الثلاثاء ٧ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٦
بقلم نبيل درغوث

"محمد إقبال" في تونس مع كتابه "تجديد التفكير الديني في الإسلام"

محمد إقبال، فيلسوف وشاعر صوفي، هنديّ مسلم ولد بالبنجاب شمال الهند سنة 1873. درس بلاهور ثمّ سافر إلى أوروبا سنة 1905 فدرس الفلسفة والحقوق بجامعة كامبردج بأنقلترا، تحصل على دكتوراه في الفلسفة من مونيخ بألمانيا. عاد إلى لاهور سنة 1908 حيث درّس الفلسفة واشتغل بالمحاماة وشارك في النشاط السياسي إلى أن توفّي سنة 1938.

أمّا حلوله بتونس فهو عن طريق صدور كتابه "تجديد التفكير الديني في الإسلام "بدارالجنوب للنشر –تونس ضمن سلسلة "معالم الحداثة" الّتي يديرها الدكتور عبد المجيد الشرفي، أستاذ الفكر الإسلامي والحضارة العربية بالجامعة التونسية.

الشاعر محمد إقبال

و قد جاء بالبيان التأسيسي لهذه السلسلة

"...ولأنّ كسب معركتنا مع التخلّف والتبعيّة رهين نجاحنا في إبداع فكري حيّ يتفاعل تفاعلا إيجابيّا مع ظروفنا وشخصيّتنا ومطامحنا ومع العالم من حولنا. [...] ولأنّ البحث عن الحقيقة واستكناه غوامض الأمور وسبر أغوارها مسؤولية يتحمل الإنسان- بما هو إنسان- عبئ أدائها، فإنّ هذه السلسلة تطمح إلى أن تكون ملتقى الآراء والخبرات ومخبر الأفكار والأطروحات وساحة يشترك في تعميرها ذووا الاختصاصات المختلفة وكل صاحب نظرية في الاجتماع والتاريخ والفن والأدب واللغة والاقتصاد والدين والفلسفة والعلم والسياسة، وهي لذلك لا تفرض وجهة معينة ولا تفضل مقاربة على أخرى، رائدها جدية الطرح دون إغلاق، وحرية النقد دون جدل عقيم، وعمق التحليل دون الوقوع في التبسيط المخل أو التخصص الضيق. [...] وستكون هذه السلسلة مفتوحة في وجه الكفاءات التونسيّة والعربيّة تنشر الجديد من إنتاجها وتعيد نشر ما يعزّ العثور عليه من آثارهم الّتي قدموا فيها إضافات متميزة."

الشيخ على عبد الرازق

ولعلّ ما يلفت الانتباه أنّ هذا الكتاب "تجديد الفكر الديني في الإسلام" ظهر في فترة مابين الحربين مع كتب أخرى منها "اللإسلام وأصول الحكم" لعلّى عبد الرّزاق الّذي نشرته أيضا دار الجنوب للنشر تونس سنة 1996 في نفس السلسلة "معالم الحداثة" وهذه الفترة تعرّض فيها العرب والمسلمين لصدمة الحداثة التي نتج عنها الوعي بضرورة تغيير المواقف الفكريّة والسلوكيّة على أمل النهوض بالعالم العربي الإسلامي.

و ذكر الدكتور عبد المجيد الشرفي في ما يخصّ هذا الكتاب :"إذا كان الدارسون في العالم الإسلامي وفي غيره يعرفون هذا الكتاب، سواء في لغته الأصلية أو في ترجماته، فإنّه أضحى عزيز المنال بالنسبة إلى القارئ العربي الّذي لا يجده بسهولة في المكتبات العمومية والتجاريّة. وهو ما يبرّر إعادة طبع الترجمة العربية وجعلها في متناول الجمهور العريض، فلا شكّ أنّه سيجد فيه الغذاء الروحي والفكري الّذي يغنيه عن الأدبيات الرائجة في الأسواق، والّتي تدّعي أنّها إسلامية بينما هي لا تكرّس سوى الجهل والتخلّف والتحجّر."

كتاب "تجديد التفكير الديني في الإسلام" كتاب له من الأهميّة ما يبرّر إعادة نشره في هذه السلسلة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى