السبت ٧ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
بقلم محاسن الحمصي

مشاهد من عرس الدم

إهداء: لعُيُون غزة

1

بصقت فتات الخبز، ألقت كيس الطحين، صاحت مختالة:

- أنا غزة .. أنا العزة. تسترني الأرض،

تحرسني السماء،

كفي لا تتسول النقد، أمدّه لكسر القيدِ.

أصوم الدهر، لا أفتح فمي من جوع

الظلم كافر، والسجّان جائر

أحمل قلبي أنادي : يا أهل النخوة، للحرية أنا أجوع ....!

2

أصدر شيخ العشيرة مرسوما.. من يخرج عن طوعنا، يهدر دمه ويمحى العار !

شحذت الألسنة، استلت السيوف، ويممت القافلة نحو صبية تغسل ضفيرتها المخضبة بالدم في بحر الدموع.

وقفت منتصبة تلمس البطن المنتفخ، تستقبل الفرسان :

-أنا المغتصبة أمام أعينكم، العارية تحت خيامكم،

من هذا الرحم سيولد ثائر، يحمل اسم محارب، وبيده بندقية..

طأطأ الخيّال رأسه، وأغمد السيف...

3

ألعاب نارية، بالونات، مفرقعات، رقاع الدعوة تصل الأكابر ..

هلمّوا، نحتفل بعرس الأصدقاء ..!

تلاقى العدو مع الصديق، المعتوه و الرزين، الصفيق قاسي القلب مع الرقيق ..

هتف الجمع : "ما أجمل الشهب المتلألئة في السماء!"، والعروس بثوبها الأحمر تمشي ..

ووجهها موشوم بحناء بيضاء فسفورية...

4

أنهار من البشر الغاضب تصبّ في ساحات مدن القارات الخمس، أصوات تتعالى..

وصوت ابنة العامين يأتيني بلكنة مكسّرة عبر المسافات

- جدتي ، تعالي اليوم عندي ، سنخرج غدا

- وأين تذهبين غدا..؟

- مسيرة إلى فلسطين.. إلى غزة..

يضيء الأمل قلبي الحزين، أبتسم، أهمس: الحمد لله.

بهدوء أغلق الخط : "جيل حفيدتي لن يغلق القضية..".

إهداء: لعُيُون غزة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى