الأربعاء ١٨ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٦
بقلم غالية خوجة

مجلة كلمات

ما أدراك ما مجلة كلمات ؟

أشرقت هذه المجلة العالمية من أوستراليا بمجهود شخصي أقدم عليه الدكتور رغيد النحاس مستثمراً غربته و مهارته و ترجمته المثقفة في رحلة أكثر غربة مع مجلة كلمات التي ابتدأت صدورها الفصلي باللغتين العربية و الإنكليزية ، و لم تلبث أن اكتشفت المجلة أن اللغة العربية الأم التي كان يصدر بها عددان في كل سنة لا تنال ما تستحقه من اهتمام قرائي و إعلامي و نقدي ، فتوجهت إلى إصدار أعدادها الأربعة باللغة الإنكليزية لتتوجه بكتاباتنا إلى القارئ غير العربي المهتم بالكلمة أكثر.
عرّفت المجلة بالكثير من الإبداعات الإنسانية خلال عمرها الذي لم يتجاوز الست سنواتً ! وحال هذه المجلة كحال الكثير من المطبوعات الجادة ، المختلفة ، والمتميزة ، التي تنطلق لتنعطف باللحظة إلى فضاء أجمل ، لكنها تتفاجأ ـ و للأسف ـ بانتكاسات وانكسارات وأزمات مادية ، لا تسمح لها في الاستمرار ... أ ليس هو ذات المصير لمجلة )شعر) وغيرها ؟!

أ ليس من المخجل أن تتوقف مجلة تقدم المشع و المفيد و المتنوع فقط لأنها تصدر بجهد شخصي لم يحظ َ بما يستحق من اهتمام و دعم معنوي و مادي يساعدها على الإشراق .؟

كم هو مؤلم حال الإبداع في أمتنا .. و كم هو جارح ألآ نرى الأعداد الجديدة من مجلة مثل مجلة كلمات ، فقط ، لأنها لم تجد من يساهم في تمويلها في وطن فيه من الأغنياء ما يكفيه لإصدار الكتب والمجلات و إقامة المشاريع الثقافية المميزة التي توضح للعالم من هم العرب في النهاية؟

أ و ليس الرهان المستقبلي على الثقافة العربية الحاملة لوجودنا و المحمولة بوجودنا؟ فلماذا يهمل المعنيون هذه الحضرة و هذا الحضور لصالح الأمور الزائلة الأخرى ؟

لماذا لا يرى بعض هؤلاء القادرين مادياً سوى الجهة الأخرى من عالمنا فيدعمون ـ وبشكل لا معقول ـ كل ما يتعلق بالسطحية و التسطيح كدعمهم للراقصة فلانة ، والفرفشة علانة ، و البرامج التي لا تليق بمستوى عاقل ؟ لماذا لا يرون أن للكلمة والعقل و الروح درجة أرفع ، و درجة ترفع من حال هذه الأمة ؟

إن مجلة (كلمات) لن تنطفئ ، حتى لو توقفت عن الصدور ، و كلنا أمل أن يكون هذا التوقف مؤقتاً ، لأنها ستظل الأثر المحفور حتى في الزمن الآتي ، و تظل الذاكرة الجميلة لكلمات ناغمت مختلف الأشكال الإبداعية ، و أضافت إلى مشهدنا الثقافي ، العربي و العالمي ، مجلة مترجمة في زمن غافل عن الكلمة و الترجمة و الثقافة ، وللراغب في القراءة أن يفتح موقعها الالكتروني www.kalimatinternational.com

و باسم جميع الأدباء العرب أوجه تحية إلى الدكتور رغيد النحاس ، و أظنها تحية لا تعادل ما بذله و قدمه و أضافه ، و ليعتبرها وروداً متوحشة من مقالات الثلج التي كانت تتساقط بين أغلفة (كلمات) .. تلك المجلة التي أضاءت حيزاً من الفراغ ، فحفرت فيه ضوءها الخاص ، و وجودها المختلف ، و بقاءها الذي لن يفنى .
***


مشاركة منتدى

  • عبري مسيحي إسلامي

    وحدوا الإنشقاق بين الأشقاء

    لنحارب هذا الوباء

    بين الإنسانية جمعاء

    بيقظة لا تخشى

    من مرض غريب الغرباء

    أنتم حماة الأبرياء

    تعاونوا على سلامة البقاء

    يسودها التآخي و الإيخاء

    أناشد دعاة و أولياء

    يا أساتذة يا علماء

    يا مدعين علم الكيمياء

    بشروا العالم بهذا النداء

    إلزموا بيوتكم

    حذاري من تبيعة

    أشاتذة البيع و الشراء

    رسالتنا سمحاء

    خالية من أي ذماء

    رجالا و نساء

    حاملين راية بيضاء

    إخلاصا للبيعة و الولاء

    حي خالد مدى البقاء

    ضل لأمة كظل السماء

    راعيا بعيون لا تخشى هذا الوباء

    بيقظة تحت أشعة شمس الصحراء

    راعيا جبال و جمال الرمال

    رضى من السماء متعالي

    جزاء لصبر ملك و شعب مثالي

  • نجيب محفوظ ----- ملك الرواية
    عبدالجبارنوري
    تحية لنجيب محفوظ الذي وصفته جريدة لوموند الفرنسية الناطقة بأسم الحزب الشيوعي الفرنسي في ثمانينات القرن الماضي ، قائلة : صباح الخير ----- ياملك الرواية .
    فهو كاتب البورجوازية الصغيرة والفقيرة المعدمة والتي تكافح من أجل البقاء ، ولآجل أثبات وجودها ، فهو أكثر فهماً للطبقة الوسطى ، وأقدرهم تعبيراً عن مشاكلها ، وأستعراض دقائق حياتها ، وكشف واقعها وطبيعتها والظروف الحضارية والتأريخية وطبيعة القوى الأجتماعية وصراعاتها وحركتها التطورية في المجتمع المصري بالذات ، ووضع محفوظ للمتلقي رؤية واضحة عن الظواهر الأجتماعية بتقديراتٍ سليمة ، فهو ديمقراطي تقدمي في مجتمع شرقيٍ متخلف .
    هو صاحب ( الثلاثية ) والتي تعتبر أفضل رواية عربية في تأريخ الأدب العربي حسب رأي أتحاد كتاب العرب ، وتتكون الثلاثية من ثلاثة حكايات مصرية :
    بين القصرين 1956
    قصر الشوق 1957
    السكرية 1957
    وأظهر نجيب محفوظ في الثلاثية النمط الأنساني ، معتمدا التحليل النفسي والنقد الأجتماعي بحيث جعل التأريخ شاهدا حقيقيا حياً في سوسيولوجية المجتمع المصري وتراثه الحضاري والعلاقات الأجتماعية عبر رسم شخوص الرواية وتناقضاتها وأرهاصاتها الداخلية وبفطنته البارعة عطر بين سطورها بخط الكوميديا ، لكون الكوميديا طابع أصيل للأمزجة المصرية .
    وأن أسلوب محفوظ متأثرا بالمدرستين الواقعيتين الفرنسية والأنجليزية مع أنفاس الأديب الفرنسي " أميل زولا " ومدرسته (الطبعانية) أي فلسفة المذهب الطبيعي في الفن والأدب والعلوم الطبيعية .
    نجيب محفوظ1911-2006 روائي مصري أول أديب عربي حاز جائزة نوبل في الأدب ، تدور أحداث جميع رواياته على مساحة جغرافية مصر ، ويؤكد في نتاجاته الأدبية ثيمة ( الحارة ) التي توازي العالم ، فقد شغل ذاكرة الأمة الأدبية والثقافية بعالمه الروائي والقصصي المتسم برموزه وشفراته المراوغة والتي أصبحت حبلاً سريا مغذياً للسفر التراثي الأدبي لعصرنا الحاضر ورافداً غزيراً لا ينضب من الأعمال الرصينة ذات الشفافية العالية لسفرالأمة الثقافي ...
    فهو العزيز في زمن الجدب ، فصاغ لنا مفهوم الحداثة ببراعته الفائقة وبشخصنة محفوظ المعصرنة بناءاً ومادة وتكنولوجية بمقاربات في التطور الجمعي السوسيولوجي والتي يهدف منها محفوظ في أعادة صنع الأنسان المصري ضمن حاضره ليستشرق فيه المستقبل بخطى واعية ونظرة حصيفة وقدرة على الأبتكاربدون قيود ويجعل لها رافعة واحدة هي ( التعليم ) ، لذا تفتحت أمامهُ كل سبل المجد بفوزه بسيمياء الشخصنة المحبوبة قبل فوزه بجائزة نوبل ، حيث تمكن برصانة أسلوبه السحري في أختيار الألفاظ من الحصول على رضا ( اليمين والوسط واليسار والقديم والحديث) .
    فنجيب محفوظ مؤسسة أدبية و فنية مستقرة وضعت هذا الأديب الأسطوري بموقع المؤسسة الشعبية ، ولأن أسلوبهُ يجمع بين الحدث التأريخي والحكواتية الشعبية الواقعية .
    ويعتمد الرمزية الجزئية وبواقعية سحرية غريبة ينحو مندمجاً مع الرمز الكلي بدلالاتٍ متعددة منتجاً أكثر من تفسير ، وأن عالم محفوظ يضمُ بين جنباته عدة مدارس في آنٍ واحد فهو ينحو من الواقعية النقدية ألى الواقعية الوجودية ثم ألى الواقعية الأشتراكية أضافة ألى تزويق الرواية بجماليات السريالية ، لذا وجد النقاد بأنهُ (متحف ) لألمامهِ الموسوعي بجميع مذاهب ومناهج وأتجاهات النقد الأدبي أبتداءاً من التأريخية وأنتهاءاً ب( البنيوية ) .
    كما تحتوي كتاباته على مفارقات تنحو أحياناً كثيرة ألى التعداد والتنوع والتضارب والتعارض ومتناقض الأضداد فأنهُ يقدم حالة نموذجية لدارسي ( الهرمينوطيقا الأدبية )* فهو يقدم مادة غنية لألوانٍ مغايرة في الدرس النقدي وهو ما أطلقتْ عليه الحداثة الأدبية أسم نقد النقد أو ما بعد النقد . وأن كتاباته الروائية أو مجموعاته القصصية تربطها مجموعة من العلاقات تتخلل النصوص جميعاً وتوحده ألى نصٍ واحد كما نرى هذا المنظور في رواياته : أولاد حارتنا واللص والكلاب والقاهرة الجديدة وعبث الأقدار .
    أولاد حارتنا --- هذه الرواية قد كتبها محفوظ بعد ثورة يوليو1952 بعد أن رأى أن الثورة أنحرفت عن مسارها ، ولم يتم نشرها في مصر ألا بعد 2006 ، ولعل ملخص القصة تبدأ ببطل الرواية ( الجبلاوي ) كان شخصاً عنيفاً صلباً متسلطاً ومزواجا لهُ الكثير من النساء – وهنا عقدة الرواية في أحتدام الجدل بين الأوساط الدينية بأن محفوظ يقصد بالجبلاوي الذات الألهية لذا كفروا الكاتب ومنعوا نشر الرواية ، وتعرض لحادثة أغتيالٍ فاشلة في 14 تموز1994 من جانب أنصار التيار الديني المتطرف .
    وحسب أعتقادي الفكري وقراءاتي المتعددة للرواية وفي أزمنة مختلفة : أرى أن محفوظ يقصد بالبطل رمزيا بالحكومات المستبدة الذين حكموا مصر الفراعنة والمماليك والأتراك والأسرة الفاروقية وعساكر أنقلاب تموز، أما الأخوة عباس وجليل ورضوان – عدا أدريس – يمثلون الطبقة الضعيفة والمستلبة في المجتمع المصري .
     أنتهج فيها أسلوباً رمزياً يختلف عن أسلوبه الواقعي ، فهو ينحو في هذه الرواية جاهداً على أبرازالقيم الأنسانية التي نادى بها الأنبياء كالعدل والحق والسعادة الروحية ، ولكنها أعتبرتْ نقداً مبطناً لبعض ممارسات عساكر الثورة والنظام الأجتماعي الذي كان قائماً.
     على العموم كانت أكثرجدلاً من حيث المضمون بين الأوساط الدينية بالذات ، حاول الكاتب أن يصوّر للفقراء والمعدمين مدى الظلم الذي لحق بهم وبالبشرية عموماً منذ طرد آدم من الجنة وحتى اليوم حيث الأشرار يعيثون فساداً في الأرض ويستبدون ويستعبدون الضعفاء وقد غلقوا أبواب الأمل أمام الطبقات المسحوقة أن تتمتع من نصيبها في الحياة .
     سلط ضوءاً على العبودية والقهر مبيناً وبجرأة فائقة حركة التأريخ في الصراع الطبقي للمجتمع المصري الذي يعيش الخوف والجوع ووضوح الفروق الطبقية بشكل مذهل ورهيب ، ووضحها محفوظ ببراعة بليغة وهو يحرك خيوط شخوص الرواية في توزيع الأرث من قبل رب الأسرة بصورةٍ غير عادلة تكتنفها الأنتقائية والأزدواجية والتحيّزْ والتعسف بأعطاء الحظ الأوفر ل (أدهم) والذي يقصد به آدم وحرمان ( أدريس ) الذي يقصد به أبليس، وبهذه الرمزية وهي الصفة المتعارف عليها عند الحكومات المستبدة ، وهي أدانة للنظم الشمولية والدكتاتورية .
    - وأنهُ لم ينتقص من الدين ورموزه ولا من ثوابته ومسلماته الفكرية بل هو أستعملها كماشة نار في تقليب الحوادث المأساوية على مساحة جغرافية مصر والعالم العربي ، وما كانت حكاية ( عرفة ) في نهاية الرواية والتي رسم له شخصية معرفية وموسوعية لكي يجلب أنتباه القاريء والمتلقي بأن رافعة التغيير تكمن في ( التعليم والمعرفة ) الذي يمثله (عرفه ) وجعل العلم البلسم الشافي والطريق القويم ألى " أولاد الحارة " في النهوض من كبوتهم ، ولعل أهم شاهد على عدم تعرضه للأديان وبالذات الدين الأسلامي هو ما جاء في الصفحة 583 من الرواية ( ---الدين الذي هو منبع قيم الخير والعلم الذي هو أداة التقدم والنهضة في حاضرنا ومستقبلنا).
    - وكان يرى أن الدين قد أُستغلّ ووظّف توظيفاً خاطئاً أدى ألى شقاء الأنسان كما رأينا في سطوة الكنيسة في القرون الوسطى والفتوحات الأسلامية في القرون الماضية وتعسف الدولتين الأموية والعباسية وعبث ولصوصية الدين الراديكالي وتسلطه على رقاب العراقيين بعد الأحتلال الأمريكي البغيض .
    وأعتقد بأن أتهام محفوظ بالزندقة والألحاد فهو محض أفتراء على الرجل حسداً وغيرة لنجوميته الأدبية المتألقة وهو الأديب العربي الوحيد الذي فاز بجائزة نوبل في الأداب ونتاجاته الثرة التي وصلت ألى أكثر من خمسين بين روايات وقصص وبحوث ونقد ، وسوف أفند بطلان هذا الأتهام الظالم: بأن محفوظ في مجمل سير الرواية آمن بالموت لجبلاوي ، وهل تموت الآلهة ؟؟؟وكذا بطله العلامة ( عرفه ) مات وفنى كجسد وبقيت معارفه شاخصة ألى الأبد ، وهنا أتكأ محفوظ على ركيزتين في أحترام الثوابت الدينية وهما الخلود لله والموت والفناء للبشر وركيزة العلم ، وثم أصطفاف أعداء الرجل من رجال الدين والأزهريين والمد الأخواني ووعاظ السلاطين وجماعة الوفد وعساكر الثورة البورجوازية ورجال الحقبة الملكية التي عاصرها الكاتب والذين أخضعوا مصر للمستعمر ، وهو الذي سفّه آراء من أعتقد ويعتقد أن الأمور سوف تتغيّرْبعد ثورة 1952 معلناً حقيقة تأريخية ( أن صنماً هُدم ليبنى صنماً آخر أو بعبارة أدق ذهب الظالم وبقي الظلم ) وعرض بشكلٍ جزئي سلبيات نظرية الحق الألهي في فرض عبودية بطل الرواية الجبلاوي على أسرته وهي رموز تشبيهية لدكتاتوريات حكام العرب قديما وحديثا ، وأن تشبيهات الكاتب لشخوص الرواية بالرموز الدينية قد خدم النص والفكرة التي أنشيء من أجلها المتن .
    أخيراً/ لقد آن الأوان لأولاد هذه الحارة أن يعرفوا سر ضعفهم وخنوعهم وأن يثوروا لكرامتهم وكبريائهم وأن يلقوا بالتخلف والجهل والأنقياد والعبودية بعيداً ، هذه هي الروح التي تبنتها الرواية " أولاد حارتنا " فهو لم يدعو للحرب بل للحوار والسلم لذا أنهُ أستحق جائزة نوبل .
    وأن الرواية تبشر بيومٍ يستطيع فيه الأنسان أن ينتصر على السلطة الغاشمة وأدواتها الفتوات والبلطجية وعاظ السلاطين والجهل وكانت آخر كلمات الرواية والتي حركت مشاعري وأحاسيسي من الأعماق --- لكن الناس تحملوا البغي ولاذوا بالصبر وأستمسكوا بالأمل وكانوا كلما أضرّ بهم العنف قالوا لابد للظلم من آخر ولليل من نهار ونرى في حارتنا مصرع الطغيان ومشرق النور والعجائب ، نعم... نعم سوف يولد يومٌ جديد في عراقنا المأزوم والمسروق وتشرق شمس الحرية في وادي الرافدين الجميل ويتحقق شعار الشباب المنتفض اليوم في عراقنا الحبيب وطن آمن وحر .
    *الهيرمنيوطيقا : هي نظرية أدبية تعني بالمعنى الدقيق للكلمة: الدراسة المنهجية لطبيعة الأدب ، فهي مرتبطة بمذاهب الفلسفة وعلم الأجتماع وهي فن دراسة فهم النصوص في فقه اللغة واللاهوت والنقد الأدبي لذا يستعمل الأصطلاح في الدراسات الدينية (ويكيبيديا للحرة )....
    بعض المصادر والهوامش /
     جبرا أبراهيم جبرا – الأسطورة والرمز – ترجمة – بغداد 1973 ص 258
     سليمان الشطي – الرمز والرمزية في أدب نجيب محفوظ- الكويت 1976 ص29
     لويس عوض – دراسات في النقد والأدب – القاهرة ص 345 – ص346
     احمد ابراهيم الهواري - مصادر نقد الرواية في الادب العربي الحديث – القاهرة 1979 .
     ادور الخراط – عالم نجيب محفوظ –مجلة المجلة 1963 – ص 37
    أديب وباحث عراقي مقيم في السويد
    في كانون ثاني2021

  • رسالة اللامنتمي

    أيها السادة ما تفعلونه !!
    لم يكن من وصايا أمهاتكم ?
    ولا من تعاليم أبائكم و أجدادكم ؟
    يوم تخرجكم من الكلية العسكرية
    برتبة شرف .!!!!
    قالوا لكم : لا تخونوا بلادكم
    لأنها أمانة في أعناقكم
    و قد خنتم . ؟
    ثم قالوا لكم ثانية :
    لا تقتلوا أحد من أخواتكم
    و قد قتلتم .!
    قالوا لكم مرة أخرى :
    مبدأ القوّة لا يحصد نتائج مثمرة دائماً ؛
    وبالقوة لا تجعل الآخر مقتنع بك
    و بأفكارك .؛
    أريد أن أقول لكم شيئاً أيها الجنرالات
    أن عازف الكمنجة بأمكانه أن يٌبكي
    الملايين و يٌضحك الملايين .
    و ليس كل شيءٍ يمشي بمنطق القوة
    و الرصاص و الحديد .
    لقد حرر المهاتما غاندي النهد بثورة
    الملح ,و سجن نيلسون مانديلا
    ثلاثون عاماً وحرر بلده من التميز العنصري
    حين كان يطلق جيفارا رصاصه على أعدائه
    كان يصوب الهد ف نحو الأقدام لكي يموت
    الخصم .
    الحمام أيها السادة : يعلم أن هناك صقور و نسور
    رغم ذلك يعيش منسجماً بفضائه الرحب .
    والنساء أيها السادة توٌلد الحياة بالحب رغم
    قسوة المخاض والألم و الموت أحياناً
    أريد أن أقول لكم :ايها السادة أن الريح
    تدغدغ الشجر لا لكي تقلعه
    إنما لكي ترقص معه .
    وإذا ما اندلع حريق في غابة
    فإن الريح تجذب السُحُبٌ لأطفائه .
    أعلموا أيها الجنرالات
    أن الحب يعوم حتى في المياه
    الضَّحْلة
    ليٌخرج منها زهرة اللوتس البيضاء.
    أن الحياة ولدت لكي تثمر معنى الوجود
    و تستمرلنا .....ولغيرنا ......لا لكي تموت و تندثر
    بحمقاتكم اللاخلاقية و اللانسانية
    أيها الجنرالات عليكم
    أن تفرقوا بين الماء و الدم؟
    و بين الموسيقى و الرعب؟
    بين الضوء و العتم
    و بين الموت و الحياة
    و مهما قتلتم من بشر
    سيولدون في كل ثانية أخرون
    ومها حرقتم من شجر
    سوف يتفتق في كل ربيع
    مليارات البراعم .
    ومهما خربتم و دمرتم معالم المدن
    ستكون هناك أجيال و أجيال
    تعمرها لترفع
    نور الحياة من جديد. .

  • يوم آخر يتوارى وراء الظل
    كامرأة تنزلق على عجل
    من فرط غرامها بالحب
    أيضا للجمال وجع وألم .،
    خالي من الضوء هذا الصباح
    يبعث بغشاءٍ ضبابي
    يوم آخر دون شمس يرحل وراء
    الظل .، و الذي بشمسٍ يرحل هو
    الآخر .
    أنسى رؤية نفسي في الضباب .
    لكن ثمّة جانب مني لم يجف بعد
    هذا ما يصل إليّ عبر جهاز التنفس
    آخذ من كل يومٍ نسيج اللحظات
    حسب دفئه
    ومن قطع الحياة أسرق الحب
    قبل غيابي المحتم القادم .
    لم أكن لأنحني الى جهة الهاوية
    و ليس لي خيارعن فقدان الأيام
    كان لا بدّ للكلمات أن تدخل مسام
    جلدي لأصبح كلي قصيدة
    الحب جميل و هادىء هذا المساء
    و غداً سيكون اسمه اليوم
    وسيرحل وراء الظل ك سابقة .

  • من ديوان اللامنتمي
    لا حدّ لهذا الحزن ، أزاولهُ
    كأنه عادةٌ مُزمنة، أو مرضٍ عضال
    أثقلَ من هَرمٍ سوداني يتربّع في
    الصحراء .
    وفي فجوة الأزمنة المتاحة لي
    في الحياة .، أطل بنصف وجهي المفرح
    لأشهدَ أيامي المدفوعة بنوع من البهجة .
    تتمرَّغ روحي في طين الوقت لكي
    تستعد للطيران مني
    حائرة بين خيوط الفرح و لون الحزن
    الإمكان مثل عصفور
    يتمَرْغَلُ وسط بركةٍ ضحلة.
    ذاكرتي التي لم تُرد أن تصير كيساً للقمامة
    فضلات الحزن المتبقيَّة تقاسمني
    نصف أيامي .
    دماغي المهزوزة من هذا الحزن
    كيف للعالم أن لا يحزن على اغتصاب النساء؟
    أو ضربهن أو موت الأطفال في الحروب ؟
    أو المجاعة التي تعصف بالبشر .
    من يستطيع أن يقول لي: من أين تبدأ الذاكرة
    من يستطيع أن يقول لي : متى ينتهي الوجع
    و الألم المجاني .
    في آخر الليل
    أنا من يفتح أبواب، الذاكرة
    ولا يعرف كيف يُغلقها، وينام.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى