ما قالت الريح للمتنبي
قلِقا أراك
تفر من قلق إلى قلق
ترتب رحلة المعنى
على قلق..
ترى
مالم يقله الحبر في ورق الورى
فكأنَّ روحك في ضمير غمامةٍ حيرى
وحلمك رحلة
والأفقُ يُفردُ للقصيدة أسطرا
لك أن تفكر
ـ حين تختبر الخيال بدهشة رعوية ـ
برؤى الذرى
أنا مَنْ قرأتكَ
حين أولتُ القصيدة بالسحابة
حين فسرتُ السحابة بالخيال
فأمطرا
أيقظتَ في شجر الكلام
نبوءةً خضراء من فيض الندى
فرأيتَ ما شفَّ الزمان مفسِرا
ورأيتَ أن الحلم
وسْعَ خيالنا
وسْعَ الوجود
إذا تهيأ في المرايا
فاضت الأسرار منَّا أنهرا
غامرتَ فانتبهت نجومٌ
تشهد القلب المغامر
كي تبارك
من طوى أسرارها
وأتى إليها حالما ومغامرا
أضناك من وجع الفراق فراقه
حتى نحلتَ
فلا يراك ـ بلا خطاب ـ
مَنْ يرى
وطواك شوق في الفؤاد
دليله عشقٌ سرى في الروح
غيما أخضرا
حتى استويتَ على جمار العاشقين
كما استوى ظلٌ على تلك الجمار
مبعثرا
كنت القصيدة في دلائل سرها
تقفو خطى خيل المجاز
لتقنص المعنى بكامل سحرهِ
متبصرا
وسَّعت آفاق القصيدة كي ترى متنبئا
ما حاق بالأحلام
في وجع القرى
أصغت لك الأشياء
كنت دليلها
حتى رأى الأعمى رؤاك وأبصرا
قلِقا أراكَ
تعد متكأً لأحلام القصيدة
كي تفيض بحورها
كيما تهيِّء للمعاني أبحرا