مُعلمي
ويكونُ ما أرْجوهُ مِنكَ ضئِيلَا؟!
وترُومُ لما أرْتَجِيكَ رَحِيلَا!
يا ليتني لمْ أتخذْكَ خَلِيلَا!
إن لمْ تكُنْ حِينَ القرِيضِ جمِيلَا!
ونظمتها في الأوَّلينَ صَليلَا
والناسُ يصْطفونَ جِيلًا جيلَا
وَيُرَتلوا أفضالهُ ترْتيلَا
لا يَرْضَ عنْ بذْلِ الكَمالِ بدِيلَا
ويبارِحُ التقصيرَ والتأْجيلَا
نثرَ العطاءَ علَى العطاءِ مَهيلَا
والشَّمْسُ تحبسُ ضوْءَهَا تبجيلَا
يا أَنتَ هلَّا تقبلُ التَّبدِيلَا!
يتخوَّضونَ وينطقونَ سفولَا
ولمَ الجُحودُ يؤُزُّكمْ تضْليلَا؟!
فالقاسِطونَ سيؤْخذونَ وَبيلَا
كَمْ كنتُ أرْجو أنْ يَكونَ طويلَا
لا يستطيعُ الشعْرُ فِيهِ سَبيلَا
مِنْ خلقهِ لِلعالَمِينَ دَليلَا
يا شعرُ مالكَ تستهلُّ بخيلَا!
وتروغُ مِني في القَصِيدَةِ عامِدًا
أَوَحِينَ أطْلُبُ مِنْ مِدَادِكَ تَنثني؟!
وَلبئسَ مَا أوْدَعْتَهُ في خاطِرِي
أطْلِقْ قوافيكَ التي ألهَبْتَها
اليوْم عِيدٌ للمُعلمِ في الدُّنا
لِيثمنُوا دَوْرَ المُعلِّمِ في الوَرَى
إنَّ المُعلِّمَ إنْ تقلصَ أجرُهُ
في الصفِّ يُفرِغُ كُلَّ جَهْدٍ مُمْكنٍ
للهِ دَرُّ مُعلمِي منْ مُنعمٍ!
اَلأَرْضُ هامتْ في عُلوِّ مَقامهِ
والبدْرُ يهمسُ إنْ أَطلَّ بِوَجههِ
ويرُوعني بعضُ الأنامِ جَهالةً
يا ناسُ ما الإنصافُ إن لمْ تُنْصفوا؟!
قل لنْ تنالُوا البِرَّ حَتَّى تعدِلوا
هاكمْ قصِيدِي في رِحابِ مُعلمِي
لكنَّ مَنْ ملأَ العقولَ بِنورِهِ
واللهُ يَخلقُ منْ يَشاءُ ويَصْطفي