الجمعة ٥ شباط (فبراير) ٢٠١٦
بقلم غالية خوجة

مجلة دبي الثقافية والتحول إلى العالمية

صدر العدد (129) من مجلة دبي الثقافية الشهرية الصادرة عن دار الصدى للصحافة والطباعة والنشر، محتفياً بالعديد من المواضيع الثقافية الأدبية الفكرية الهامة، مفتتحاً أجراسه بمقالة المدير العام رئيس التحرير الشاعر سيف المري (التحول إلى العالمية)، وفيها يؤكد على أن الإبداع يتحدى الأزمنة والظروف الصعبة التي يمر بها وطننا العربي، ومن تلك الكلمات: وقد تداعت علينا الأمم وصار العديد من البلدان العربية مرتعاً خصباً لكل مغامر، لكننا لن نتوقف عن الكتابة، ولن نتوقف عن الإبداع: فهو سلاح الأمة في مواجهة المجهول الذي ينتظرها، ولعلنا أحوج ما نكون إلى التلاحم والتآزر والتكاتف ونحن نعبر هذا الزمن الصعب، ولعل ما تركه الاستعمار وبذره قبل أن يخرج هو الذي لعب الدور الحاسم في الوضع المأزوم الذي تعانيه الدول العربية، ثم يتابع المري استبصاره ودور الثقافة والحوار في السلام العربي والعالمي، منعطفاً إلى جائزة مجلة دبي الثقافية، وهذه الجائزة التي تطمح في التحول إلى العالمية في دورتها القادمة.

وتنوعت مواضيع الغلاف: رحيل آلان جوفرا أعتى السرياليين، آلاف الكتب تفترش أرصفة صنعاء، جابر عصفور: حكاية لقائي مع السادات، سنية مبارك أول مطربة عربية تتقلد الوزارة، إبراهيم الكوني يحفر نفقاً نحو الحرية، أدونيس: الإنسان كائن شعري، جائزة دبي الثقافية للإبداع وجدت لتستمر، آرثر ميللرصوّر نيويورك مدينة للفن والمال والحرب.
ويفتح باب بانوراما أبوابه للرحيل إلى: (رسالة سلام من القديسة سانت كاترين)، و(إسطنبول مدينة الفتوحات الإسلامية)، ونقابل بورتريه (آرثر رامبو) الذي ذاق العذاب حتى النخاع، ونقرأ في (دراسة): لأسطورة في أدب سماء عيسى، وفي (متابعة): أبو ظبي مقراً لاتحاد الكتّاب العرب والصايغ أميناً عاماً، بينما في باب (دراما) فنطلع على (صمت الحملان بين قلم هاريس وقلم جوناثان ديم)، و(حرب النجوم في نسخته الجديدة)، وفي (حوار): محمد المخزنجي، النفس البشرية قارة مجهولة، وباسمة يونس تقول: لم أضع نفسي داخل جلباب كاتب بعينه، وفي (تحقيق) نطلع على الرواية العراقية بين ملح التلقي والانعتاق، ونشاهد في باب (تشكيل): أعمال حسن شريف وجماليات التلقي، ورولا أبو صالح لوحات واقعية بروح العصر، وفي (أجنحة الخيال) نقرأ القصائد والنصوص والقصص، كما نطلع على الطاقة النحتية العربية الاستثنائية (أحمد البحراني)، وفي (مدارات ودراسات) نقرأ: حمدة خميس لا تجد فرقاً بين الحب والوطن، نبيل عناني: التزامي بقضيتي يعفيني من تغيير أسلوبي الفني، وفي باب (إيقاع الروح) نكتشف كيف اكتشف حليم الرومي فيروز ووديع الصافي والرحابنة، ونقرأ: في رحاب الأخوين رحباني للشاعر هنري زغيب. ونطلع على أهم أحداث المشهد الثقافي مع باب (الثقافة في شهر)، أمّا ما يتوافر على أرفف المكتبات، فنطلع عليه في باب (دنيا الكتب)، كما تكتشف المجلة المزيد من المواهب الأدبية في باب (نادي الأقلام).

كما يواصل كتـّـاب العدد رؤاهم، ومنهم أدونيس الذي كتب (شرارٌ يلتهم بعضه بعضاً)، وأحمد عبد المعطي حجازي: إيزيس وحامد عبد الله، وعبد العزيز المقالح: عن أحلام الروائي الكبير نجيب محفوظ، ومحمد علي شمس الدين وخطر الإقامة في الظواهر، ومحمد برادة والحراك الثقافي والتنمية، وعبد السلام المسدي والعربية ومكر الأوصاف، والمنصف المزغني يكتب (محفوظ وماركيز والأدب المحظوظ).

ومن مواد العدد: خضير ميري يترك ميراثاً ثقيلاً من منجزه الإبداعي، جريمة غامضة غيرت مجرى حياة أوسكار بيستوريوس، أعمال جبران الكاملة تترجم إلى العربية، ومحمد حسن الحربي: المعلومة السليمة تعني كتابة مفيدة، ونجوة قصاب حسن وأطول دراسة في العالم حول السعادة.

ويختتم العدد صفحاته مع رفة جناح مدير التحرير الكاتب نواف يونس: (تسونامي التناقضات)، والتي يستبر فيها أغوار المجتمع العربي وأفراده سيكولوجياً من خلال التناقضات المتضاربة حتى بيننا وأنفسنا أيضاً، وما نعانيه نتيجة هذه التناقضات المتبدلة بسرعة على مختلف أصعدة حياتنا، والتي يختتمها بقوله: إن من يختبئ وراء أصبعه هو واهم بأن لا أحد يراه، وعلينا أن نتصارح ونكاشف بعضنا بالحالة المرضية التي وصلنا إليها، والتي تجمع فينا كل هذه التناقضات الفكرية والدينية والسياسية والاجتماعية، التي تتراكم شيئاً فشيئاً لتكون "تسونامي" من التناقضات، والذي سوف يعصف بكل ما تبقى لنا.

هدية العدد كتابين، أولهما: عن الشعر في زمن اللا شعر، د.رشيد بنحدو، وفيه يتساءل: هل هو فعلاً زمن اللاشعر هذا الذي يتدبر فيه اليوم شعراء العالم بصعوبة لا شؤون إإبداعهم للقصيد فحسب، بل أيضاً شؤون حياتهم اليومية؟ ضمن المحور يأتي الكتاب متضمناً عشرة فصول عبارة عن عشرة أسئلة، منها: ما هو في اعتقادكم موقع الشاعر في المجتمع؟ هل ينبغي للشعر أن يكون في خدمة السياسة أم مستقلاً عنها؟ ماذا تقترحون للتخفيف من أزمة الثقة المستفحلة اليوم بين الشاعر والقارئ؟ ما رأيكم في أهمية اسم الناشر الذي أصبح، في حياتنا الأدبية، يكتسي بشكل مزعج أهمية تفوق أهمية اسم المؤلف؟ هل ينبغي للشعر أن يحاول توسيع الإمكانات الروحية للغة؟ ولبرنار نويل رأيه في ذلك: الشعر! لكن ما هو الشعر؟ إنه سعي الإنسان إلى التحول من خلال لغته، أرجو أن تكون الثنائية المفترضة في الروحية القديمة قد انتها. أن أفكر (أن أكتب) يعني أن أبذل جهداً ماذياً، لا روحياً، وإذا كنتم متشبثين بكلمة (روح) فسأقول لكم إن اللغة هي الروح.
يحتفي الكتاب بآراء العديد من الشعراء التي أتت كإجابات، نذكر منهم: شارل أوتران، فيليب بارو، مشيل بلوك، شارلوت كالميس، غاستون كرييل، برونو دوروشيه، مارغريت غريبون، أندريه ماريسيل، بيرنار نويل، هنري روجييه، دومينيك سيلا، جوروج تيمليس، هنري فاكلير.

ثانيهما: دعوة عشاء وقصص أخرى/ د.صالح خليل أبو أصبع، وتبدأ المجموعة بقصة (يا له من نهار) مهداة إلى الشهيد عاطف بسيسو، ثم تأتي قصة بعنوان (سحر يوم ربيعي)، وتتوالى القصص، ومنها: روح هائمة، الأمل باللقيا، ويظل ينتظر، هروب، قوت القلوب، الحلم، رحلة العزيز إلى بلاد الإنجليز، الحاج مفتاح، ثلاث زوايا الطالب والصحافي والمخب، الحاجة هنية، كشف حساب، الميراث، ودعوة عشاء التي تبدأ بالهدية، متسلسلة: تجربة الدخول إلى المطعم، الطعام، التجربة، وتختتم بالمقطع الأخير (الاستجابة للدعوة): سألتني ابنتي: هل ستستجيب للدعوة وتكرر التجربة ثانية؟ لم أجب، ولكن ابنتي قالت: أبت أريد أن أذهب معك.

وتنتهي المجموعة بقصة حذاء في وجه إمبراطور الشر، وهي قصص قصيرة من الواقع، ورسائل الهاتف المحمول والمشاهد الإخبارية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى