الجمعة ١١ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
في الأغنية الهابطة
بقلم أحمد مظهر سعدو

ما يزال الإسهال مستمراً

بـات الإسهال مستمـراً ويوميـاً، عبر عمليـة إنتاج متواصلـة لكـل مـا هـو هابـط، ومسف، ووضيع في الأغاني العربية التي أضحت أكثر من الهم على القلب، وانبرى الكثير من رجال الأعمال العرب لتمويل محطات فضائية لا هم لها إلا تصدير ذاك الفن والرقص بل – الخلع – الهابط والـذي يبرز السيقان والنهـود أكثـر مـا يبـرز الصـوت – إن وجد – أو الأداء أو اللحـن – إن توفـر – بل راحت الكثيرات من المغنيات يتبارين غناءً وتصديراً لمواطن الجمـال – اللاعذري – وفي كثير من الأحايين يتبارين أيضاً في تصريحات مسفة غير خجلات عبرهـا من القول مثـلاً – أنـا امرأة سكس، مثيرة لشهوات الرجال – أو – أنا لم أبذل أي جهد في تقديم الإغراء، فأنا طبيعية ولا أقدم الإغراء بشكل مصطنع – و – لست مثل الأخريات اللاتي يبذلن جهداً كبيراً وهن مصطنعات لا أصوات لهن – هكذا قالت أليسا مؤخراً.

أما "سيدة الشاشة الصغيرة "، ومؤدية الغناء العربي الجسدي فلم تتورع عن التصريح وبلا أدنى حياء قائلة: "أنا أعشق الدلع والإغراء، وأكثر شيء أعشقه في جسدي وأهتم به هو نهدي لكونهما أكثر الأجزاء إثارة في جسمي".

ثم تضيف، وتطلق قنبلة ذرية بدمار شامـل عندما تقـول: "بصراحـة جسدي يعذبنـي، ومفاتني سلاح دمار شامل".

وهناك مغنية أخرى من عصر الإسفاف والعهر العربي، تدعى – نجلا التونسية – تصرح تصريحاً مشفراً نخجل نحن بينما نورده كشاهد يفقؤ العين، جاء ذلك بعد ظهورها في – فيديو كليب – الحصان الشهير لتقول: "لقد أثرت الحصان جنسياً بسبب أسلوب مداعبتي له أثناء تصوير الكليب".

هذا كلام يخرج من مغنية عربية وليست أمريكية.. وعبر صحافة عربية أيضاً.. أما نانا وما أدراك ما نانا فهي مسألة أخرى تتحدى الملل، وتتجاوز القبل، وتشرب الماء من القلل..وهي من تتحدث للصحافة بلا خجل قائلة: - أنا كنت خارجة من المربع الليلي وكنت مخمورة وعشيقي يجلس إلى جانبي – وقد نطقت بذلك وهي تدافع عن نفسها ضد اتهامات كيلت لها تتحدث عن علاقاتها في النوادي الليلية وما شابه ذلك، فكان ردها هذا، لا نعرف هل هو تغطية أم كشف على رأي الصديق.

والحقيقة أن هذا غيض من فيض، حيث تجاوز فن الفيديو كليب المنتشر حالياً كانتشار النار بالهشيم، كل مسموح وكل معقول، وراح الفن والغناء خاصةً يعبر عن حالة قيمية مواكبة، لا تعدو كونها إنتاج غنائي على شاكلة الواقع العربي الأكثر قماءة، بقيمه المنحدرة، والبعيد كل البعد عن ذاك الزمن الجميل.

لقد تعبنا مع هذا الوضع البائس في الغناء العربي، وفي سواه من انحدارات في القيم نحنُّ كل الحنين لذاك الزمن الجميل الذي مضى وانقضى.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى