السبت ٣١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٦
بقلم بيسان أبو خالد

مغناة طائر الفينيق

إلى الشهيد الحي أحمد ياسين
عجلات الكرسي لم تتحطم في القصف
هنا قتلوا شيخ الأحلام
و ساقاه يجران التاريخ
إلى مملكة الفقراء
يسقط الشيخ فجراً
قتيل حمام السلام
ونخرج من رحم هذا الحطام
فجثمانه ُيولد الآن
من غيهب الموت مزدهراً كالحياة
نعود إلى سقطة الكلمات
لندرك أن البلاد التي أنجبت صمت هذي الجنازات
لاتستحق اللغات
أناديك كنعان اخرج إلى الكون من كهفك الآن
كيما تعيد فلسطين من نهر هذا العذاب
إلى البحر حتى ربيع اليباب
هنا نقطة .. لا تعود الثواني مبرمجة للوراءْ
هنا برهة من ضريح الشهيد
توجه أزمنة للأمام
و تُخرِج شعباً بأكمله
من شراك السلام
سيستيقظ الآن في ساحل المتوسط طير فينيق
لن يستطيع الموالون للموت
أن يُخمدوا غضب الناس
إني أشيَّع فيَّ قرونا من النأي عن جرح نفسي
أجدل هذي الحقيقة بالموت مزمعة أن أغني
وأن أتناسى حدادي
لأبلغ قمة يأسي
لذا لاعزاء لنا لاعزاء
لا سواد يعين بلاء النساء
فلا تدفنوا مرتين الشهيد
خذوا عجلات كراسيه
للعربات التي أُوقفت في المسير
خذوها لترجع فينا الطريق
خذوها مقاود أسطول هذا الحريق
و قولوا له
إن آخر ما قد أُتيح له أن يصلي
و يطلق هذا الدعاء
سيبقى طيورا تجوب المساء
و أطفاله آمنون
ستورق أحلامنا أبدا
ملء زيتون هذا الجنون. . . . . . .
سبأ توعَّدتِ البلاد رجوعها
سبأ وينحرف المسار
لاعودة من جرح حاضرنا الى الماضي
نسير الى اجتراح هوية
سنكون يا مرساة كنعان القديمة
وسوف نعمِّرفي دربنا كل هذي الجبال
صعوداً أخيراً
و نذَّكر هذا الرماد
بمولد فينيق
نذَّكره بحرائق ابن زياد وخيل صلاح
لسوف نجرعلى الطرقات الدواليب نحو هضاب الصراع
إن اسمائنا تتلون بالنار والدم
هانحن جئنا براية نصر الطريق

امراة النسيان

هنا امراة المطر اليوم تظهر
من ذاكرات الشتاء
تكفكف جرح التسكع في نزف هذا اللهاث و تُوقفني
عند أسئلة خلتها تتآكل بعد الجوابْ ..
هنا رجل يتواجه و امراة في كتاب
فأيهما كان أكثر حبرا ... و كان أكثر نزفاً
وأيهما قد يشح انتظارا لفهرسة المكتبات
ومذ عدت من أغنياتي عجبت
سالومي تدحرج رأسا على سفح هذا العدم
تريد لسيزيف أن يحمل الان صخرته
وجه ما قد تبقى لنا من ملامحه المعمدان
تجرأ أن يرفض الرقص
تحت ظلال الجريمة و الشمعدان
يهودية تتصهين في نصلة
وتطيح برأس الحقيقة بالصولجان
سفن تتناسل من خشب السند يان
أبحر ثانية على زبد الحبر .. والدم
بين احتضارك سيدة الموت بين مكابرة الصمت .. والصوت
كيما نبوح باجساد نا
قبل ان يصبح القبر ملجأنا
في رحى الحرب
ترفض امراة اعترافاً ووهم
الصلاة قبيل الموات ْ
وحرفان فاء و باء* سيختزلان
صدى امراة سوف ترفض ذل البكاءْ
وفي السفر فاء و باء
فلسطين بيروت
يختزلان خراب الحروب
و لا شيء يشبه سيدة الحبر والدم
غير بلاد ستترك ذات حصار شموخا
لعاصمة في مرايا الصمود
و نحن نموت ..
بلاد ستختار هذا الجنون
إذا لم نقل إننا عائدون...

*ملا حظة فاء باء هو الاسم الدي اختاره الكاتب محمد برادة لامرأة النسيان في روايته

كواليس مقابلة

سر جواب لبراكين أسئلة إلى الغالية هيام حموي
وينطفئ الضوء و الصوت
نبقى و لا أحدٌ أو هنا
يتذكر ثانية من أنا
ولا أحدٌ سوف يتنصت خلف كواليس مسرحنا
ثم كيف تكاشفنا أمهات الشهيد
هنا امراة في مرايا البكاء
تقول بأنك لا تشبهين النساء
ففيك ملامح حواء
حين تحدت إله السماء
لتترك طوعا فراديس عاشقها خلفها
وما بيننا خبز ذاكرة تنآكل في قلب قيس
فلا هو يذكر ليلاه بعد الجنون
حين عاد غريبا من الموت يشغله العابرون
ألا يامسافات عمري
إن ولاَّدة الآنَ تنسى
كلام ابن زيدون َ
لا تحزني غادر العاشقونْ إلى موتهم مثل جولييت
وغادر روميو إلى موته
أعطى لطفلته اسمها
ولكن إذا ما رأى زوجها رجلا
غيرهذا الذي في مرايا الفؤاد
سوف تَنَصَّتُ شاردة
و تخبئ سم النهاية تحت خواتمها
سوف يشيعها والد صامت
دونما غيمة سوف ترثي مآسي الجفاف
حبرنا الآن صار يتيم الدواة
أنا أدرك الآن أن نزارا يموت
بينما حزن ليلى وحزن هيام هنا باقيان
شموع الحكاية كي لايسود الظلام

مراثي الجنون

أحبك لا تتسرع بطي جناحي تحت سمائك
أعترف الآن أن وضوحك يأخذ شكل الضباب المخاتل ِ
وتشتد فيَّ الرياحْ
وتأخذ أشرعتي نحو بحرك
أنت محيط السنين التي تتجلى
قراصنة سرقت كل عمري
أحبك مهما بدوت بعيداً
ومهما تسلَّقت وهمي لأبلغ حلمكَ
هذي بلادي تؤرخ صمت العناكب ِ
حين ستنسج من خيط هذا الدمٍّ المترقق دالية ً
تتصيد خمر الحياة
تعتًّق في رشفة النخب أمنية ً
يتسنى لها ان تكون َ
في آتون التوجس ِ
أمتلىء الآن حزناً و شوقاً لعينيكِ
تتَّسع الآن أحداق رؤياي
أبقى على شارعي
أتكاشف في خطوتي هل وصلنا
هي الأرض آخرة تستطيع التوقَّفَ ثانية ليس إلاَّ
هوالحبُّ ذاكرة كي نؤجٍّل حاضرنا برهة في الوراء ِ
فلا حول لي أن أجازف ثانية بالزمنْ
ولاحول لي كي أقامر بالنبض ِ
فوق موائد هذا السدى
ولاوسع للأرض أن تمنح العشق كل المدى
تأخرت عن كل تلك النساء اللواتي حلمن بفارسهنَ
يروِّض خيل الأسى تحت سرج الصدى
فكيف وأنت تغازل عاهرة في حواري النحيب ِ
لتخرس جوع العبيدْ
تأخَّر فينا سرير الشهيدْ
وغانية في زوايا البلاد تقصقص أجنحة المستحيلْ
تأخَّر ت عن جسد فطرأوصافه وأسلم نزواته لغزاة النخيل
و بيني و بينك
تاريخ أمتنا يتصاعد في غيهب الوقتِ
لا يصفح الكون عن ضعف من آثروا طوف نوحٍ ٍِِ
ولامن أجازوا لقابيل يوماً جريمته في الأصيلْ
فكيف لنا أن نحيل كوارثنا للتساؤل ِ
ما عاد في الأرض فلسفة سوف
تجرؤ أن تتجاسر تانية ً
بعد لينين ما عاد ملء العدالة ِ
عشٌ لأسراب كل القرامطة ِالعائدين من المدن الغاشمة ْ
و ما عاد ليندي ليوقظ أحلامنا النائمة ْ
فهل قلت شيئا جديداً ؟
وهل زمن الرد وقف على أول السائلينْ!
ترى هل تبقى لنا حقبة من جنون سيعلن موت الحضارات في حيِّ سوهو
فلا تحتمي بافتراض الغيابِ
لأن الحضور هلاك ْ
ومسرحنا يتشابه مع حلبات افتراس البطولات
كانت تسليك روما القديمة كانت تسليك
هذا الصراع الذي كاد يدمي الفراغ ْ ونحن نصفِّق
أكان لقيصر عينان ترقب كيف سيقتل بعض الرجال الرجال .
ولا يتبقَّى من القمع غير النساء اللواتي يهيئن كعك الحدادِ لمن رحلوا
دون أن يعرفوا سببا للولادة أو للرحيل
و أطفالهم في الكهوف يصلُّون َ
لاأحدٌ في البراري سيجرؤ أن يُوقِفَ الآن طاحونة البغي
سرب الجياد يفرَُون جرحى
وتلقي بسيِّدها في الرمِّال
و حشد من العمي مرُّوا على الطرق الآن كي يرشدوا الناس نحو الشموس ِ
ونحن نعدُّ الخطى خائفين من الموتِ
لا نستطيع التَّوقف في الحب ِ
لا نستطيع التَّخفيَ خلف قناع البقاءْ
سنعرف أن سوانا وصل ْ
جذام و طاعون هذي الليالي قُبَلْ
فلا حبَّ يجرؤ أن يعبر الانَ
من جسدين على صدفة في مقاهي الرصيفِ
هو الخوف جرح تَقيَّح من عولمات النزيفْ
و بيني و بينك َ
هل ما يزال المحال ْ
وأشياء لا تتنبأ فيها الكؤوس جواباً
إذا ما التقت ملء نخب السؤالْ
لعزلة دوساد* في داخلي حلكة الاقبيةْ
لها كتب هرَّبتها الأكفُّ التي جالدته
الى النَّشر من خرم جدران تلك السجونْ
تقيَّأ عشق الهدى للمجونْ
نساء القضاة يهرَّبن تحت الوسائدِ فحش المكائدِ
ولم يبق حبرمن الجرح ِ
كيما يصوِّر عقم العصور ِ
التي باعدت بين أحزاننا .. و الورقْ

*الماركيز دو ساد المعروف بتعذيب النساء في الغرب

لفيكتور جارا* أصابع مبتورة فوق أخشاب قيثارة تحترقْ
و نحن نجامل فأسا
يحزُّعلى القلب زيتوننا مثلما جزِّ نوح حقولاً بأكملها
لكي يتسنى لمن ركبوا الطوف بأن يخدلونا
وأن يتفادوا صديد الغرقْ
فيا إبن خلدون َ
كانت مقدمة ً
ويا إبن خلدون
كانت هي الآخرة
و ما بين هاتين سرٌ سيكتبه الشعراء بأسفارهم
حالما ينطق الشهداء تفاصيل مقتلهم
حالما يفصح اللغزعن صانعيه
و يصبح سراً بريد الغزاة
سنعرف ماذا حدث
عندما سوف يولد جيل نسى
و ما عاد يشغله كيف تسقط بغداد في ليلة القدر ِ
أشياء لن تشغل العابرين الى الجاز ِ
لن تتكاثر في خفة النسل ِ

*عازف الغيتار التشيلي الذي قطَّعت أصابعه الفاشية

لن تجعل الله موضوع أيماننا فانتظر ْ
وسرٌلطروادة اليوم شعرٌ وشعرْ
فطوبى لكم أيِّها الصامدون ْ حصاراً حصاراً
يفاجئكم غزو قافلة في قناع هوى فجاة ً
ثم طوبى لتدمر حين رأت في القوافل عبء الحديد ِ
و ما عرفت أن وحشاً يخبئ أنيابه في جمال البعيد ْ
و طوبى لزنُّوبيا:إذْ تموت
وشعرٌهو الشعر ْ
أسطورة سوف تصبح هذي البلاد التي صلبت نخلها
إن دجلة كحل وحبر العراقْ سواد
برابرة ينهبون الأوابد
من ساحة المعجزات ْ
فيا من سرقتم من الأمس تاريخنا
و من حاضر آثم غدنا
ونحن اللذين
سُلِبنا المكان سلبنا الزمانْ
سنغزو شوارعكم كل حين ْ
برابرةٌ يُرجِعون الحضارة نحو السديم ِ
هنا لغةٌ من هنود يعيدون جرح سياتل نحو النِّزيف
وتلك مقابر ستين مليون لايعرفون الجنازة ْ
ولا يعرفون من الأرض إلا القيامة ْ
وشيء يحاسب فيكم دم العابرينْ
فيا امراةً دفنت زوجها عنوة في مقابر أعدائها
هنا لاتخافي زيارة هذا النزيل على فندق الغرباء ِ
خدي الآن آس البسوس لغار حراء
و اقرأي باسم كلِّ فلسطين
كلُّ الذي سوف يُكتَبُ من قصص الخلق عند اشتداد الوباءِ ِ
وحدنا في العراء ِ
هنا لاتخافي الخيام التي نُصبت من جلود النساء
هجرةٌ هجرتان ثلاثٌ و نبلغ عرض السماء
و إن لم نعد متلما يحلمون
لسوف يعم الخرابْ
أنا من أنا بعد موت السرابْ
وأسألكم .. كيف .. كيف
نهبتم كرامة بغداد كيفْ
وكيف استطعتم إحالة أبراج بابل في برهة للحطامْ
فيا أيها الوالغون بوادي الدماءْ ..
وجرح العدالة
من العار أن تتركوا في المحاكم نيرون
أن تتركوه يحاكم روما .. رمادا
فحن نحب الحياة .. فلا تجعلوا وجهها يتعفن تحت قناع الجريمة ..
أستودع الآن أهلي
أقول لهم أنني واحد سوف يرديه هذا الرِّصاص قتيلاً
و إنٍّي أعيش نزيل الجسد ْ
كما كان خوفو يظنُّ وبيتي الهرمْ
أنا واحد من ملايين يَعرُبُ لم يستطيعوا تجاوز حربين
من غير أن يدفنوا وجههم في مقابر تلك البلاد التي ما استطاعت إلى الكبرياء سبيلا
فظلِّت سجينة قضبان تلك الخرائط ْ
لقد قتلتني بلاد تبدِّل أسماءها بمرور الغزاةْ
عواصم مسبية تتجاهل تاريخها في المتاحف ِ
وطفل سينكر صرح ذويه إذا مرَّ هذا الغريبِ
على حلمه ريثما يعرف العمر أنسابه
بأصابع عرَّافة تائهة ْ
أنا الآن نافذة ٌ إذ تطل على مشهد لا يروق لها
تستطيع التحطُّم إن لم تشا أن تكون سبيلا ً
لعينين حدَّقتا في الطًّريق ْ
و لكنني كالمرايا على فضِّتي عبء من يُؤخدون إلى الصلب أحياء
غارُ السدى وعلى فضَّتي وجه سيدة نسيت زوجها
وحبر معلََّقة أنزلت فجاة في الوحول ِ
وسرج رماه الزُّناة أمام سنابك كل الخيولْ
قناع على الأرض في آخر المهرجانْ
فيا من سرقتم جلال الزمانْ
وسر المكان ْ
أجل سوف نأتي إليكم من القبر .. لاشيء نخسره غير دود الفناء
نعود إليكم
كما عاد غوغول في معطف الكرنفال ْ
سنرجع يوماً إلى حينا .. رغم هذا المآ ل ..

هواجس الخيمة

وباريس لا تشتهي أن نغادر
أيقونة العصر من غيرتبر الشموس
التي تتخفى بأقنعة الغيم
حين يُستَجوب العلماء القدامى
عن مركز الكون
تخشى مقاصل من يعلنون بأن كواكبنا
من غبار المجرات
و الأرض دهرا تدحرج حول الشموس كجر الكرات
على بكرات الغزاة
تعودت إن أتجرع سمك سقراط
إن لم أشأ إن أموِّه ما قد تجلى
و آثرت موتي
كما آثر الأولون الترجل و القفز فوق حبال الزمإن
لئلا تصير الحقيقة كالبهلوإن
وفي قصر كسرى
الغد الآن يستنبط الوقت من كل ذكرى
ولا شيء يختلف الآن إلا جنون الحواسيب أو ناطحات السحاب
وفوق حطام السراب
ولا الطائرات تعوِّض أحلام فرناس* بالطيرإن
جناحان من خيبة الأقحوإن
على خيش (دافنشي) المتيبس يترك بسمته في شفاه الجميلة
خلف زجاج المتاحف يحرسها حارسإن
ملايين من بشرعبروا في مطارات باريس لم يعرفوا
رجلا عاش عشرين عاما يهرب من ظلم إيران
لم يُدخلوه إلى بلد آمن
ولم يرجعوه إلى دارة الصولجإن
سميرة** سيدة هربت من خيام القبائل خائفة أن تزَّوج من رجل كان أعمر منها بعشرين عاما
وحطت بعاصمة تدعي نسل بلقيس في مهرجإن النساء
سميرة ماتت بريش الطيور التي

*عباس بن فرناس
**سميرة امرأة نيجيرية قتلتها خطأ السلطات البلجيكية بالوسائد إثر رفض محاولتها اللجوء الإنساني هروبا من جواز جائر .

مارثتها قصائد طاغور
يوم خرجنا نهز عروش البلاد التي ما استطاعت وصول الحداد
و يسقط توباك*
يرجع توباك**
عمدة لوفن
و تنسى النساء على بصمات الرداء أصابعه حين تلتف أفعى لتقتل زنجية
ويعود إلى مهرجان السياسة
منتصرا ببناء تماثيل
من فتحوا بلدا آمنا
سوف يغفر جيل المدينة
حين سيفتح في صخرة الحلم عند المساء طريقاً
و نعلن أن المحطة في (لوفن) الآن تأوي القطارات
حاملة جثة المعجزات
فهابيل مات
و قابيل يتقن كل اللغات
يترجم لغو جرائمه
 
*توباك وزير الداخلية الذي سقط إثر مقتل سميرة
**إشاره إلى إعادة انتخاب توباك بعد أعوام كرئيس بلدية لوفن وهي المدينة التي تشتهر بجامعاتها في بلجيكا
 
كيفما شاء لا أحد سيقارن نصاً بأصل الرثاء
نعود إلى خيمة اللاجئين
فرادى يقولون نحن اللذين سنستعمر الأرض بعد التشرد
نحمي كهول الحداثة من شح نسل تراءى له أن يخفف
عبء الطفولة بالأغنيات
ونُطرَد من خيمة في أراضي العدو
التي أخدت هجرة هجرة
تتناسى ملامحنا حين
كنا نجاور كل يهود المجرة
تُلاقحُنا القدس حتى المعرة
وصلنا إلى أرضكم غجراً معدمين
وصلنا لكم من حروب
ثم قلتم لنا لا مكإن لكم
أرض آدم بالناس مكتظة ٌ
فلتعودوا لتاريخكم
أو فعودوا لأفريقيا و مجاهل كابول
عودوا لزرع الحقولْ
دعوا في أكف العواصم منجلكم
سوف نحصد كل سنابلكم بغتة
و نقول لكم
إن جوع البراري قدر
إن مناجمكم عاقرة
نحن نلملم هذا الفتات
و نعدو إلى الحلم
كيف سنرجع
حين يسدون هذا الطريق لبابل
أويفتحون الحقيقة جرحا سينزف أكذوبة الحب منذ رماح سياتل
كيف سنرجع و الصرب قد يتموا
طفلة ستصير على الفور
خادمة في بيوت المصلين
لا أحد سيفض بكارتها سوى الساخطين
وكيف سنرجع يوما حفاة
وحين سئلنا بأن نخلع الآن أحذية العمر
فوق سجاجيد أوقافكم
و خرجنا نبعثر أحزاننا
من كنائس روما
وجدنا النعال
تفرق بين الرجال
و قالوا حفاة يمرون فوق معابدنا
همج قبِِّلوا وجهنا
أكلوا خبزنا
و احترفنا اللجوء
ولا نستطيع التوقف في خيمة غير بعض حروب
لنحصي غنائمهم من خسائرنا
و نعد السبايا اللواتي
يفضلن وضع جواري الفرنجة
أكثر من زوجة ستعد الطعام لأطفالها في الحطام
سنغفر إن لم يعدن لنا
سنغفرلو أخيراً بقيتم بغرناطة الآن
بعد رحيل الخليفة من قصر حمرائكم
ألا فاذكروا ملكا لم يصن كالرجال
ممالكه ثم لم تتباكى عليه النساء
خدوا زاد عودتنا
في مطابخ أعدائنا
و اكتبوا كل عصر لنا
إننا الفاقدون خواتمكم
في أصابع من ربحوا حرب طروادة الآن
مر الحصار وعدنا نخيلا يضيع على مهله في رمال القفار
نرتب أوراق إلزا*
و أحلام ولادة** اليوم
 
*إلزا زوجة الشاعر الفرنسي أراغون
**ولادة بنت اللمستكفي حبيبة الشاعر إبن زيدون
 
سوف نرجع عند المغيب
و لا ترجع العاشقات قصائدنا
لا يُبهر الأمهات حليب ينابيعنا أو نبيذ النعاج
سوف نرجع عند المغيب
لمكة نركض حول متاريس كعبتنا
ثم نحلم أن البيوت سترجع أبنائها في القريب
و لن نتجرأ ثانية أن نلوم الضياع على خطف درب و نعل و حلم و أم و طفل و خبز
لأنا خذلنا فلسطين ثانية ثم بيروت
ومابعد غرناطة الآن
ما غادر بغداد تحت قصف العدو جبان
و ظلت خيام الحدود تعج بريح العقود التي هجَّرت أمة
نحو تاريخها عنوة
سوف نترك هجرتنا خيمة خيمة
علمتنا العراق نخيلا نخيلا
وفي حرب إبريل
كيف تجذِّرفي الرمل رغم الهجير...

مدار الصدفة

و أنت تفتش عن أي شيءٍ
سيجعلني كل هذا أفتش عنك َ
و تهرب من خطوتي كالسرابْ
تحنط شوقي بهذا الغياب ْ
وتترك أمتعتي فوق هذا الرصيف ِ
أضيُّع ذاك القطارْ
لعلك تأتي
أضيُّع أشرعتي في البحارْ
لعلك ريح ستأخدني نحو مينائنا
تمر القوافل عبر المحطات ِ
هم يعرفون إلى أين تذهب أحلامهم ْفي نعوش الحديد ِ
و أبقى على الارض أنسى مآل الرحيلْ
و أعرف أن الصحارى يفاجئها كل عام بزوغ النخيلْ
لعلك تأتي..
أؤجل عمري أؤجل حربي
وأترك للوقت أن يسفك الآن دهري
ولا يعرفون لماذا النساء يمتن على شفق الانتظارْ
لماذا الرجال يموتون في رغبة الاغتيال ْ
ونبقى نحب تصالب دربين في الحافلة ِ
و تعرف أنك سوف تجيء الى حلكة الارصفة ِ
وقد أصبح القلب خلف نوافذ هذا القطارْ
تلوح لي في الثواني الاخيرة ِ
لا أستطيع الترجل لا تستطيع التوغل َ
نعرف أن الذي حال بيني و بينك برهة ٌ
ولا حق للقلب أن ينبض الانَ
أني استويت على مقعدي
يصادفني كل هذا الغريب ليشهد أني وحيدة ..
ويشهد أني تبادلت تبغاً مع العابرين
وتملأ حجرتنا سحب من دخان يسافر عكس اتجاه القطارات شرقا ً
تناول أمتعتي عنوة و اتفقنا
بأنا سنترك ذاكرة القلب في كحل دجلة َ
هوالحب يأتي و يرحل صدفة
فلا شأن للقلب أن ينبض الان
لا لن أفتش عن وجهك الغر في مهرجان الدخان
سألقي برأسي على كتف المستحيل
ولن أتنازل بعد انتظارك عن عنفوان الرحيل ...

شهداء المنافي

( إهداء إلى المرحوم العزيز توماس الحمد )

وأسأل هل بوسع الصمت أن يستغفر الشعراء
وأسأل هل بوسع الموت أن يستغفر العلماء
هل سامحت قافلة تغذُّ السير في الرمضاء
نحو الواحة العمياء
وهل خطرت ببال العود عودته
من التابوت للأوتار
وهل تصادَفَ أن مرحلة مضت في أول الأيام
يوم أُهيل فوق ترابك الصادي سؤال الماء
خيبة أخرى تعلمنا السقوط من الشواهق واقفين
لكي نودع من نحب بكامل القامات
منتصبين بين الصوت والمعنى
فعمرك لم يطأطىء
رغم اشتداد الريح
كنت تشد أشرعتك ..
عكس توقعي القرصان
كنت تصوغ أغنيتك وكالإنسان
حين يفاجىء الأحزان بالضحكات
وأفتقدك رغم تباعد السنوات
وأفتقد الخطى بعدك
لكي نمضي إلى دمنا
على وتر بلا خوف
سأذكر أنني ودَّعت وجهك مذ عرفتك
أنا التقينا كي نواجه
أننا أبناء عمٍ
قد رمتنا النكبة العمياء في بلدين
واختلفت منافينا
التقينا مرةً أخرى
بموتك كي نجرِّب يأسنا
ولكي نجابه ما آلت إليه الآن غربتنا
زمن وحيدْ بين موتك واللقاء
زمن سيكفي كي نشيخ
وكي تُفاجئنا الجنازات الخضيبةْ
ودعناك بالأعلام حين تكفِّن الأجساد
فالغرباء كالشهداء
َقتْلَى النفي والأعداء ....

بكائية

وعمت بكاءا ...
فهل سترد تحية برَّادة الانَ..
تشيخوف يفتح جرح المكان
بملح محيط و بضعة أسئلة عن طريق المرارة والانتحار
سأحلم أني مثلك أشرب نخب النهاية
ثم أموت
وأعلن قبل نهاية هذا النهار بأني منذ زمان طويل
تجاهلت دعوة أهلي
و جيران قلبي لكأس نبيد
تذكرته متلما قد تذكرته .. أنت
إني أستأنف هذا الرحيل عبر زجاجات نظارتيه
إلى الخادمات اللواتي اشتهين السبات
حيث لا تخذل الاغنيات الكمنجات
هذي مسارح قد تستضيف الشقيقات
كي نلتقي في الكواليس
عمت بكاءا و عمت بحارا
محارتك الآن تكفي
رجوع الطيورلأعشاشها
هل ستكفي التوابيت كي تترجل عن موتها
تكفي مخيلة الثلج
كي تغني ودادية الهمس و اللمس
عمت سماءا
وليس الذي تتناحر فيها البنادق
لتردي السنونو
قبيل الوصول لاي ربيع ...
فأي التصاوير تشبهنا
اذا ما التقيناك في الأحد المستحيل
ستشبه حاضر صحرائنا
أم ستشبه ماضي النخيل .............

بين الموت والقرصان

يتوازعون ترابنا
والأرض خبأت الزمرد في المناجم .. والحديد
وليس في تاريخنا زرد جديد
غابت ويمتقعون في الحشد المؤكد في آتون الحرب
لا يتوالد التاريخ في النصر الأخير
هل يعرف المهزوم ماشكل النهاية في مخاضات الشعوب
أنت انحدار فادح
أو قمة صعدت إلى السفح المسجى في السقوط
وكتبت فوق الصخر ... لا أخشى من الموج التفتت
أو أخشى توقع نجمتي هذا السقوط
ولأنني كتب ستعرف أنها صارت رمادا في النهاية
الحبر قد ينحل في النهر المعربد حين ينتظر الغزاة
ومكاتب ستموت فوق رمال متراس سيحرسه الجنود من التوجع والتوحد والحنين
وجرحت وجهك بابتسامة عاشق لأميرة خرجت على القصر المنيع ...
وخيَّمت في الحلم ... والشعر الجميل
نضجت على نار المشاهد
حللت ميلاد من حملت على الزمن المديد
خرج الوليد مقدسا
وبلا أب زفوه في الصحراء مطرودا من النسب الكئيب
هذي المذابح سوف تغسل عارنا
يوم ادَّعت أن المسيح يعود في دمها لتخفي عاشقا
ثم ادعت أن الإله يوزع الأطفال في الأعياد
صدَّقها الصغار
وكذَّبت مدن نبوءتها
استراحت فوق إنجيل بكت ..
قالت لطفل الغيب
صار عليك أن تُصلَب
لتزيح هذا العارعن جيل الجديد
وفتشت .. هذا يهوذا راصد
فلربما عاد الوشاة للاحتفال بمقتل الطفل البريء
خرجت لتمحو في البلاد العار
ماغفروا خطيئتها
ولا اعتذروا وإن تعب المسيح
إذ كيف تهرب من شراك الآخرين
ولاتصير المومس العمياء في شجن الطريق
وكيف تحيا دون أن تخشى من الرجم البذيء ..
وترتِّب التاريخ ثانية ... تخاتل موتها ..
وتفتش الغابات عن صلبان عفتها
وللطفل الشريد وداع أمك واجب .. قالت .. يابني ..
سامح دمي ما كنت أعرف أنني العذراء
لا أدري مصيري
ولسوف أشرب نخبك المشغول في جدل الكنائس والمعابد والذنوب
سامح دمي وخطيئتي
سامح نساءً كن يجهلن الضريبة ساعة العشق المحرم
كم تكلفنا دما وهوية .. أو كذبة .. ورسالة ... وديانة
من أجل أن نمحو خطيئة امرأة ....
ضموا إليك متاحفا ... وتسمر التاريخ في الرؤيا
فما نفع التذكر .. لو بدأنا من جديد
والأرض تحفظ غابة
وهياكل الموتى التي خرجت من القبر الرهيب إلى القيامة
لا ضلوع سوف تسند في الصدور هواءها
والوجه جمجمة من الخشب السقيم
والريح تخلع عظمة والأرض تنبت زهرة
إن الحقيقة في الطريق إلى فضاء الوقت
جند في المغارة
قادمون من استعارة كاذب
وتمتع التابوت بالجثث الأخيرة
ـ الموت في سغب الحروب ـ
تباعدت مدن وتشتقُّ الخرائط من مجازرها
ومن نصر الغزاة .. إذا استراحوا
يتبعثرون كموت حب في السرير
تندى بمحضرها الورود وتنحني سفن بأشرعة
وتنتقل الصواعق من نوافذ برقها المجنون
نحو إراقة الغيم المسافر فوق أرض قاحلة
ويوزع الشجر الرخيم ربيعه النادي على الصحراء
والرمل المعذب
هاإنهم يأتون يخترقون أزمنة
ونبقى نحن منتظرين من أزل سينأى
كلما استندوا إلى القانون
في التشريع والتقتيل
إن الفضة السوداء لن تمتص مشهدنا
لأن الشمس والأشلاء
سوف تضيء عزلتنا
ونبقى فوق موج البحر
بين الموت والقرصان
بين الريح والشطآن

المشهد الأخير

منفاك معدن كل وجه يستبيح الآن خلوتك المريرة
من سيدري كيف تعبرك ابتسامات المصلينَ
أنت تموت منتحباً من العتب المعربد في عبوسكَ
هل ترى ... آخيت شح الأرض في عينيك ؟
أم ياترى سيظل وجهك أجمل ماتصادفه الصحاري
إن ظلك يستبيح الشمس ...
يعترف المدى كيف اتسعت
وكيف قلبك نابض في الأرض في جثث الطريق
هل سوف اسأل
ماانتظارك غير صدفتنا البريئة
في ممرات اللجوء إلى المخَّبأ والصديق
الآن أدرك أننا عشنا لفجر بعد غربتنا عن الماضي السحيق
ونمت أناملنا التقطنا الوقت ثانية لنكتب بعض قصتنا ... وماتخفي
وتدنوا من قنوط الحبر ثانية
ـ هنا خلًّفت كرسيا
ومذياعا .. وقبلتنا
ـ هنا وحدي بلاعنوان
هنا وحدي بلا أحلام

صورة للغرنيكا

ولوطيون قد صاغو مدار الأرض
يسحقهم إذا امرأة تجاهر أنها إنسان
ولوطيون أرَّقهم وميض الحب حين يضيء
وأرَّقهم بأن رجالهم خسروا
إذا انتصبت وراء الريح كل نهود من ذبحوا
على طرقات ( غرنيكا )*
يؤرًّقهم زنوج قبَّلوا شقراء
تؤرقهم طيور أجَّلت فصلا لكي ترتاح هجرتهم
سيحملهم سبات الأرض للصلصال
يجعل من مروءتهم سماء في مرايا الله والصلوات
وندرك أننا صرنا ضحاياهم
ولاوثن سيحيي الميت
تحت ركام هذا الحب والمدن
فياعشتار موتي الآن وانتحري
فنحن اليوم لاندري
بأنا نسل من عشقوا

*القرية التي قصفها الفاشيون في إسبانيا إبان الحرب الأهلية وخلَّدها بيكاسو في إحدى لوحاته .

حوار داخلي

هذا المساء يليق أن ألقي بنفسي في توابيت المرايا
هذا المساء يجوز أن أبكي .. وأن أشدو
وأن أغتال كل اللهو هذي الليلة أفتتنت بكأس الخمر حتى يبزغ الآتي
اليوم خمر يا أبي وغداً سأعرف أنني ثأر لنعشك كلما برد الكلام على الشفاه
أو كلما احترق السلام
اليوم خمر يا أبي اليوم آخر رقصة
غجرية في عتمة الريح البغيضة لا تنام ..
اليوم شاركنا العشاء
كن كلما شاء المسيح من التذكر والبكاء
كن سيد الأشياء وانشد
لا تهب هذا المجون الحي في دمنا
المعاقر خمرة الغرب الرديئة
لم نعد ... نحن اللذين تفرقوا في الأرض
تقتلنا خيام السبي والصلبان ..
ويجذمهم وباء النفي .. والأحزان

هذا المساء .. أقول:

لا تخفي جراحك كلما مرت صقور الأمس بالماضي
اليوم خمر يا أبي وغدا خيامك سوف تصبح .. أشرعة ْ
فالسندباد يعود نحو الأمر يا أبتي
ونرجع نحن ثانية كما العنقاء
اليوم خمر ياأبي
والمومس العمياء تخرج للشوارع ترتمي في حضن أول عابر
قتلته رغم الجوع يا أبتي ولكن لم تمت
ستجوع طفلتها الجميلة بعد حين
وستهجر الماخور للطرقات
تفترش الحواري ريثما يمضي الغزاة
المومس العمياء تهجر من سنين
خوف البغايا التائهين
عن كسرة الحب الدفينة في
جيوب العابرين ......

اختلاف

نشجت مخيلة على رجل بعيد في المهاجر
بين حبي والبلابل
فهل رحلت و أنت تهجس بالرجوع
العمر أقصر من رجوعك والحنان الآن مختصر بدمعه ...
وجهي يسافر في تفاصيل البكاء ... وفي الصحاري
وجهي يسافر في الجريدة
مرة أخرى إلى مدن بليدة
ومشقة العبث الذي راكمْت في عيني نافذة
تؤرجح ما تبقى من دمي خلف الستارة
هذا الجنون الآن يغريني لأجمع ماتبقى
كي أكون .......
كن كلما عثرت ملامحنا
على وجع التشابه فاختلفنا
مرة أخرى .. فهل ترث المرايا شكلنا
قل سوف تعرفنا قبور الحب ... كالنسيان
تتوئمنا على الاوتار
حين تحلل الأجساد ... والأزمان
بورتريه في المنفى
ووحدك ممتلىء الحزن .. وحدك
هذا الرصاص الذي يتوزع في صدر جدي ويحمله شاهدا
والشهادة للشهداء
ـ بنفسجة في صقيع البحيرة
تعبتُ وكل العواصم مفقدودة في الخرئط
أرض ستبحر ثانية في المدار
وظل يغادر وهم الجدار
ومعركة من بقايا التتار
فهل ياحبيبي وصلنا ..
هنا شارع واحد يفصل الآن قلبي عن النبض
قبرة تفصل الصوت عن جنة الصمت
كل الخيام مهيأة للغجر
إذ يعودون من زهرة الكرنفال
ليلقوا بأحلامهم تحت اسمنت هذي المدنْ
وكي يدخلوا مرة في الزمن

رؤيا

شيء نأى وانتهى
ربما كنت أنت
ولم يتبق سوى الحاضرين
فمن يعرف الآن لون العواصم بعد هزيع الحروب
وحين يهب قراصنة البحر يوما لكي يسلبوا الاتجاه من الأشرعة
ووحدك مازلت روما ترد إليك حرائقها
فطروادة اليوم باردة والنساء اللواتي انتظرن سيخلعن كل حداد السنين
ويرقصن في مأتم الحزن
من أنت حتى تكون هناك ؟
ومن أنت ؟
تنكرك الآن مرآة قلبك
من أنت حتى تخثرت ملء وريد السدى .. حين أقلع بعدك نبض الصدى
سيتسع القرن لك
فلا تختفي في ثياب الليالي
وكن كلما صار صمتك متسعا للكلام القصيدة
ها قد مضوا في الطريق البطيء مضوا
حيث كنت .. هي الريح كانت لهم
وحدك الآن ......... وحدك
خطوة للوراء ... خطا للأمام .. تعيد إليك الزمام
ولكنك الآن صرت مسيح الزوايا
التي صلبتك وما أرَّختك العذارى
نبيا لرب تغافل عنك
فوحدك أنت الذي يصلبون
ومن يتشهى الصليب
وها أنت في السبي
من يعرف الآن نكهه هذي الدماء
سماء على شفتيك تفيض
وتلعقها ريثما يستريح الظمأ
ووحدك من يعرف البرد سوط النوافذ حين يضيء سراج
وتبقى أسير الشوارع في العتم
في ليلة ماطرة
ووحدك من يسترد حديد الأَسِرَّة
في علقم النفي
من سوف يغدو ثيابك
من أين يأتي رغيفك في ليلة ضارية .

وداعية

هل يسقط المألوف في الذكرى
وداعا آخر الوهج المهاجر في الظلال
وعم مساء للغريب لكي تضيء دروبه للبيت
لا مدن من الصلصال كانت في خرائطه العتيقة
لم تحاكمه الرمال ... ولا يبادقه التي اندثرت من الترحال
ياوجعي المسافر في القفار
ـ تعبت من الوجه المرايا
تأكل الآتين من خلف القناع
وتستبيح دم الوجوه على فضاء الفضة المكسور
ياغيبي المهرول ........في شرايين المكان
كيف أعيد بعد الآن نسل هويتي المجنون
كي يندى دمي بملامح الطرق القديمة
لم يعد للوقت أسئلة ستكفي كلما هرم الجواب
أو لم يعد للحاضر المنسوج بالنسيان غير الموت
فصاريتي حطام من هشيم الزان
لا يجدي التوقف والكلام
هل للصمت أجنحة
أنا هل جئت مما خلَّف التذكار
طريقي لايشابهني
وأعرف أنني المسلول من غمد الحضور
إلى الغياب بلابكاء قد يُعيد إليَّ وجهي
أو يعيد إلي أشيائي التي اندثرت
كبرت ولم يعد في الجلد متسع
ليلغي هيكلي العظمي
ضاق العالم المأفون بالعش ِ الصغير
فتبعثرت أشلاءه في الريح
حين تشردت سحبي ولم تمطر
هل وصلنا ؟
كان شيئا يائسا كالحب في أيلول
كالورق المهاجر في أفق الرياح
كان شيئا كالرماد الغض كالكرسي في الذكرى
كالبن المعلَّق
كالموانىء حين يدركها التصدع والرياح
كالشراع على مشارفه الضياع
وكالغروب بلا صباح
فكيف يأخذ عالماً نحو الغياب
ولمن سيترك ظله المجنون في دمي المراق
لمن سيترك خلفه أرض العراق
أو كيف يعبر دون أن يرمي إلى قلبي عيونه
كيف يذهب دونما تلويحة ..
كي يعرف الكون الغريب بأننا كنا معا
متناوبين على السجون نعد أياما
لنخرج في الهواء إلى معابد عشقنا
فغدا ً سيرحل مثلما هجر المكان زمانه
لا الأرض ترجعه إلينا أو سنرجع نحونا
قلنا بفاتحة البكاء .........الحزن لن يرث الفرح

نشيج الكمان

تقيأني البيت مثل خروجي الأخير
مشيت على الدرب في البرد
لا دفء يغدو على الوعدِ .. أو ينير الطريق ضياء قليل
فأذعنت للحلم علي سأبصر في الغيب شيئا يعيد لهذي الحياة القصيرة مايستحق ملامحها ..
فالتقيت بموتي ...
وكان يعدُّ عظامي ويرجئني نحو قرن جديد
توجست منه قليلاً وخفت
كثيرا من الارتياح
جنازات أهلي هنا لم تعد تزعج الآخرين ـ
هو الورد يذبل في سلة العائدين فاذبل ..
إني تصيَّدت غيم العزاء الصريح
....... عاشق يتذكر قبلتنا ... والوداع
... فهل كان لي أن أقول له ...
أن يؤجل موتي ومقتله بالرحيل
فكفنت عمري بمعطفه
ريثما مر هذا القطار الطويل
تذكرتُ أزمنة دثرتني بشيء من الريح أو عبث المستحيل
وحين ابتسمت .. رأيت احتضار الأسى
حيث تزداد زرقة هذي السماء
لتهطل كل النجوم على غرفتي فتضيء
بعينيك ... حين تباغتني بالنظر
وحين أباغت ذاتي على شهقة في الخطر
أتلو على الناس يوما جنازة قلبي حين عبرت على الأرض
آساً يعيد إلى غدنا نبض أمسي
وكنت أراقص أشباح موتي ... وأدنو من القبر
حين عبرت صباحا
في قمة الصمت
أكبر عمرا سيسرق مني السنين
ستشحذني في احتضاري لأعتاد بعثي على ساعديك
فيحضر فيَّ المخيم ... جرحاً
وفي غابة الحزن أمشي ... وأمشي
ليلي إليك بريق دمي
فالمرايا نهار لوجهك حين يجول بآخرة الحب
ينتضف العمر فينا
وندرك عند النهايات أن الدروب الأخيرة ماثلة في مناخ الغروب
وينتصف العمر ياعابرا في دمي وجنوني
وندرك أن المدى ضيق
فجأة بعدما صار تاريخنا
ملح جرح يخدده الحاضر السرمدي
توقعت وجهك في قاربي الآن أشرعة
وعواصف ترغمني أن أغيَّر وجهة أسئلتي وغدي
فابتعد ياحبيبي عن شاطئي
ريثما يجد العائدون
من الحرب وجهتهم والزمن

صوت الصمت

ومن عفن الوقت تأتي ... سراطا حزينا
يفتش عن نفسه في المتاهة
هانحن نحفل بالمستحيل الذي يتجلى
على خصلة في جبينك
وحين التقينا أخيرا على شفة الشيب
بين العناق
وبين شتاء القبل
صدفة أنت تشبهي كلما أوغل الوقت
أو كلما أزبد البحر
لماذا تجنبت قلبي .. وأنت الذي يدرك الآن
أن اكتمال السماء امتداد
وغيم سيهطل في جسدي
كدم يستحم بدمعك أجفل سهوا
تحدث لقلبي أن الكلام قليل
وصمت المكان العليل يؤرِّقني
والمدى فادح الموت في الحافلة
كأن البلاد التي أنجبتتي تخلت عن الشمس
ثم استماتت لتلتحم الآن بالذل
أصبحت شيئا يضاجع اسما
يذكِّره أنه ابن من ؟
كأن البلاد التي استعرت في دمي
تمارس آلامها في مدار العدو
وتمنحني صفة من جنود حفاة
ستكسرني وتبيح جراحي لغربان محنتهم في الطريق
كأنك تعرف أن الشوارع لاتستطيع التقاط الهواء
كلما أصبح الموت من سمة الحب والانتظار
كأني اجتزأتك من زمن جارف
كي تصير الدقائق مزمنة النأي
خلف تساقط هذا المطر ؟؟
كأني ارتكبتك في معبد في حرائق روما
التي خلَّدت عرشها في سهوب الرماد
وذلت بيادقها للغزاة
فلا تعترف أبداً بدمي
سر نبضك يبقى يجادل جرحا تعوَّد أن يتشدَّق بالنزف كل بكاء

مرثية البرهة

توحَّش فيَّ ا لحنين
وصورتك الآن ضاربة الحلم
في خاتمي غيمة في سماء البكاء أعدُّ شتائي لليل طويل ..
لأنك لا تدرك الآن
هذا الفراق الذي يتجاوز يومين .. صار دهوراً
ولن تنتبه
لقبري وهو يعد ملاءاته فوق صدري
وتمتد كفي لتسرق منك يديك
لعلي سأجتث موتي من الهدن العابرة
هي الأرض كانت تدور تدور
توقفت في برهة نزهتك عن الأمس
أو خلَّدت رمل مزولة في الزجاج
تذكرت أنك خلَّفتني في العجاج
يظل المدى قادراًً أن يبوح بدرب قصير
يشكل مافيك من برتقال
لكي يتدحرج حراً على شرفات التراب القتيل
وفيك تفاصيل كل الحكايا
التي انتحلت موت جدي
وأشياء تنأى وتحضرني في خريف النوافذ
حين تبعثرت عند مرور قطار سريع
وتعرفني من مساء الخطا في صباح ٍ غريب ـ
وتعرف أن الذي بيننا عابر كالحريق
وأن الذي سوف يبقى .. صقيع
وأن العواصف مقبلة حيثما
كان حباً شهيد ...
وتعرفي من شرود دمي
من عشاء أخير ... نهيء فيه معاً خشبات الصليب

غريبان معاَ

تبادل صوتي وصمتك بعض الكلام الذي لا يقال
وتندى حياتك بالعرق المتبخر ملء سحابة ملح
ستهطل فوق الجراح
وعشرون حلما
يعد لنا آخر العمر خيباتنا
سأنقصك الآن أنت رحلت
سأنقصك الآن مثل يد بُترت فجأة فوق مقبض باب
سيفضي إلى زمن آخر في النبيذ ...
ويبقى الذي بيننا خطوة ..
وبقايا حنين
وصبارة سوف تخزن دمعي الذي لا يجيء
كجيش من العربات يُهرِّب أعشاشه لربيع بعيد
تغيَّبت عن قبلتي
واستضاف العناق سوانا
على سجف القاطرات
فألقيت وجهي في الريح
لأنسى بأنك ترحل من مشرق القلب
نحو البلاد التي لاقلوب لها
إن أغنيتي تترعرع تحت ضمير الذنوب
وتسألني من أنا
بعد أن كان ماكان
تسألني من أنا فأكون
ونسأل هذا الصواب الضرير
لكي يتفهم معنى الجنون

حياد الوجع

كان سواء أن تتحدر من تابوت أعمى
أن تتصدر كل صدوعِ البغي
كي تحترف القتل السائد في المعمورة
كان سواء أن يترجل عنك السرج
وتبقى مثل خيول ضلت في مقتبل الحرب
وكان سواء وجع أعمى
شَُلّ الدرب الوقت الساكن في ذاكرة حصان ضل ..
ـ روحي غربت شمس أفلت
ليل يشعل كل نجوم الرغبة ـ
كنت أباعد بين الموت وبين حياتي
بضع رعاة أخذوا كل قطيع الرغبة
نحو سهوب الموت الداعر
هل نتخطى ؟
مر العالم بين يدي
وكنت أراقص هذا العدم الصارخ في الحانات
وكنت أصلي ألمح حلمي بين الناس
وأرفع كفي كي نتعانق
بعد قليل بعد كثير كان سواء
كان إله .......... كنت عراة ً يحتملون البرد بصمت كي نتدثر بعد شتاء
كان كهيئة معطف
كان سيشبه من خلَّفت ورائي
ـ رمشة عين ضاع عزائي ـ
رعشة قلب ... ضاع العائد من أيكات الغيب الراعد
صار الحشد دخانا صمتا ً
كنت أردد غودو* إسما محضا

*غودو إشارة إلى مسرحية صموئيل بيكت

حالة استدعاء

الوقت مرتاع من الموت
المخبأ في جنازات الأحبة
الوهم صار حقيقة ترتاد
كل حناجر المجد المحنط في الفراعنة القدامى
سبأ تعيد إليَّ أجدادي
على عرش الكتابة ...
كلنا محو لهذا اللغو
لن يؤاخذنا الخلود إذا شربنا
نهر دجلة كي نعيد على البرابرة اندحارا ثانيا ً
وخراب بصرى وحمة في كفنا
وضباب أيام ستدرك أننا
لغز لعرافين ماعرفوا من الغيب المخبأ في منابعنا الكثير

ندم

تسلقني طحلب آسنٌ توقع أن أنحني
فابتسمت لهذا الغريب
وكانت لنا كرمة
تتسلق كل جدار قريب ...
وكانت حقول لنا
تسابق دوما
سنابلها تتهالك تحت المناجل
كي تنتهي في المخابز أرغفة لنساء شهيد
وكان لنا بعض بيارة يتدحرج ليمونها
فوق أكتاف سيزيف في كل عيد
بعد كان لنا خيلنا تتراكض مثل الصهيل
وكانت لنا كلما وصل الخطو أحلامنا قبل هذا الرحيل
سكون المَهاجر
سدى كل هذا الأمان الخفيض
يعبِّد مزولة الرمل عبر الصحارى
سدى زبد القلب حين يشب عن الحب
هاهم أفارقة يقرعون طبول التحدي
ونرجسة تتعالى على عشب أحزاننا وتموت
شريد يزيج عن الحلم بيتا يعذِّبه في الليالي
وأم تغادر قبر بنيها
تُعد لعرس أتى فجأة رغم موت أبيها
وقبعة تتوقع في الريح هجرتها كالسنونو
مناديل لا تتوضع في الكف
حين تعود البواخر غرباً لتُسقطها في المحيط
وباء سيحصد سكان عاصمة قبل عيد الطفولة
قطار يعد المحطات ينسى بلادا ً تجذر سكته في الحضيض
تأخرت يوماً طويلاً
فبيني وبينك هذا الجفاء الشريد

سقوط الوهم

إنها الحرب يا أبتي تتزاحم فوق الأزقة
تمنحني يأس هذا السلام
وتتركنا فوق أكتافنا في ملامح بارودة للأمان
ليخجلنا فرح الحافلات التي تستقل دم الشهداء
حنيني لصدر يؤرخ في دفئه الآن صيف بلادي
إنها الحرب
قلت لي يومها لا المناضد سوف تُعد الخرائط
ولا حبر أي بلاط
سيكتب سيرة هذا الدم الآدمي
على ورق يتطاير في قلب مدفأة تستعر ...
ما استطاعت حبائل ( ريتا ) الكثيرة أن تنتصر
بينا الآن جيل هوى ... ويجرجر قاماتنا في الوحول
ويهوي بنا كذبه في الطلول
على كذبة في الوصول
وغيم لنا لا يجيد الهطول
فأيلول يحتل كل الفصول فلا تحتمي بالبقايا ... فلا
هنا وطن من عزيف السبايا
ها نستعيدك بيروت دوما
هنا ليس يكفي الرصاص ليمنحنا مجد حاوي *
ليس سيكفي السماء
قمر واحد
كي يضيء لنا شارعاً في الليالي

* إشارة لانتحار خليل حاوي

أسئلة الهجرة

مثلما البرق يعبرنا في مساء مطير
ويبقى من العشب عمر ندي
ويترك أعماق ...... قلبي
مشاعا لشرق سيأخذنا للبكاء
على موت ليلي ..
هنا في غيابك تبقى جنازات عشاقها
فمن قتلتهم ربابات حزن القبيلة
حين تجلى على عرش ليلي خياما ذليلة
ومن قتلهم أساورها ... وسلاسلها
والخيول التي جرجرت عربات الهزيمة
في عريها استسلمت للغريب
خيمة في الغبار سرابات واحتنا في الرمال
وعمر يريد لنا أن نموت فرادى
فخذ ياحبيبي شرايين قلبي ليعبر نبضك من دمها دمنا
ولا يتوقف في الطرق العاثرة
وخذ كل أمسي غدا
سيمتد حتى نعيش معاً
ولا تخبر الناس كما ضيعتنا رسائلنا في الحروب
وكم أجهل الآن قلبي
وداعا لمأثرة خلَّدت صمتنا في اعتراف المسافات
أنا ابتعدنا وعدنا نفتش عن كل تلك الجبال التي أنقذت طيف تقلا *
وواعدت في النساء اللواتي رمين إلى النيل خاتمنا في المساء الأخير
شاهداً معنا صلب روح النخيل
سأشبهك الآن من حيث ما لست أدري
وأشبهك الآن حين يٌلم بطوفان نبض الدروب
التي أغلقت دوننا كل هذا المدى فجأة .. فجأة
لا تمت إنني أسترد الحياة الأخيرة في رئيتيك
السماء التي تركت غيمها
في جفوني غدا
فانتبه .. لايساوي الموات الحياة ....
هنا يستحيل التعادل بين الحياة وبين الموات
لأعشاب أرض إذا ما رحلت أغني
شوارع سوف يغادرها حلم في الوصول

* مار تقلا ممر فتحته الأسطورة لتهرب القديسة تقلا المطاردة من الرومان في معلولا – سورية

وسوف تغادرها في الصهيل الخيول
( ولا بيت في البيت ) *
لا حب في القلب
لا عيد يستجمع الأمهات
سترجع من رحمها هوة الموت إني أمد جراحي إليك لكي تتسلق فيها دماً نازفا ً
في الحياة التي أفرغت رحمها في أسرة أعدائها

*إشارة في قصيدة الشاعر خالد أبو خالد

فافعلوا ماتشاؤون
إن حبيبي يقبِّلني مرة كي اصير امرأة
واخرى لكي نتزوج
نبني على السطح عشا لنا ... لا ينام
ولا يرحل السرب بحثا
عن الدفء في البرد
من كان يدري بأني أهاجر
قلبي يوزِّع أحلامه في شرايين أرضي التي أثقلتها هموم الغياب

كمون

عفن الرحيل ووجهة القتلى أخيراً
داكن هذا المآل .. ويافع الأصداء صوت
في مهب الريح أوراق تساقط في خريف الحب
ماجدوى الصباحات
التي اتَّكأتْ على يأس الغروب
واقول ماجدوى الدروب
إذا تلاقت عند إغراء الهروب
هل انتصرنا ؟
بيننا جندي هذا الوقت يحرسنا من الغيب المريب
ها نحن نمضي في تفاصيل التوقع آمنين كما الأجنة
عبثا أنادي يا دمي الذي أخذته نبضتنا إلى الشريان لا يدري بأن نهاية السفر الطويل
كخثرة في ساق امرأة تراقص جمرة الأحزان
لا تدري مسافتها القريبة كم يلازمها الكساح الصعب
هل سوف يغدو بيتها يوما بعيداً كالنجوم؟

وحدة

عدني الآن أن تظل حقيقتي شمسا على كتف الحبور
سألت هل توقعت المرايا وجهها الآتي
على وعد من الأطفال
أن مآل هذا الحب بيت ملؤه الأعياد
كيف شرخت هذا العمر حين عبرت ـ كانت تشرب القهوة
فواعدها نزيل الحلم في المقهى ـ
تمرالآن بضع ثوان لا تدري بأن تأخر العشاق مقصلة للهفة حبنا الغجري
تحدق في زجاج الشارع المكتظ بالأغراب
لم يأت ... ولن يأتي
وقد يأتي بعيد رحيل أحلامي من الصوت
أعود الآن مثقلة...... إلى بيتي
أحاور حلكة الأشياء
أمضي الآن في الوحدة
أراقب عبر نافذتي تأثر نجمة في الليل
أسرابا من الأحزان خلف غيوم حاضرنا
وفرحة قطة بالجبن
تسلُّق كرمة للسور
كيف الشمس لاتحتاج ضوء الأرض حين تغيب
كيف تدحرج العربات حاضرنا إلى الأمس
ولا يكفي رنين الهاتف المهجور أن يجتاح صمت الدور
لأدرك أنه قد عاد .. وأني الآن ذاهبة إلى نفسي
برغم فداحة الديجور

تلويحة للغد

بعدت كثيراً وطيفك يقترب الآن من وجهتي آملا بالوصول
إلى مستهل الشروع بحب أخير
و أعرف أنك ظل لآخر يبتعد الآن في الذاكرة
تشابه وجهين حين انزوت في المرايا التماثيل
واحتضرت خلف هذا الغياب
بلاد تذكرني أننا لم نغادر
وأنا نلازم هذا النحيب لنلتقط الآن أي ابتسامة
كأني توقعت فيك
شروعا بقتل الكثير من الذكريات
فكيف تحيل الزمان إلى الأمس
ليس يقربك الحاضر الآن أو أي آتٍ
فأنت من الأمس جزء
وأنت من اليوم كل
سيغتصب اليوم والغد والمستحيل
وكل الكثير سيبدو قليلاً
فلا تتجرأ بأن ترتمي في ضلوعي حسبك ما قد تبقى من العمر ... ضيَّع مستقبلا في التذكر
أني أريد مغادرة الوقت نحو اتجاه وحيد
وخلفي حطام العواصم
حين تصير الخرائط فوق موائد غزو جدي

عزف منفرد

هل كان جرحا غير هذا ......... ياصديد
الخثرة انحلت ليبتدىء النزيف
كل الحروب تليق بالسلم الذبيح
هل نحو مأزقك الأخير يصب طوفان الغريق
ترث المراكب نجمة كانت يؤرقها السقوط المر تحت نعال من مروا
بلا مدن سترجعهم إليها ملء تابوت قديم
وتوقعوا أن اللغات الآن باذخة الغموض
كل الجهات تفر من جيش يعادي خيمة في آخر الصحراء
تغدو قلعة
والعمر لا ليلي سترجع قيس أحلامي إلى المقهى المدمر
كي يريق الكأس فوق طاولة الغزاة
تأخر النخب الذي شربوه من دمه
فكونوا بعد أن فقدت مرايانا العيون
فهل نكون ولا نكون
هل توأم العدم الوجود ؟
على كمنجات الجنون

اندثار

هذي الجميلة ضاجعت كل القراصنة القدامي واستراحت في النبيذ
نهبوا الكنوز وألف كنز كان يغرق تحت صارية النزوح إلى العدم ..
تلك الجميلة قبَّحت فردوسها
وتمرغت في الليل أغوت كل من حلموا بتفاح النهود ...
كل الذين تهوروا .. قُتلوا
لتصبج في معاصمها السلاسل من ذهب
والآن تصحو...
يزحف الجرب الخبيث على مساطب جلدها
يفضَّها ... جرحاً فينزف وجهها
يتقرح الجسد الجميل ... وفي المرايا ... لم تجد جثمانها
خدعت بصيرتها المرايا
وتبعثرت في الريح صورتها بقايا ..

ذاكرة

تعصف فيك رياح الوحدة ... تدنو من موتك
قبراً قبراً
وبلابل عمرك تسقط في فلوات الزهو العابر
أنت جنون
وهج عارض
وأنا موسيقى أنت رماد الروح الخامد ... أنت
ووحدك تنمو ..
ثم تطير طيور حولك ... حل ربيع آخر
أنت تموت على تمثال خالد
وحدك تدنو من نشوتك وتخلع آخر وجه
كان يموت على الجدران
تخلع ظلك تمحو نسلك
تقطع كل بيادي الموت الخالي
تصبح أنت
كان شتاء يفصل بين القيل وبين القال ...
وكنت تودع فيك سماءا
سقطت غبَّ شتاء
ثم تجوح الواحة تحت نعال الخيل كأن الوقت دخان ...
كأن دمي يتضور هذا الزمن الخائن بين قرون ضلت
ويحك /إلزا*/
مات الشاعر في ملكوت الوعي
وكنت إلهاً يذرع هذا الكون ويصفو كل صلاة
كأن الخلق يجرب فينا كل خطايا الوله الأعمى
كأن الوحل سيقطر من نعليَّ ترابا
هل كنت سماءك بعدي
يصلح أن يتدثر فيها الشاعر
مات يقينك يا ( أوديس ) ومات النول
وماتت بعد حروب السبي خيولك
كنت رجالاً من أوسمة حديد
كنت الفجر بعض سلاطين المعمورة
من يصلون إلى مفترق الدرب فرادى ...
كنت شقياً تشبههم
كان الوقت لهاثا من عامين ولم تتذكر
كان سواء أن تتذكر .. أولا تتذكر
أن ينسى البعض
أن ينسوا بعض الزمن الحافل بالأعراق
من يتذكر تلك بلاد وأدت حلما

*إشارة إلى إلزا أراغون

تلك بلاد قتلت خيلا
تلك بلاد صرعت نجما حيا
من يتذكر ..
كان سواء أن تترجل عن صلبان الرغبة يوما
كان سواء أن يتحمل أي مسيح عبء الصلب
وكان سواء أن تتضور ( مريم ) حزنا
أن يتخطى (السين)
منابع هذا الحلم الطاعن في باريسك حزناً
وهو سواء أن يتمطى تحت لحاف الرغبة رجل فقد امرأة يوما ُ
أن يتخطى الليل الآسن فجرأ

هروب

تحاشينا نزيف الأرض في أقصى أسرتنا
وأخلينا مقاعدنا لعشاق سيهتمون بالبارود حين يجيء متجها بدون وعود
كنت أريد أن أجتث
من أسمال حاضرنا معاطفنا
وكنت تعيد كل مظالم الطاغوت
كنت الأمس جنديا لقيصر حلمنا الأول
ومر الحب في جسدي خلاسيا
وكنت أريد أن أخلو إلى زمني
لكي أعتاد أن أنجو من عينيك حين نموت في دمعة
وغادرتك
وغادر وجهتي طير إلى أمسك
وقلت بأننا أعداء
قلت خرائط الدنيا بلا أسماء
حين تراقص الأشعار أغنية
وقلت الحرب قد عصفت بكل خيام ذاكرتي
وتفتح خندقا من نفط رغبتنا وتشعله
فلا أقوى على إمطار كل الحزن
دخان كل غيمتنا
فعد من حاضري رجلا
يُعدُّ الآن أمتعة من التاريخ حين يحطم الآتي
وينهب من متاحفنا
صفاء الحلم في الماضي

أسئلة*

سنحتفل الآن ياصاحبي الموت ـ نخبك ـ
فهذا الأسى نعش من يتَّموك
وخمر لنا
الآن أمر ..
وثأر يلوح للخيل أن يتهيأ نصف الصحاري
ورائي ونصف المدى ليس يكفي
وها أنني عائد نحوك الآن في مهرجان انغلاق ..
لجلدك عرش النحيب الأخير شفاهك بوابة للكلام القتيل
ووحدك حتى أواخر نيسان
تزهر وحدك كل خريف سيأتي
ستسقط في الريح ما لملموكَ
ووحدك تسأل هذا الشتاء بأن يعتلي غيمة بعد صيف
ووحدك أنت فقهوتك الآن غائبة
إن شايك يبرد
باب سيفضي إليك إذا مرهذا الغريب عليك
ووحدك تنمو كصبارة لم يعد شوكها يجرح العابرين
كشيء نأى وانتهى ربما كنت أنت
ولم يتبقى لقلبي سوى العابرين
فمن يعرف الآن لون العواصم بعد هزيع الحروب
وشكل المراكب حين يهبُّ قراصنة البحر يوما لكي ينهبوا وجهة في شراع خربْ ..
وحدك الآن روما ترد إليك حرائقها وطروادة اليوم باردة والنساء
اللواتي انتظرن سيخلعن كل حداد السنين ويرقصن في نعشك الحزن
من أنت حتى تكون هنا الآن
من أنت حتى ستنكرك الآن كل المرايا
من أنت حتى تخثَّرت ملىء وريد السدى حين تراجع نبض المدى
سيتسع القرن لك
فلا تختفي في ثياب الزمان
وكن كلما صار صمتك متسعُا للكلام
مضوا في تلكؤ درب مضوا
حيثما كنت والريح كانت لهم
وحدك الآن زنزانة للوراء
خطوة للأمام تعيد إليك الزمام
ولكنك الآن صرت مسيح النواصي
التي صلبتك وما أرَّختك العذارى
نبيا لرب تغافل عنك
ولم يلتفت ......
وحدك الآن من يصلبون سواك
ومن يشتهي الآن موتا أشد عراءاً من السبي ...
من يعرف الآن نكهة هذا الدم
المر حين ينز على شفتيك
وتلعقه ريثما يستريح الظمأ ...
وحدك الآن من يعرف البرد
سوط النوافذ حين تضيء سراجا
ويتركك العتم عنبَ الشوارع في ليلة ممطرة
وحدك الآن من يسترد حديد الأسرة من علقم النأي
من سيكون ثيابك
من سيكون طعامك
في ليلة خاوية ...

وصف الحال

وتوقَّع الوقت القريب يشد أزر الانتظار بدمعتين
ليمنح العادي في محض الكلام نهاية
ليتيح للغة الرديئة أن تسافر في معالم صمته
هيهات يكفيه الترنم في البقايا
الآن يخلع وهم بزته
ويلقي بأوسمة الشروع بقتل موتاه القدامى
الحزن علَّمه التمرغ في سواعد من هَرِمنَ
الآن يعرف أن قريته متاع العابرين
وبيته المسكون أشباحا تحول مقبرة
كل القطارات التي عبرته
تزبد غيمة تقتات من فحم ستحرقه المسافات اليتيمة
ربما في الأمس واعده الغد المرهون
حين يمر مغتربا على الأعياد
لا يكفيه شمع كنائس التعساء كي يبكي
ولربما في قاع غيبته نساء يشترين الآن منديلاً يؤرِّخ أنه ميت بلا قبر
يضم رفاته المنثور في الطرقات
والنايات
ويوم رحلت لم تدرك بأن الأرض
أضيق من خرائطها
وأن العمر مأساة على الماساة

قرار

شبق النحيب لغيمة نُبذت على أفق متاح ٍ دربها
وجنود بابل بعثروا دمهم على مد الرياح
فهل ابتدأنا من هنا
أم أن حافلة الحياة توقفت في معبر الموت السحيق
لآل يثرب والصحارى والضحى
زبد على بحر يجف وموجة أخرى
ستعزف بالقوارب نحو آلهه الصقيع
الليل آخره غد
فرح يواعد وردة العيد القديم ِ
بنات كابول انتحبن
خمارهن يكمم التاريخ في الجسد الوحيد
نزق الصليبيين يدنو من نهايته الأكيدة
من يكاشف وجه ماضينا القريب
وعلى مشارف حزننا خوذ على قمم الجبال
وطني هناك يصير محكمة مدارا واسعا
سيغيِّر الشمس التي صهرته
منذ تَشَكُلِ الكون المعبَّد بالعبيد

وحشة

تريث تريث
فإن ذويك يعادونك الآن
ملح وخبز يغامر أن يتقيأ هذا الدم الآدمي الذي يربط الآن بيني وبينك
بيني وبينك هذا الوريد الضليل الذي سوف يفرغ نبضته في السؤال
تريث..
هي الأرض تحمل نزوتها في دموع الأرامل
لا قبر سوف يسجي صلاة المسافر
لا مدية في يديْ كي أحارب
لأبلغ رتلك ... إني خواء ... خواء ...
ويمتلىء الآن صوتك بالحزن
ماعدت طفلا
ولا كنت طفلة ..
لتدنو حجارة قهري
وهذي حجارة أرضي ... تقاربني
سوف أحملها في عيوني خطفا
كأني هرمت
كأني ارتجفت
وماعدت أصغي لوقع خطا العائدين
إلى أي أرض سأذهب
أنا مثل غيري
فلا تتعجل
بلادي تعج بأبنائها دائما وتقاتل
ماكان فينا سوى الحلم
أنت تأخرت حربا
كأن الرياح ستطفىء كل نجوم السماء
كأن الذئاب ستنهش وعل الدماء
وتلك الجبال تردد صرخة أمي
يموت صداها على قمة الكبرياء

توقع

وداعا لهذا الرذاذ الذي بلل العشب في طبقات المدى
عاريا من غيوم بكت .... سوف آتي
هنا بغتة يستحيل الكلام
وكنت يسوعاً لبرهة حب
تجادل موضوع صلبك في أول المستحيل
وداعا لنا عند أول ناصية برعمت خطوة ... في الرحيل
تتمزق بين اتجاهين
وداعا لك الآن خوف من القحط والبرد والوقت هذا فراغك يمتد ملء الرحيق الأخير
وقهوتك الآن بن الغياب ....... وبن الإياب
تروق لنا ثم تغمض نكهتها في الفناجين كي نتعرف أن الذي قد تبقى من العمر طحل السنين
وأنا سنرشف عما قليل دما باهتا وانتحارات يوم مطير
مضى مسرعا تاركا وجهك الفذَّ ذكرى
إذا ازدحم الصمت بالكلمات
إذا الصوت مات
عائد ربما أنت سوف يتسع الآن جرحي
لموتك إن لم تعد سيتسع القلب دوما لقلبك إن لم تمت

كواليس ورقة

يذكِّرني هواء الليل بالميناء
حين رحلت كانت بابلي ثملة
وكان صلاح يخرج من خراب القدس
متشحاً بظل صليب من هزموا
وكانت بعدنا المدن
يذكرني رحيلي الآ بالسياب
حين يجاهر امرأة "أحبيني"*
وماعشتقته غير المومس العمياء
ومر العمر فوق ندوب وجه عاشق ثمل
وماذكرته غير رسائل العشاق ...
تناسل في شراييني
فيا طروادة انتصري وخونيني
هنا زمن بلا أسوار
ولا تنسي بأني لم أعد طفلا
لأجدل من حصاك الآن مجزرة
كبرت ولم أعد طفلاً على متراس أعدائي
يحيل الموت سخرية ...

*إشارة إلى قصيدة السياب

كبرت وكان محمدي* يحبو وراء جدار
هذا الخوف يسألنا بأن نحميه كي نحيا ...
وكنا العمر نهرب ثم نحتضر
وكان محمدي طفلاً حقيقياً يريد الحب والأعياد
كان أبوه لا يهوى بنادقكم
كان محمدي يهوي كما لو كان ورقة توت
ليكشف قبح عورتكم
على التابوت

*إشارة إلى الطفل الشهيد محمد الدرة

بوح مبكر

تأتي إلى روحي .. فتنحرني احتملات التشظي ..
قد يسعد التأويل بالتشبيه
وتنتثر التفاعيل التي نسجت قصيد القلب
قلت أجيء ممتشقا رعاف الحرف
لو أغنيت آخرتي بشاهدة
وقيل أموت منتصبا
ولا أحد يغني الآن مرثاتي
لقد رحلوا ....... ومرت كل مأساتي بلا أحد
ليحملها إلى شيء من التذكار سمارٌ .. وأحبابٌ
سينفضون بعد جنازتي للحفل
فللأ شياء رغبتها بأن تمضي إلى العدم
ويبقى في رفات الشيء صبح دونما ندم
وئيدا قد يجيء الموت والأحباب منشغلون بالدنيا وجمع الماس
وحيدا كنت لا أدري بأن الحب لا يكفي لكي نتجنب التابوت .. والقبرا
وبعد الموت هل يكفي كتاب من حطام النحو
هل يكفي لكي تبكي على نعشي
لأشعر أنني قد عشت ... هل يكفي
تماهي الحزن بالدمع
فلاأحد يعيد الميت في الفصح
نظل نكاتب الغرباء كي ننجو من الوحدة
ـ يموت الآن عصفور على لحن من المعدن ـ
ولسنا عند نسل الوقت من زمن ومن حنظل
فيا موتي .... ستأخذ ثدي أسئلتي
فلا حب سيوقف جمر ذاكرتي عن النسيان
وحدي جئت والعكاز
وحدي في تراث الزنبق الشامي
ـ لا أدري ـ
لماذا النبض منصاع – فهل تدري – لحزن القلب ...
أخشى أن أموت الآن كالأوراق في الشجر
على الأغصان
أخشى أن أموت الآن
بلا لغة تؤهلِّني ... ولاأحزان ..

فوضى الأزمنة

قدر يليق بكاهن يجتاز آلهة الخطيئة والذهب
هل يعرف الماضون من كفر لكفر أنهم هزموا
قدر يليق بكاهن يتجاوز اللاهوت
أو قدر يليق به ليبوح كالقديس بالسر المخبأ بالكهوف
هل يعرف الماضون من كفر لكفر .. كيف تنهار الصفوف
أو كيف ينتصر اليقين على الخطيئة ... والفضيحة ... والظنون ؟
أو كيف ينهزمون في زمن الخطيئة والذهب
لا تدرك المدن السليبة أنها سقطت على سطح المجون
ليصير كاهنها شريدا مثل ( تقلا *)
يوم طاردها الغزاة على جبال المستحيل
ياأيها القديس كيف مررت بالناس اليتامي
وسكنت عرض الأرض مذبوحا تراودك الهموم
هل أنت من روَّضت وحش الوهم
ناولنا رغيفا ... كي نقوم
أو سيقتلنا الخواء الصعب
ماعادت معابدنا لنا أو عاد من سفر مخلِّصنا إلينا
الناس تنخرها الحراب

*القديسة تقلا في معلولا

والأرض مثقلة الخراب ....
وتحالفت زمنا مع الطاغوت والطاعون والأرض اليباب
ثم استوى في رحم شك مزمن
خلط المزيف بالصواب
وحدي وقديسون حولي
أرقب النسل الذي يجتر صلبان الوباء
وحدي وبوذا الآن يقبع في عراء باذخ
والآخرون سيتبعون فحيح جدواهم إلى العدم المؤرَّخ في اللهاث
ولا مدار يستطيع الآن أن يجد الطريق إلى دمي
هذا أنا ...
أطراف أحلامي التي بُتِرَت على أعتاب ألغام الطريق إلى الحقيقة .. والمدى .. ذهبت سدى
كن مثلنا كالأمس ياقديسنا المطرود
كن سيد الأحزان متسعاً لنا
مذ أعدموا( سقراط *)
تقتلنا السموم
تنز من غيم إلى أرض بلا اسم ... وتاريخ .. وملحمة
ومن صبح .. إلى حرب .. فمجزرة
ونحن الآن قوادون في ماخور هذا الزيف والأوهام
كيف ننام إذ تدري – أسرتنا
بأن عقولنا اغتصبت كما الأحلام

*بالسم

مرثاة لشاعر لم يمت
(إلى روح الشاعر الكبير محمود درويش)
هاهي الأرض بعدك تَشْحُب
ولا يتبقى لديَّ مكان
هي الشمس بعدك تغرب
فأنت شرايين قلب يموت
عصافير عش هوى في الرياح
وأنت الذي سوف يبقى لحنجرة شاعرة
فأنت الصداح الذي يتبقى لنا حين نرحل ...
أنت وجوه تعرت أمامي
ودمع يبلِّلِّ جفنيّ
أنت كل الأرق
ووحش اغترابي الذي يتصدى لكل الكلام الأليف
فلا تبتعد
بعدك الأرض قحط مخيف
وهذه السماء تكاشف ارضاً بأن الغيوم سديم ..
وأنت الرذاذ الذي في مآقي النوافذ ليلاً
ندى وردة فتَّحت في إناء غريبْ
أنت كل المدى المستريح على كتفيَّ
وأنت حقائب هجرتنا في السفر
أنت عشق المحال وصوت الغجر
عابرٌ في غيابك
أوحاضر في القصائد حتى الأزل
حصانك ظل وحيداٌ
وصوتك ظل فريدا ..
يقول لنا ..
أطلقوا النار ..
إن الخيول الكريمة مدعوَّةٌ لتموت
إذا أتعبتها المذلة ..
أو أتعبتها جراح البيوت

الفهرس

إعتذارات فوضى الُسبات
المسيح المعاصر
مغناة طائر الفينيق ( مهداة إلى الشهيد الحي أحمد ياسين)
امرأة النسيان
كواليس مقابلة
مراثي الجنون
هواجس الخيمة
مدار الصُدفة
شهداء المنافي (مهداة إلى المرحوم الغالي توماس الحمد)
بكائية
بين الموت والقرصان
المشهد الأخير
صورة للغرنيكا
حوار داخلي
إختلاف
بورتريه في المنفى
رؤيا
وداعية
نشيج الكمان
صوت الصمت
مرثية البرهة
غريبان معاً
حياد الوجع
حالة استدعاء
ندم
سكون المهاجر
سقوط الوهم
أسئلة الهجرة
كمون
وحدة
تلويحة للغد
عزف منفرد
إندثار
ذاكرة
هروب
أسئلة
وصف الحال
قرار
وحشة
توقع
كواليس ورقة
فوضى الأزمة
بوح مبكر
مرثاة لشاعر لم يمت ( مهداة إلى روح الشاعر الكبير محمود درويش )

إلى الشهيد الحي أحمد ياسين

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى