الاثنين ١١ آذار (مارس) ٢٠١٣

مشبوهَةٌ أنتِ

احمد الكاظم
أُحبُّها حبَّ النِّساءِ للفِراش
وأعشقُها عشقَ الرِّجالِ للظالمين
فكمْ تلوَّنتْ شفتي بِلونِ شِفاهِها
وسَبقني شَوقي
ليستَجدي الحَياةَ مِن ثقبِ بابِها
أتراها ...
يا لبُعدِها عن الارض
ويا لِطول سيقانِها العارية
كمْ هي هزيلةٌ حبيبتي
كمْ تعرَّقتُ تحتَ أُبطِها المتدلي
وكمْ إندثرتُ تحتَ هُبوبِ ثلجِها
أتذكَّرُ حينما جلستُ على دكةِ الفقرِ
أبكي .. وأبكي
وفَصائلُ دمعي تسري على أكتافِها
حتّى اللحظةَ
أسمعُ هديرَ دمعِها
وأراها مَحنيَّةَ الرأسِ
رافعةً أكفَّها
وتُصلِّي..
حتّى مماتي
ستبقى هي الأُولى
لانَّني صنعتُ على صَدرهِا
كلَّ أولٍ عرفتُ
سأبكي عليها..
كما لو أنَّها ماتتْ
وسأُقبِّلُها على جَبينِها
وألفُّها بآخر نظرةٍ من عيني
أستودعُها مقبرةً
إعتادَ العراقيونَ على زيارتِها
وكما أوصَتني
سأقفُ على قبرها وأقولُ
مشبوهةٌ أنتِ
وستبقينَ
رغمَ أمِّي التي
يرتجفُ الجليدُ لطولِ ثوبِها
وتتقلبُ لغطاءِ وجهِهَا طيَّاتُ الارضِ
مشبوهةٌ أنتِ
وستبقينَ
رغمَ والِدي ورغمَ النُّجوم
احمد الكاظم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى