الأربعاء ٣٠ تموز (يوليو) ٢٠٠٨
بقلم أحمد مظهر سعدو

متى تقول المرأة لزوجها طلقني

مع أن أبغض الحلال إلى الله هو الطلاق، إلا أن نسبة المطلقات تزداد اطرادا في مجتمعاتنا العربية، وتسجل المحاكم الشرعية حالات كثيرة من الطلاق طاولت حتى العديد من مفاصل الأسر التي ظننا أن لا طلاق
لديها، وأن مسألة الطلاق محرمة بين ظهرانيها.. وان دل هذا على شيء فإنما يدل على إشكالات مجتمعية كانت قد استفحلت في كينونة المجتمع العربي، والسوري منه على وجه الخصوص.. ولربما تساءل أحدنا وهوبصدد البحث والوقوف أمام ظاهرة الطلاق هذه، كيف لامرأة ما أن تطلب الطلاق لتفسخ عقد أسرة عملت بمعية زوجها على بنائها مدماكا فوق مدماك، وحتى تصل المرأة في مجتمعاتنا إلى أن تطلب فعلا لا قولا أن يكون الطلاق حلا.. وهل في الطلاق حلا بالأصل..

هذا السؤال حملناه إلى بعض الزوجات وكذلك الفتيات اللواتي لم يدخلن قفص الزوجية بعد - إن صح التعبير -
لنرى ونسمع آرائهن حول هذه الإشكالية السيسيولوجية التي -وكما قلنا – قد ازداد تعدادها،وساهمت في انحراف أبنائهاجنحويا، بعد أن ذهب كلا من الأبوين أدراج الرياح،

وتركا الأولاد في كثير من الحالات للشارع، وما أدراك ما الشارع ، لتتلقفهم أنساق اجتماعية مهترئة
وبنى مجتمعية منحطة، فتمسك بتلابيبهم لتنحدر بهم إلى منعرجات لا أخلاقية، عانى وسيعاني منها المجتمع السوري باستمرار..

- الاختصاصية النفسية السيدة سميرة البابا أجابت على سؤالنا قائلة:

" برأيي تطلب المرأة الطلاق والانفصال عن الرجل بعد محاولات عديدة لإصلاح العطل أو الأسباب التي تنقص المعيشة الزوجية والتي بدأت جذورها تؤثر على الأولاد وتربيتهم ومستقبلهم أي عندما تكون قد وصلت لحدود لم يعد
التفاهم والكلام مجدياً فيها ولم تعد هناك إمكانية للإصلاح حيث الخلل تأصل وتفاقمت المشكلة وبلغت ذروتها.

وهناك عدة أسباب لذلك منها انعدام الثقة بين الزوجين ( كذب دائم، انعدام الصدق، وربما تكون هناك خيانة زوجية أو إهمال قام به الزوج كأب أو حتى كزوج ، وبعد أن تمكنت المرأة من المطالبة بحقوقها وبفرض حصولها على هذه الحقوق وخصوصاً حريتها لم تعد مضطرة لاحتمال وجود الرجل لمجرد أنه رجل البيت أو سندا أساسيا للبيت فقررت إلغاء هذا السند الوهمي. وخصوصاً إذا كانت متحملة أعباء الحياة الزوجية والمسؤولية وخصوصاً تربية الأولاد وبمفردها ولمجرد غياب دور الأب عملياً، فهي لم تعد مضطرة لتحمل أخطائه وغيابه الفعلي، ومن الأسباب أحياناً أن تكون وسيلة ( الأب الزوج ) هي العنف لإثبات وجوده

( رغم فقدانه واجباته ) والعنف بكل أشكاله ( المنزلي – الجسدي – اللفظي ----الخ ) وهذا العنف غالباً
ما يولد لدى المرأة حقدا تفجره بطلبها الطلاق والانفصال وحل الرابطة الزوجية فالضرب والشتائم لم تعد وسيلة لرجولة الرجل وفرض سيطرته بل وعت المرأة وحتى الأولاد أن هذه الوسيلة غير ناجعة وغير مبرر
لوجودها لغرض هيمنته وتسلطه. وعدم وجوده بات ضرورياً وحلاً أفضل لكل أفراد العائلة." أحيانا"

- أما السيدة / ليندا كحيلي / - فقد تحدثت إلينا قائلة:

" توجد أسباب متعددة للطلاق تختلف بحسب المجتمعات غربية – شرقية وضمن المجتمع الواحد حسب البيئة
الاجتماعية المحيطة والسوية الاجتماعية للزوجين ومن ناحية الفر وقات المادية والتعليمية والعمرية ويمكن إجمال أسباب الطلاق والأكثر شيوعاً ب:

- الخيانة الزوجية من قبل أحد الزوجين.
 عدم قدرة الزوج على تأمين مستوى معيشي يمكن أن ترضى به الزوجة.
 عدم التوافق في الطباع والاهتمامات المشتركة بين الزوجين... نظراً لعدم تعارفهما قبل الزواج بسبب طبيعة الموروث الاجتماعي المحيط حيث تتم بعض الزيجات دون بلوغ الزوجين أوأحدهما.
أما بالنسبة لي فلا أطلب أبداً الطلاق ولا أحبذه لأنه غير محبذة المرأة المطلقة في المجتمع، وأيضاً هناك ماهوأهم شيء
في حياتي " الأولاد " لكن قد تكون الخيانة هي سببا لطلبي الطلاق "

- لكن الاختصاصية الاجتماعية السيدة عبير الحسين أجابت مستفيضة بالحديث حيث قالت:

" بداية بإمكاننا القول أنه في بعض الأحيان قد يكون الطلاق وتبعاته الاجتماعية والنفسية والاقتصادية أفضل من الزواج وتبعاته.

وكما هومعروف فالطلاق حالة عامة في معظم المجتمعات لكن بإمكاننا القول أنه حالة خاصة بكل امرأة على
حدا ، فما يؤدي بتلك لطلب الطلاق من زوجها قد تفكر امرأة أخرى ألف مرة قبل طلب الطلاق لنفس السبب
ومع ذلك هذا لا يمنعنا من تحديد بعض الأسباب العامة للطلاق كأن تكون طريقة معاملة الزوج للزوجة سيئة من حيث الشك وعدم الثقة والتعامل غير الإنساني معها وكأنها خادمته ووجدت لخدمته ومن ثم الحط من كرامتها.
أوالغيرة الزائدة التي لا تطاق والعكس صحيح كتفريط الزوج بعرض زوجته أو أن يتزوج عليها
بأخرى، أوالخيانة. ولعل من أهم الأسباب عدم تحمل الزوج لمسؤولياته كزوج، وأن يصبح عبئا على الأسرة ليكون وجوده وعدم وجوده واحد.

وربما هناك أسباب تدفع بالزوجة للطلاق كتعلقها برجل آخر وخيانتها لزوجها أوتغير أحوال زوجها المادية أومفاجأتها بطباعه وأفكاره ومعتقداته التي ربما كانت غير واضحة قبل الزواج.

وهذا لا يمنع من وجود أسبابا خارجية قد تؤدي للطلاق تتعلق بالقدر والمجتمع أوتعرض أحد الزوجين لمرض مستعصي أوبعقم. أوتدخلات المحيط الاجتماعي فالأهل والضغط على أحد الطرفين أوربما سفر الزوج لفترات طويلة تؤدي بالزوجة لطلب الطلاق.

وفي نهاية الحديث ربما الطلاق هوأبغض الحلال إلى الله فعلى المؤسسات الاجتماعية المختصة العمل على
الحد من أسبابه ونشر التوعية بين الشبان والأزواج وربما أن الطلاق أيضاً هوأفضل الحلول في بعض الحالات"

- الآنسة الصحافية الزميلة ميرفت بشماني تحدثت إلينا قائلة:

يمكن بأن أقول له هذه الكلمة عندما أحس أولاً أن الاحترام أصبح مفقوداً بيننا لأن الاحترام هوالأساس الذي
يجب أن تبنى عليه العلاقة الزوجية ويمكن أن يكون ذلك عندما يصدر تصرف ينم عن ذلك حتى لوكانت العلاقة في بدايتها ولأن الحياة المشتركة لا تحتمل التنازل ويمكن إذا حدثت ذلك مرة قد يتكرر وبالدرجة الثانية عندما اشعر أنه وجد حب آخر في حياته لأني لا أحتمل أن يشاركني أحد به0


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى