الثلاثاء ١٥ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨

مَثُلات

بقلم: البشير بن عبد الرحمان
عني حين تسألك الأمنيات
قل لها: غادرته الرؤى في التقاء الجهات
لم يجد مطري وجهة لترابي
سرابي سحابي
سحابي سراب تغازله الخطوات
خطواتي التي نكثت غزلها
إتخذت منزلا...
ليس يدركه النبض نبضي
ضِحكي فيه بكاء
وبكائي ضِحْك تدلى
ولوّح بالكف من شجر الذكريات
ذكرياتي بلا ثمر تشتهيه العيون
وبلا شفة...
شفتي أيقظت في دمي من صنوف السبات
قل لها: مرة واستظل بي الظل ظلي
ومن قبل قد خلت المثلات
قل لها: سلام على روحه
روحه ربما أغلقت وجهها
في دروب الحياة
وسلام على نوره
نوره لم يجد شمعة
يستضيء بها فتلون بالحزن
حتى غدا يوحش الظلمات
- وأنا شاهد شمسه قُدّ من نبضها الثلج
علّ فرحته سوف تورق من بعده...
وسلام على بابه
هل سيفتح من قبله!
وعلى الشرفات التي لا تطل على الشرفات
قل لها: لقمتي... كسوتي...
سكنت / كنست لغتي...
لغتي هرمت
وهي لم تبلغ الحلم بعد
حلمت بالرضاعة غِبَّ الفطام
لغتي غلت.. لعقت.. علقت...
ما تقول النبؤات في غدها؟
قل لها: المدى سادر
والسرور يغلق أبوابه
ليقي ما بقي
الندى حائر
هل سيبقى على رسم خضرته فننا!؟
أم يجُمّع أمتعة للرحيل...المطرز بالعبرات
قل لها: لم يزل يتهجى
تقاسيم من أثثت بالمواعيد أيامه
عصرت رمله عنبا
أعشبت قمرا من تراب
توضأ بطيب شذاها
وصلى لأجل النجوم
لتطفئ في دمها الحشرجات...
قل لها: لم يزل يتصفح دمعتها بالآصائل
في ثقوب الزمان المُهَجّر
تملأه بالحنين
منها... إليها وبالصلوات
قل لها: حين يعبره الموج
يرتد طرف التذكر ملتحفا ملحه
هوذا سبخة...
ترفرف من حولها الـ... كل... مات
قل لها: ميمُ المسافة
كم جمعتني بساح الشرود
وكم سكبتني على جبهتي
كنت قبل نخيلا
وها – الآن – أعجاز نخلي على جبهتي
تهيل التراب على المعصرات
كنت قبل غناء يضمخه الصحو
يتشبب بالمزن
ليهبّ نسيما على الكائنات
كنت قبل أنامل فجر
تلون وجه الشفق
وكان الغسق يشكلني...
ثم ينحتني مقلا وسحائب
يشقق الصلد من سحرها ويناولها الثمرات
قل لها : حين يفترش الحزن أظلعنا
من سيبكيه؟!
وأي السموات سوف تغطيه؟
- قلت: آه...
- أوبي يا جبال معه
وازرعي سمعه في الخرير المصفى
في سعف النخل
في همس رابية
وفي حدق الراحلين إلى الله...
بقلم: البشير بن عبد الرحمان

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى