الثلاثاء ١٤ شباط (فبراير) ٢٠١٢
بقلم
ما بَينَ الْخَوفِ وَالْبُشْرَى!
وَضَعُوهُ على الْمِيزانِ..وَكانَ الصّبْحُ طَرِيّا..خَدّانِ ابْتَدَأَا وَجَعافي دَرْبِ الْعُمْرِ..وَكَانَ الْقَلْبُ نَدِيّا..غُصْنٌ مَكْتُوفٌ يَتَقَلّبُ بَينَ أَيَادِيهمْلا يَدْري ما في خَاطِرِهِمْأَجْفَانُ الأُمّ تَدُورُ بِكُلّ زَوايا الأَرْضِ..وَصارَ الْوَقْتُ عَصِيّا..فَاعْتَصَمَتْ بِالدّمْعِ وَبِالْتَرْتِيلِ..تَجُولُ بِطَعْمِ التّيهِ عَلى الأَنْحَاءِ..وَكان النّجْمُ صَبِيّا..تَحْبِسُ جذْوَتَها عَنْ حَلْبِ الدّفْءِ..وأَرْقُبُهُ فَيُنَادِي بِالْهُدْبَينِ..أَبِيلا تَتْرُكْني لِطَبِيبٍ بَينَ يَدَيهِ مِقَصٌّ..تَقْطُرُ مِنْهُ جِراحٌ تُرْعِبُنيوَتَدَعْهُ يُمَزّقُ أَحْشائِيلا يَدْري أَينَ نِهَايَةُ مِشْواريهَلْ يُرْجِعُني ؟دَعْني للهِ فَبي قَدْ كَانَ حَفِيّا..رَبّ لَجَأْتُ إلَيكَ..أُناغِي زَقْزَقَةً طَارَتْ قُدّامَ الْعَينِ تَقُولُ..أَبيوَالْخَدّانِ اخْتَفَيا تَحْتَ الأَضْوَاءِ..فَتُهْتُ بِلا قَدَمَينِ وَكَنْتُ شَقِيَا..إِذْ أَخَذُوهُ عَلى عَجَلٍوَتَسِيرُ عُيُوني خَلْفَ سَريرٍ يَنْقُلُهُ بَينَ الْغُرُفاتِ قَصِيّا..تَأْخُذُني نَوباتُ الْغَمّ فَلا أَدْرِيلِمَ خَيلِي تَكْبُو حَيثُ النّاسُ..ولم تَأْلَفْ في دَرْبي إِنْسِيّاوَالأُمُّ تَذُوبُ بِثَوبِ الصّمْتِ بِلا قُوّهْتَتَوارَى في سُوَرِ التّنْزيلِ عَلى خُلْوَهْوَأُحَاوِلُ أَنْ يَتَخَطّى قَلْبي خَاطِرَةً تَسْرِيأَو أَقْذِفَهُ في الْغَيبِ فَلا يَصْحُو..إلا وَالأَخْبارُ انْتَشَرَتْ نَشْوَهْوَاشْتَدّتْ حُرْقَةُ أَنْفاسِيفَرَأَيتُ زُجاجَ الْغُرْفَةِ يَطْبَعُ نَاصِيَتيوَاهْتَزّتْ مِنْ نَظَرَاتٍ تُرْقُوَتيأَأَنا ذَاكَ الأَبُ أَمْ رَسْمي يُخْفِي هَيَجاناً قَهْريّاوَتَمُرُّ بِيَ اللّحَظاتُ..وَشَريانُ الصّبْرِ انْتُزِعَتْ مِنْهُ الْغاياتُ..فَحَطَّ الْخَاطِرُ في ريقي مِلْحَافي غَيبَتِهِ تَتَوَسّدُ حَنْجَرَتي جُرْحَاوَظُنُوني تَأْخُذُها جَولاتُ الذّعْرِ..وَغُرْبَةُ أَوقاتي اغْتالَتْ صَبْريوَفُؤادِي يَعْلُو يَقْبِضُ..يَخْبُو يَقْدَحُ يَجْرِي..يَكْبُو يَلْعَقُ يَذْرِفُ هَمّاً مَخْفِيّافَمَراجِلُ صَدْري تَغْلي بَينَ ضُلُوعِي..لَيسَ لَها مَدَدٌ..وَالأُمُّ َأُشِيرُ لَها ما كُنْتُ نَبِيّاواشْتَقْتُ لِهَمْسَةِ خَدٍّ تَشْدُو مَرْضِيّهْوَشَواطِئَ لا زالَتْ تَتَهادَى في بَحْرِيفَالْمَوجُ يُقَلّبُ في سُفُنيوَالرّيحُ تَهِيجُ عَلى عُذْرِيفَحَشَرْتُ دُمُوعِي بَينَ مَذارِفِ خَوفي وَالشّجَنِوَأَحُومُ عَلى النّجْوَى وَالْعُسْرُ يُقَاتِلُنيوَعلى جَمَراتِ الْوَقْتِ..أُبَلّلُ أَوْرِدَتي بِالْهَبْوِ وَبِالْوَسَنِوَالأُمُّ تُحَاوِرُ قَلْباً مَصْلِيّاأَيَكُونُ فُؤادِي بَينَ أَيادِيهمْ لا زَالَ يُنادِينيحَضَنَتْ عَينايَ حَمامَةَ حُبٍّ تَهْمِسُ لي..أَبْشِرْجَاءتْ تَجْري قُدّامَ حُصُونِي..تَنْثُرُ فَرْحَةَ صُبْحٍ تَرْقُصُ بَينَ بُكاءِ صَبيقَطَراتُ الصّحْوَةِ تَرْوي ثَغْرَ الضّحْوَةِ بِالْبُشْرَىفَسَمِعْتُ بَلابِلَ أَشْجَاني بَينَ الْخَطَراتِ..تَقُولُ..أَبي