الثلاثاء ١٦ شباط (فبراير) ٢٠١٠
بقلم لمى نور الدين محمد

نبيّة الحب أنا

يا للظلم ..ارفعوا الصوت ..ياللظلم ..أعلى ..أعلى ..يا للظلم ...

و تلونت الحياة بالأحمر من جديد، ورود حمراء، ملابس حمراء، و قلوب حمراء تملأ البلدان، لكن..

للعيد في أوطاننا نكهة أخرى، عيدنا عيد «الخطوط الحمراء» التي تحصر الإنسان بينها بدءا من الصفر الأحمر إلى الشمع الأحمر، إلى الممنوع الأحمر.. الخطوط التي تمنح ساكن المنطقة العربية شكلا هندسيا «كشكل شبه المنحرف» يتناسب مع الطرقات المرسومة سلفا، و التي محرّم الخروج عنها.
العيد عندنا للون الأحمر، و مع هذا فيكفي أي مواطن عتيد أن يملك «محل أزهار أو ملابس داخلية» حتى يضع هذا العيد على رأسه بغض النظر عن أساطير المنشأ.

في هذا العيد الأحمر.. قررت أن أزفّ لكم نبأ «ادعائي» النبوة!

وبناء عليه أوافيكم برسائل قلوب صغيرة تخاف النطق، و ترتعب من التجريح.. الحب بالنسبة إليها حلم جميل محاصر بملايين الخطوط الحمراء .

(1)

ركبتي اليمنى لا تزال تؤلمني، كتفي الأيسر كذلك تهشم أثناء «جلسة التربيّة » التي خصني بها أخي الأكبر بعد رؤيته لي مع ابن الجيران.

بسني المكسور حاليا أشبه ساحرة المكنسة ، و أمامكم حليّن إما أن تخترعوا لي قصة ساحرة مكنسة تحب و تتزوج الأمير أو أن تسمعوا مني فيما أقول:

قد نعرف الحب يوما، لكن صدقوني لن نعرف العيد.

(2)

رماني من أجل أخرى، القصة مكررة لكن جرحي جديد و غضّ، أكرهه جدا كما كنت أحبه جدا ...
نسيت أن أخبركم أنه أحبني بقلبه، و تزوجها بعقل أبيه. و بما أنني أكره والده بمقدار كرهي للتقاليد ، فسأكفكف دموعي و أنتظر حلول العيد من جديد، لكنّي لن أعرف الحب.

(3)

ربما الحب عيب و حرام، عفوا ..أكيد الحب عيب و حرام ، كيف سنحب و القتل في كل مكان...

كيف نحب و نحن أصبحنا نرتكس على تشوه طفل بريء بكلمة «يا حرام»!
لم يعد ينقصنا شيء.. كهرباء، هواتف محمولة، فضائيات، و انترنت ..هيا لنتحول إلى «بوكيمون»إذا.. فلقب إنسان «فضفاض» علينا.

و عيد حب ! أتمنى.. لكن لا المكان، و لا الزمان قد يساعد ...

(4)

لن يتزوجني مطلقا، فالبعد بيني و بينه كالبعد بين ديني و دينه ..لا قانون يزوجنا، لا شيخ، و لا كاهن ...
ربما يخطر في بالكم الآن «زواج مدني»، لكن رجل حياتي ديك منتوف لا ريش له، و لا هو يطير...

تقولون لي عيد حب ..لا عيد و لا حب...

(5)

أميرة الأحلام أنا، و أحلامي كنمل مجتهد تعمل و تكدح، تتشح بالسواد النملي و تبكي ملايين العشاق البائسين الذين سمحوا لقلوبهم البيضاء بالحلم الأحمر .

النمل يزيل كل الفتات ..كل قصص الحب الخائبة التي تعج بها الكتابات العربية.. كل الشعراء و الأدباء الذين جنوّا من أجل حب مقتول مجهض ..يقتات السواد النملي على قصصنا، و لا مكان هنا للنمل الأبيض ...

منذ تزوجته كرها، و أنا أبحث عن الحب..لن أبحث بعد أن وجدتك يا سيد الرجال..و لن أستطيع البحث فأنا تحت التراب..جرائم الشرف كثيرة، لكنها ترتكب فقط بحق النساء!

(6)

سيدة الخيال أنا، و خيالي كأحصنة جامحة لا تروّض ..تركض في البعيد حاملة فلول العشاق الهاربة من الموت و الظلم، من التقاليد و العيب ...

لن أكف عن استخدام عقلي، و سأتزوجك ألف مرة، لا طوائف تعنيني، و لا سخافات أخرى .

ليسوا أهلي هؤلاء الذين هدروا دمي، لست انا من بعت ماضيّ...

يا للظلم ..ارفعوا الصوت ..ياللظلم ..أعلى ..أعلى ..يا للظلم ...

نبيّة الحب أنا، أحدثكم عن الله و الحريّة.. أحب جميع ألوانكم، و كلّ عقولكم ...

نبية الحب أنا، و أول نبيّة في القرن الحادي و العشرين...

سأحمل لكم قصص جميع العشاق في سلسلة جديدة «للعشاق فقط...»

يتبع...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى