الثلاثاء ٢٦ أيار (مايو) ٢٠١٥
بقلم
من يدفع في هذا البلد أكثر؟
مَنْ يدفعُ في هذا البلدِ أكثرَ؟إلى شهود وضحايا مجزرة الأنبارأتراجعُ.. أتراجعُ.. أتراجعُ..حتى يلمسََ ظهري خطََّ النارِِ وأرجعُأندفعُ بكلِّ قوايَ المكنونةِ حتى أجتازَ الظلمةَوأشرعَ في تأسيسِ الحلمِ حميماً.سنواتٍ وأنا في رأس الشارعِملتفّاً بجماجم موتىيتأمَّلُني السياحُ وهواةُ التصويرِِ ولا تتعبُ قدميناديتُ فلم يسمعْ صوتي..من يقرضُ هذا العمرَ سنيناً؟..حتى نشهَدَ آخرَ هذه اللعبةِِ!..هل تنقلبُ اللعبةُ أم أنَّ اللعبةَ تكبرُ؟هل ينتصر المظلومُ على الظالمِ أم أن الثاني يكبرُ؟مَنْ يدفعُ في هذا البلدِ أكثرَ؟مَنْ يربحُ من يخسرُ؟لا السّمواتُ ولا الصدّيقونَ ولا الفقراءُ ولا نحنُ ولا أهلُ الخيرِولكنَّ اللعبَةَ أكبرُمَنْ يقرضُ هذا العمرَ سنيناًفلعلَّ هواءً آخرَ يأتي بعدَ سنينٍتنشقُهُ هذي الرئةُ اليسرىوتشرِعُ في تأسيسِِ الحلمِِ حميماًولو في الضفةِ الأخرى!!.حاولتُ أن أتركً رَمْسِيأحبطََني السواحُ وجماجمُ موتىوالدربُ بعيدٌوما زِلْتُ أتراجَعُحتى انَّ الدّربَ تغَيَّرَحتى أنَّ الأمرَ تغيَّرَحتى أنَّ القلبَ تغيَّرَأصبحتُ غريباً عن أهلِ القريةِحتى أنَّ الكلَّ تغيَّرَأبحثُ عن تعويذةِ موسى من هذا التيهِضيَّعْنا أنفسَنا يا أهلَ الخيرِوصرْنا غرباءَ عن غربتِناما كنَّا مهزومينَ ولا منتَكسينَ ولكنَّ العالَمَ أعمىما كنَّا ملغيينَ ولا مخصيينَ ولكنَّ الأمرَ تغيَّرَفالمملوكُ هو المالكُ والسيّدُ عبدٌ(فإذا الموءودةُ سُئلَتْ، بأيِّ ذنبٍ قُتِلَتْ)؟لم تهتزّ السمواتُ ولا الأرضُ لهذا الجسدِ المسجىلم تنتفضِ اللاتُ ولا العزّى؟..توحّدَ القاتلُ والمقتولُ، والظالمُ والمظلومُ، والسارقُ والمسروقُ، واللعبةُ تكبُرُما زُلْنا نتراجعُ نتراجعُنتراجعُ يا أهلَ الخيرِ فالدربُ تغيَّرَصرْنا نهرُبُ من كعبتنا نحو الرّومِصرنا نهربُ من غدرِ قبائلنا نحو الرّومِصرنا نهربُ من غدرِ طوائفِنا نحو الفرسصرْنا نهربُ من أنفسِنا نحو الغيرِكلُّ الأمرِِ تغيَّرَكلُّ الأمرِ تغيَّرَيا أهلَ الخير.