيحة،
أجمل اللحظات أفراح النساءْ.
ـ ماذا تقول: البئر لا
كالمستحيل نضوبه
ـ لا لا أقول النساء أتوا
تردّ الناس عن ( جبِّ) العطاءْ.
ـ لا جدتي قطعوا علينا الكهرباءْ.
ـ لله حكمته بنيْ
وسينضب المتدفـّق المعطاء
بعد خيانة النفس الأثيمة للأمانة والدعاءْ.
ـ نضب الغزير بقدرة الله العظيمة،
والكريم عطاءه وهب السخاءْ.
إنْ شحَّ يحرم بئرنا سكباته،
وهو السخيُّ لمن يشاءْ.
وخيانة الأموات باحتْ بالخفاءْ.
ـ يا جدتي يا بحر نور ٍ في خواطرنا،
فهل مات الضياءْ.
ـ مات العطاء أيا صغيري،
من بغيض ٍ يلعن الأنفاس
والروح الطهورة والنقاءْ.
ـ يا جدتي ـ يا جدتي ـ يا جدتي ـ يا جدتي
أين الغطاءْ.
ماتتْ وهي الحلم،
أسرار انتظار الراحل المجهول
في دنيا التشظـّي والكفاح،
بصبره الملاح قائده البكاءْ.
ماتتْ وصخرتها أمام الباب واقفة ٌ،
وتنتظر البعيد،
ليومأ المجهول أحجية اللقاءْ.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى