الأربعاء ٢٢ تموز (يوليو) ٢٠٠٩
بقلم توفيق الحاج

لله.. يا مسلمين

بحسب الكوشان، والهوية، أنا وبلا فخر مسلم بن مسلم بن مسلم إلى مالا نهاية.!!

وبحسب القلب فالله وحده أبصر، واعلم..!!

ولدت لأجد نفسي هكذا.. مع أول قطرات الوعي سمعت صوت تسابيح مؤذن الفجر فسألت. ورأيت مئذنة الجامع الكبير للمرة الأولى مبهورا فسألت. . وقرأت كل كتاب الدين للصف الثاني دفعة واحدة، وسألت..

صليت خوفا من عصا الشيخ حسن، وسألت.

مررت في شبابي كما يمر كل إنسان بمرحلة الشك، ثم استقر قارب النفس في الكهولة، وبتلقائية عجيبة على شاطئ اليقين، والتوحيد سعيا وراء برزخ صفاء يغمره نور إيماني بسيط رغم فيروسات السؤال التي ظلت تعتريني بين حين وآخر..!!

وقد ا ثبتت لي الأيام أن إيمانا قويا لم يكن من الممكن لولا رحلة الشك تلك..

كم هم الذين يقيمون الصلاة رياء كما يؤدون تمارين رياضية دون خشوع أو تقوى، ويخرجون بذنوبهم من المساجد كما دخلوا وربما أكثر.!!

بينما قلة قليلة ذاقت حلاوة الإيمان بعد جهد ومعاناة وشك..

درست القران، والسيرة للدرس أكاديميا عشرات المرات، و قرأتهما بتمعن روحاني أضعافا مضاعفة فوجدتهما في كل مرة أعظم، وأروع. .

سألت نفسي:

إذا لماذا يتراجع حال الإسلام والمسلمين من سيء إلى أسوأ أيما ولينا وجوهنا. . ؟!!

لقد وصل الأمر بالإسلام أن يصير من أرباب السوابق. . مرادفا للعنف مشبوها في أي مناسبة، وبالمسلم أن يتهم فورا بالتطرف، والإرهاب، وسوء السمعة لمجرد ذكر الاسم، وهذا كاف بحد ذاته لاعتقاله في أي مطار دولي. . !!

من يتابع اليوم أدبيات وأفلام الغرب وحتى الهند يرى بسهولة أن المسلم والعربي قد تفوق على صورة اليهودي في القرن الثامن عشر جشعا وقذارة ووحشية. . !!

أن للأحقاد الصهيونية والصليبية بلا شك دور كبير في ذلك، ولكننا نحن أيضا ساعدنا وبقوة. درينا أولم ندر في ترسيخ الصورة المنفرة بأفعالنا، وممارساتنا المتشنجة، وغير المحسوبة. .

ومن يستنكر فليعلم أن مواخير أوروبا وآسيا لا تكاد تخلو من أمرائنا الفاتحين. . !!

وخطب السيوف متخمة بريح الجنة، وتأكيد تحرير روما، والبيت الأبيض وفرض الجزية حتى على بلاد الاسكيمو. . !!

بينما نحن في الحقيقة أشبه بالفئران في المصيدة. . لا نملك من أمرنا إلا التناحر والفتن!!

رغم هذا الحال المزري فإننا نجد من يرش على المر سكرا ويقول أن الإسلام بخير. . وأن الخلافة قادمة. . !!

لم ولن تخدع حاضري الاسطوانات المشروخة التي تتغني بالماضي وأمجاد السلف. . !!

لم ولن يقنع مستقبلي القول بأن الإسلام في تقدم وازدهار لمجرد أن مايكل جاكسون دفن على الطريقة الإسلامية أو أن خمسة أوروبيين اسلموا، وروسيا يشاور نفسه. . !!

لم ولن تقنع أطفالي جعجعات المدافعين بالسيف والكراهية عن دين لو تركت قيمه الأصيلة تدافع عنه لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه. . !!

لقد لفت نظري أخيرا ما اعترف به الشيخ "خالد الجندي" وهو من مشايخ الفضائيات المعروفين من أن انعكاسات خطب اللا تسامح، ووعظ الفتوحات لها دور كبير في تصاعد مستوى العنف لدي المسلمين. . !!
شاهد من أهلها لا يستطيع مدع تكفيره.

انظروا أيها المسلمون.

هذا ما جنته علينا بذور التطرف والتزمت، والتيارات المريبة الغريبة. . !!

علاقاتنا متردية مع اليهود. . سيئة مع المسيحيين. . مشتعلة مع الهندوس مؤسفة مع البوذيين. . شائكة مع الأقباط. . الخ الخ، وحتى أخيرا كسبتم عداوة أخرى مع الهان الصينيين. . !!

الغريب أن مسلمي غرب الصين في معظمهم مسلمين بالاسم لا يعرفون من أمر دينهم إلا القليل. فقراء. . أميين لم تمتد لهم يد مسلمة بزكاة أو تنوير. . وإنما امتدت إليهم أياد تغذيهم بالظلاميات والتطرف. . !!

طيب لماذا كل هذا. ؟!!

اليهود ونعرف تراكم الأحقاد التاريخية بيننا وبينهم منذ بني قريظة وبني قينقاع. .

والباقي. . ؟!!

هل نحن المسلمين فقط في هذا العالم نمتلك حقيقة الصواب دون الملل الأخرى. . ؟!!

صحيح أننا تاريخيا ضحية الغرب.

وصحيح أننا مضطهدون. . منبوذون. . ، و للحق أيضا كسالى متواكلون ومتخلفون. .

وصحيح أننا نواجه تطرفا بتطرف.

نعم. .

لقد قتلت "مروة الشربيني" في قاعة محكمة بيد لا تعرف إلا الحقد والكرة وكل ذنبها أنها مسلمة. . !!
ولكن كم مسلما يقتل يوميا بيد مسلمة. ؟!!

من يعلل لي ما يحدث في الجزائر والصومال والسودان و. . . و. .

من يعلل لي حكمة أن يجاهد الشيخ عويس ضد الشيخ شريف من أجل الفوز بفقر مقديشو وسوء حظها. . !!
من يعلل لي العظمة من تفتت المفتت وانشقاق المنشق في كل فرقة أو تنظيم اسلامي..!!

من يعلل لي فتاوى خنق الرأي والتكفير والاستتابة التي تعيد إلى الذاكرة ما حدث ذات يوم لابن رشد وابن المقفع وابن عباد..

لم يكن الإسلام أبدا مع قطع الرؤوس علنا أمام الخلق وعبر الفضائيات..!!

ولم يكن الإسلام أبدا مع التمثيل بالجثث وتباهي قابيل بقتله لأخيه هابيل..!!

لم يأمر الإسلام في نص قطعي أو ظني بتدمير أبراج الفرنجة وتحتها الآلاف من الأبرياء. . ليدفع المسلمون والعرب، ولا زالوا الثمن بالمقابل مئات الآلاف، والحساب على الجرار!!

لم يبرر الإسلام، ولن يبرر ما فعل الصفويون بإخوانهم السنة مابين دجلة والفرات. . !!

وأعود إلى السؤال. .

من ينكر أن المسلمين كانوا ذات يوم لعبة سياسية مدللة في يد أمريكا والقوا فلسطين وراء ظهورهم بحجةتحرير الأفغان أولا من قبضة الشيطان، وتكرر نفس الأمر مع عراق الثمانينات، والبوسنة والهرسك، ولازال في الشيشان، ولما خرجوا عن المرسوم انقضت عليهم، وأذلتهم في أكثر من مناسبة..!!

لقد كان الإسلام الرسمي والسياسي مجرد حجر نرد أو ترس في اللعبة الأمريكية القذرة لاحكام السيطرة على العالم رغم محنتة الحاضرة الغائبة في فلسطين..!!

لكن.. هل هذا هو الاسلام الذي عرفنا..؟!!

لا والف لا

الإسلام الذي عرفنا ولا نزال خال تماما من التبعية، والمؤامرات، والشهوات، وبيع القضايا الجوهرية. .!!
خال تماما من شطط الشيعة، وانغلاق السنة، وعنف الإسماعيلية، ومغامرات الإخوان، وتحجر الوهابية، و دروشات الصوفية..، وفتاوي الوجبات السريعة على ناصية أقرب فضائية!!

الإسلام الذي عرفنا، ولا نزال خال تماما من ضبابية التمييز بين ضرورات آيات قتال المشركين والمرتدين في زمنها واستحقاقات الضعف في زمن العولمة.!!

لقد وصلت المكابرة والهروب بغلاة التطرف، والشعوذة إلى التصرف، وكأنهم على أعتاب ملك كسرى، والروم رغم أننا، وإياهم في مركب الضعف والعجز والمهانة بين أمواج عاتية متلاطمة من الأحداث لا ترحم. .!!
يا رب. .

لن ترضي كلماتي بالقطع خفافيش الليل التي تنتشر في الخرائب، وتقذف بالباطل ما يخالف أهواءها.
ليس ذلك بالمهم

فقط تكفيني طهارة السلام مع النفس.

ويكفيني من دين أجدادي، وآبائي طمأنينة التوحيد، وحلاوة الصلوات، ونعمة التسامح.!!
يا رب..

سأظل اصرخ مع الصارخين متوسلا اليك ومتسولا صحوة من سبات الواهمين

لله. يامسلمين

لله. . يامسلمين


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى