مرآة العاشقين
سفرت فبانت في الكمال المبهر
ذات الدلال بثوبها والمئزر
حوراء فاتنة تُرى وكأنها
وسنانة في ليل صبٍّ مقمر
والخصر أهيف والحرير يلفّه
نجلاء حاكت ظبي بيد مقفر
مرآة كل متيّم عشق الهوى
وتريه شكلا طبق أصل المنظر
قدٌّ بقدٍّ شاكلته في الرؤى
وتباينت عن كونه بالجوهر
فرعاء فائقة الجمال بحسنها
فاقت على أقرانها بالمنظر
فينانة والليل حاكى شعرها
وجبينها في عتم ليلٍ مبدر
رقّت تسامت في العلا وتسامقت
حتى ترائت فوق كون المشتري
تمّت ملاحتها وأكمل حسنها
وتعطرت بالمسك ثمّ العنبر
فتنت مفاتنها البهية عاشقا
وتمايلت كالسمهريّ الأسمر
فرموشها كسهام قوس صوّبت
واللحظ منها قد بدا كالخنجر
قد صوّبته نحو صبّ عاشق
أردت فرائصه ليوم المحشر
ردحت على سفح الزمان بربوة
إذ قدّ أول طلعها من آخر
عرجونة الساقين في حلباتها
ورضابها كالسلسبيل المخمر
تسقي بكأس زنجبيل مذاقه
من خمر دنّ قد جرى كالأنهر
تضفي على غصن الأراك نضارة
أوراقه تزهو بلون أخضر
ورقاء تنمو بين أفنان الربى
لم يعتريها الشحّ لا لم تقهر
تيهي بروض والخلود ربوعه
يا مروتي ومن الرضاب فأزهري
يا مروة دان الجمال لحسنها
بقوامها الفتّان والعود الطري
إن زاغت الأبصار منّي فارشدي
وإذا شُغلت بغير وجدك فاقبري
إني قتيل اللحظ مضنى في الهوى
وعلى رفاتي إن مررتي فاعبري
منّي عليَّ برمق عين مروتي
وتبهرجي في عين صبٍّ مبصر