الثلاثاء ٢٦ آذار (مارس) ٢٠١٣

مرفأ الحلم

محمد بوثران‎
تتساءلين صديقتي
كيف التقينا ذات يومٍ أو مساءْ
تتساءلين صديقتي...
كيف الدفاتر في يديكِ لها قضاءْ
و أقول أن الله يفعل ما يشاءْ!
تلك العيون بسحرها اختصرتْ نساءْ
عسليّةٌ، بين القطيفة و الرخامْ
خمريّة ٌ لا لون يشبهها...
كحزن الأنبياءْ.
تلك الجفون رمادها
و يزيد روعتهٌ البكاءْ...
دمع ترقرق في السحابِ
و في السماءْ...
حزنٌ كحزن الأنبياءْ؟
(قيسٌ) يفتّش عن عيون غزالةٍ
(ليلى)
و يسألني
إذا صادفتُ في عينيكِ (ليلى)
كيف أخبره
بأنّي لستُ أعرف فيكِ ليلا؟
(عنترَ) العبسيّ
لم يحضرْ جنازةَ حلمهِ
هذا المساءْ
في الحانةِ الليليّةِ..
الملهى!
و لم يختر فساتينا لــ(عبلة َ)
أو رداءْ...
يهجو (جميل)،
كيف يتركها (بثينةُ)
تعصر التفاح للغرباءِ...
فوق جبينها
حزنٌ كحزن الأنبياءْ.
تتساءلينَ صديقتي
كيف استطعتُ الرسم بالكلماتِ أحلامي
و كيف نفيتُ في عينيكِ أوهامي؟!
بين الرحيل و روعة المنفى هنا...
ذوّبتُ أقلامي.
أحبكِ،
تلك أيّـامي سأهجرها
سأتركها
سأصبح عاشقًـا حتى الثماله ْ،
حتى يعود الليل للطرقاتْ
فلا (ليلى)، و لا أخرى ستقرأ من كتابي آخر الصفحاتْ.
أحاولُ أن أصادر لؤلؤ العينينْ
زجاجة عطركِ الممزوج من عطرينْ
أكسّرها
و تجرحني الشظايا،
لم أكن أدري بأن العطرَ
يخترق اليدينْ
حتى المساءْ...
حلمٌ جميلٌ صار يسحبني
إلى ليلينْ.
’صباحُ الخيرِ’
لن أنسى بأنّ الله عن عينيكِ أخبرني
و أوصاني بأن أبقى وفيَّا للمرايا،
للشظايا..
أن أفتّش عن هدايا
تحت أكداس الرخامْ،
كي لا تضيع مواسم الإصغاءِ
عند مرافئِ الأحلامْ.
هنا قد يلبس النساّك ثوب العاشقينْ
لا شيء يدهشني هنا
كل الكواكب ساجدينْ،
لا لحن يطربني سوى
شدو البلابل مصبحينْ،
أين البدايةُ و النهاية ُ
في حكايات الهزيمه ْ
أين (ليلى) في الأساطير القديمهْ ؟!!
كانتِ الذكرى تطاردني
تلاحقني ابتهالاتُ الصبايا،
قصّة الشبّاكِ
و الأضواء تغرقها المرايا
حلمنا المنقوش في أزرار (مايا)
دمعنا المسكوب أكوابا من الذكرى...
و ليس الحزن نايا،
كانتِ الأيّـام تغفر لي الخطايا
قبل أن أختار لاسمي
حروفا من تواشيح السبايا.
كنتُ أنظر للحقيبة في يديكِ، رأيتُ أحزاني
تسافر دون عنوان ٍ
و في عينيكِ أقرأ" أنت يا مجنون قلـّي:
هل صحيحٌ "كنتَ تهواني؟!"..
هنا (ليلى)، و ’قيسُ’ يقشّر التفاح بالسكّينْ
قطعتِ يديهِ يا (ليلى)
فما أقسى عيون غزالةٍ...
سوداءُ عينيها،
كِلا العينين ِ يا (ليلى)
كلا العينين..
هنا جرحٌ يمزّقنا
هنا حلمٌ يؤرّقنا
و ربٌ لا يعاقبنا
إذا بالشعر ِ أُُسكِرْنا
إذا للحبِّ غنّينا، و أنشدنا..
(بثينة ُ) يا (جميل) خدودها ماسٌ و بلّورٌ
أ لمْ تعلمْ؟
و (عبلة) وجهها بدرٌ
أ (عنترة) اقتحمْ تغنمْ.
قولي أحبك يا فتى..
حتى أودّع دمع عيني و البكاءْ
كي لا تعود إلى الرخام حقائبي
و أصير موسيقى
على شفتيكِ أنغاما تغنّيها
و أختزل البداية و النهاية َ في علاقتنا
’أحبُّكَ’ فلـْـتقوليها
بأنّكِ تفهمينَ حكايتي
لا تصمتي فالصمتُ يقتلني
لا ترفضي شعري نبيّا أو صبيّا
لن يسامحني
إذا كفّيكِ ترفضنا.
أريدكِ أن تكوني نور عينيّـَا
و سكّـر قهوتي و خطوط كفـَّيا،
أريدك رغم كل الحاقدين فراشة ً تأتي بساتيني،
ربيعا تلثم الزهرا
أريدكِ كوكبا...
هذي السماء أترفض السحرا؟
يقول جميع من لمحوكِ في ورقي
أتلكَ قصيدة ٌ تأتي بها من روعة الشفقِ؟
و هل وجدوكِ إلا في ندى الزهرِ؟
فيتّهمون أغنيتي بخطفِ أشعّةِ الفجرِ...
محمد بوثران‎

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى